مصر ومالطا تؤكدان أهمية «تقاسم الأعباء» بشأن «الهجرة غير المشروعة»

TT

مصر ومالطا تؤكدان أهمية «تقاسم الأعباء» بشأن «الهجرة غير المشروعة»

أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، ونظيره المالطي إيفاريست بارتولو، على «ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير المشروعة من منظور شامل، والتوصل إلى حلول على مستوى إقليمي ودولي، وأهمية تطبيق مبدأي المسؤولية المشتركة وتقاسم الأعباء بين دول جنوب وشمال المتوسط، وكذا بين الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي».
وناقش الوزيران خلال مباحثات مشتركة في القاهرة، أمس، عدداً من الموضوعات الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وقال المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، إن «وزير الخارجية المالطي أعرب عن تقديره لجهود مصر في هذا الصدد، والتي أسفرت عن توقف الهجرة غير المشروعة من سواحلها منذ سبتمبر (أيلول) 2016. فضلاً عما تقوم به من استضافة اللاجئين، بما يمثله ذلك من تحديات كبيرة تتحملها مصر».
وبحسب بيان مصري، فإن الوزيرين تطرقا لمناقشة «القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، والتطورات الأخيرة في منطقة شرق المتوسط، وكذا آخر المستجدات على صعيد الساحة الليبية؛ حيث أكد شكري في هذا الصدد على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار ووقف تدفق الأسلحة والإرهابيين والمقاتلين الأجانب إلى ليبيا، مع العمل نحو التوصل إلى الحل السياسي المنشود». واتصالاً بالقضية الفلسطينية، شدد وزير الخارجية المصري، على «موقف مصر الداعم لجهود تعزيز الاستقرار والسلام في إطار مقررات الشرعية الدولية والحفاظ على الحقوق الفلسطينية المشروعة ومبدأ حل الدولتين، مع العمل نحو تهيئة المناخ لتحقيق ذلك، وصولاً إلى الأمن والسلام المنشودين لكل شعوب المنطقة».
وعلى الصعيد الثنائي، أكد الوزيران ضرورة «العمل على توسيع آفاق التعاون في مختلف المجالات، ولا سيما القطاعات التجارية والاستثمارية»، واتفقا على «أهمية استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين الدولتين، وتعزيز التعاون في مجال السياحة، بعد احتواء تداعيات انتشار فيروس (كورونا)».
كما التقى وزير خارجية مالطا، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بمقر الجامعة.
وقال الجامعة، في بيان، أمس، إن اللقاء شهد تناول «القضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل الارتقاء بالعلاقات بين جامعة الدول العربية ومالطا في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية خلال المرحلة المقبلة، وآليات التعاون والتنسيق المهمة التي تجمع الجانبين».
وأضافت أن «الوزير المالطي اهتم بالتعرف على موقف الجامعة العربية إزاء التطورات الأخيرة في ليبيا، ولا سيما في ضوء الاهتمام الخاص الذي تبديه مالطا بالشأن الليبي؛ حيث أطلعه أبو الغيط على ثوابت تعامل الجامعة مع هذا الملف والجهد الذي تبذله لحلحلة الأزمة على مساراتها الأمنية والسياسية والاقتصادية».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.