المطلك لـ «الشرق الأوسط» : هناك أطراف لا تريد لمشروع الحرس الوطني أن يرى النور

نائب رئيس الوزراء العراقي أشاد بجدية العبادي لكنه شكا من بطء الإجراءات

صالح المطلك
صالح المطلك
TT

المطلك لـ «الشرق الأوسط» : هناك أطراف لا تريد لمشروع الحرس الوطني أن يرى النور

صالح المطلك
صالح المطلك

يتولى الدكتور صالح المطلك، نائب رئيس الوزراء العراقي، ملف النازحين وقام منذ اكتساح تنظيم داعش مساحات واسعة في غرب وشمال العراق بزيارات كثيرة لمخيمات النازحين سواء في إقليم كردستان أو في كركوك وصلاح الدين وديالى.
«الشرق الأوسط» رافقته قبل أيام في إحدى جولاته ليلا لتفقد أحوال النازحين والسماع لمطالبهم التي اقتصرت معظمها في الطلب من الحكومة بإنهاء معاناة الملايين من النازحين العراقيين في المدن التي تشهد عمليات عسكرية، مطالبين بإيجاد حلول فورية والعودة إلى منازلهم وأعمالهم ولحياتهم الاعتيادية. وفيما يلي نص حوار قصير معه:

* ما هو برأيكم الحل لملف النازحين؟
- الحل هو في تحرير المناطق التي وقعت تحت سيطرة مسلحي تنظيم داعش وعودة النازحين إلى مناطقهم وإعمارها. أما موضوع المعالجات التي نقوم بها الآن فهي فقط لتخفيف المعاناة فلا يوجد حل يلقى الرضا من قبل النازحين بشكل حقيقي مهما كانت الإجراءات لأن المواطن سيبقى يعاني مهما قدمنا له من معونات ومساعدات.
* هناك اتهامات للجنة العليا لإغاثة النازحين التي ترأسونها بالإخفاق في عملها فما ردكم؟
- الحملة التي أثيرت ضد اللجنة العليا للنازحين هي قضية سياسية المراد بها استهدافي شخصيا واتت بنتائج سلبية أضرت أولا بالنازحين وملفهم لكونها خففت من اندفاع المجتمع الدولي في تقديم العون للنازحين وسيصيب النازحين ضرر أكبر فيما لو استمرت هذه الحملة التي ربما ستتولد من خلالها قناعات لدى المجتمع الدولي بأن هناك خللا في إدارة الدولة العراقية لملف النازحين.
باعتقادي أن في الفترة القريبة سيكتشف الجميع أن كل الادعاءات التي قيلت عن هذه اللجنة هي ادعاءات غير صحيحة وأنها مقصودة بهدف سياسي وشخصي.
* عملت مع حكومتين في نفس المنصب كيف وجدت الفرق.. وماذا تتوقع لحكومة حيدر العبادي؟
- إذا تكلمنا على مستوى النيات أنا أجد أن الدكتور حيدر العبادي ومن خلال فترة الثلاثة أشهر الماضية بدأ بدايات صحية على طريق العمل الجاد الذي يخدم البلد لكن الخطوات التي يسير بها لإنهاء المهمة تأتي بشكل بطيء جدا.
أتفهم أنه ورث تركة ثقيلة فالجيش منهار والاقتصاد مدمر مع هبوط كبير في أسعار النفط والدخل المالي للعراق قليل جدا فهناك صعوبات اقتصادية وهناك صعوبات عسكرية جمة تواجهه إضافة إلى عدم وضوح الرؤية من قبل المجتمع الدولي تجاه محاربة تنظيم داعش، وهناك علامات استفهام كثيرة في مدى الجدية في استعداد التحالف الدولي في مقاتلة «داعش» وإنهاء المعركة بشكل سريع فليس هناك جدية حقيقة من قبل التحالف الدولي في التعامل مع «داعش» تناسب الحجم الذي ظهر في الإعلام من تحالف دولي كبير ممكن أن ينهي قضية «داعش» في غضون أشهر إذا كانت هناك جدية حقيقية، لكننا حتى الآن لم نر جدية في التحرك الدولي.
في المقابل، نواجه مشكلة كبيرة في إعادة بناء جيش جديد فالجيش محطم ويتطلب ذلك توجها حقيقيا لإعادة بنائه في أسرع وقت ممكن وعلينا الاعتماد على قدراتنا العراقية لأنني لا أرى أن هناك تحركا دوليا حقيقيا لإعادة بناء الجيش والمؤسسات العسكرية العراقية والخلاص من «داعش». وأيضا هناك قوانين ما زالت معلقة أجد أن العبادي جاد في تحقيقها، لكن قد يكون مقيدا من جهات أخرى بحيث إنه لا يستطيع التقدم بخطوات سريعة خوفا من أن تنقلب عليه بعض الأطراف السياسية ويتم إفشال هذه الحكومة قبل تحقيق أي شيء.
* قرار تسليح العشائر السنية وتشكيل الحرس الوطني وقف أمام رفض بعض الجهات السياسية وعلى العكس من ذلك تم تشكيل قوات الحشد الشعبي في غضون أيام. كيف تفسر ذلك؟
- الحشد الشعبي تشكل بقرار المرجعية الدينية وأعطى غطاء الدولة. أما الحرس الوطني فيراد له أن يشكل بقانون والقانون يجب أن يصدر من البرلمان ولكن حتى هذه اللحظة لم يقدم للبرلمان قانون تشكيل الحرس الوطني لكي يتم تشريعه وإقرار قانون بخصوصه لكي يكون جاهزا ويتم التصويت عليه من قبل أعضاء البرلمان وبالتالي نبدأ بتشكيله. هناك أطراف لا تريد لهذا المشروع أن يرى النور.
* من هي تلك الأطراف، ولماذا تقف عاقا أمامه طالما أن الهدف منه مقاتلة تنظيم داعش وتحرير الأرض؟
- الأطراف معروفة وهي تريد أن تبقي الهيمنة على تلك المناطق من قبل طرف واحد وتخشى من وجود أي قوة مهما كان حجمها في المناطق الغربية وتريد أن تنفرد بالقرار من دون وجود أي معرقلات لأهوائها غير الطبيعية التي توجد في داخلها بين فترة وأخرى.
* باعتقادك هل سيمضي المشروع ويتم تشكيل قوات الحرس الوطني؟
- أنا أعتقد أن هناك إجماعا من قبل الكتل السياسية واتفاقا حاصلا بين معظم الكتل السياسية العراقية مع إجماع من قبل المجتمع الدولي لتشكيل الحرس الوطني وبالتالي من الصعب التنصل عن هذا المشروع من قبل الآخرين.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.