تونس: مقتل شرطي وجرح آخر والقضاء على 3 عناصر إرهابية

الرئيس التونسي ووزير داخليته انتقلا إلى سوسة

تونس: مقتل شرطي وجرح آخر والقضاء على 3 عناصر إرهابية
TT

تونس: مقتل شرطي وجرح آخر والقضاء على 3 عناصر إرهابية

تونس: مقتل شرطي وجرح آخر والقضاء على 3 عناصر إرهابية

أسفر هجوم إرهابي على دورية أمنية تونسية متمركزة في مفترق القنطاوي بمدينة سوسة عن مقتل ثلاثة عناصر إرهابية، كما أدت إلى مقتل شرطي وجرح ثانٍ لا يزال يتلقى العناية الطبية. ونتيجة لخطورة هذه العملية الإرهابية على أمن واستقرار تونس فقد انتقل الرئيس التونسي قيس سعيد، ووزير الداخلية التونسية توفيق شرف الدين، إلى سوسة لمتابعة الوضع الصحي للعنصر الأمني المصاب والاطلاع على تفاصيل العملية الإرهابية.
وتحولت الوحدات الأمنية من مختلف القطاعات إلى مكان الحادث وتولت القيام بعملية تمشيط مكان العملية ومحاصرة العناصر الإرهابية وتبادل إطلاق النار معها، مما أسفر عن القضاء على الإرهابيين الثلاثة منفّذي محاولة الدهس بالسيارة وطعن الأعوان بالسكاكين.
وأكدت إيمان حميدة المتحدثة باسم المحكمة الابتدائية بسوسة، أن القوات الأمنية التونسية تمكنت من إلقاء القبض على المعتدين على عونَي الحرس اللذين تعرضا صباح أمس للطعن بواسطة سكين من قبل مجهولين، مما أدى إلى مقتل أحدهما ونقل الثاني على جناح السرعة إلى أقرب المستشفيات إثر تعرضه لإصابات متفاوتة الخطورة. كما أفادت بأنه تم حجز السيارة التي تم استعمالها في الهجوم على الدورية الأمنية والعثور بداخلها على عدد كبير من الأسلحة البيضاء.
كما تم إلقاء القبض على عنصر رابع يُشتبه في تورطه في العملية الإرهابية، وأكدت مصادر أمنية تونسية أن الإرهابي كان متحصناً بالفرار بعد القضاء على شركائه الثلاثة.
وبشأن تفاصيل الهجوم الإرهابي، أكدت المصادر ذاتها أن هذه العملية استهدفت عنصري الحرس الوطني في أثناء أدائهما عملهما، حيث عمدت مجموعة تتكون من ثلاثة أنفار كانوا على متن سيارة رباعية الدفع إلى محاولة دهس الدورية الأمنية المرابطة في مفترق القنطاوي والتابعة لإقليم الحرس بمدينة سوسة.
وقد حاولت المجموعة الإرهابية افتكاك أسلحة الأعوان والاعتداء عليهم بواسطة السكاكين قبل أن تلوذ بالفرار. يشار إلى أن هذه العملية الإرهابية تتزامن مع احتفال تونس بالذكرى الـ64 لإنشاء الحرس الوطني التونسي، وهي وفق عدد من المحللين السياسيين المختصين في التنظيمات الإرهابية «محاولة من الإرهابيين للمسّ بمعنويات الحرس الوطني الذي لطالما كانت له إسهامات كبيرة في مكافحة المتطرفين والقضاء على عدد كبير منهم».
يذكر أن القنطاوي بسوسة منطقة سياحية تعجّ بالفنادق، وقد تعرض فندق بمدينة سوسة يوم 26 يونيو (حزيران) 2015 لهجوم دموي حين فتح الإرهابي التونسي سيف الدين الرزقي، أحد المنتمين لتنظيم «داعش»، النار على سياح أجانب ليقتل 39 منهم أغلبهم من الجنسية البريطانية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.