روبوت صغير لاستكشاف الأمعاء

يحول تنظير القولون إلى عملية مريحة وأكثر آلية

روبوت صغير لاستكشاف الأمعاء
TT

روبوت صغير لاستكشاف الأمعاء

روبوت صغير لاستكشاف الأمعاء

يعمل «مختبر التقنيات الطبية المتقدمة» التابع لجامعة كولورادو على تطوير روبوت صغير اسمه «إندوكيولوس (Endoculus)» قادر على قيادة نفسه بنشاط عبر الأمعاء من دون الدخول عبر شقٍ جراحي. والجانب الجيد هنا هو أن هذا الاختراع الجديد صغير الحجم، ولكن الجانب السيئ أنه قد لا يكون صغيراً بالقدر الذي يريده المريض.
تكتسب الروبوتات الشبيهة بـ«إندوكيولوس» أهمية كبيرة؛ لأن محاولة إدخال أنبوب التنظير الصلب التقليدي داخل «أنبوب حي مرن» إلى الأمعاء البشرية لا تسير دائماً بشكل سلس. فأحياناً، يمكن لطرف أنبوب التنظير أن يلتصق. وكلما زاد انغراس الأنبوب، زاد انتفاخ وتضخم الأمعاء، مما قد يؤدي إلى ألم شديد في أفضل الأحوال وإلى إصابات داخلية خطيرة في أسوئها.
في البداية؛ رأى الباحثون أن إحدى الطرق لحل هذه المعضلة قد تكون على شكل كاميرات قابلة للبلع، إلا إنّ هذه الأجهزة الصغيرة لم تساعد في أداء وظائف، مثل أخذ عينات من الأنسجة. في المقابل، يساهم النظام الذي يملك قدرة الدفع الذاتي مثل «إندوكيولوس»، في تقليل المخاطر الناتجة عن تنظير القولون، وتسريع العملية وتخفيض تكلفتها.
يقول الباحثون في حديث لـ«مجلة المهندسين الكهربائيين الأميركيين» إنّ مدى اتساع «إندوكيولوس» أكبر من المنظار التقليدي، ولكنّه يؤدي إلى انتفاخ أقلّ أثناء الاستخدام، و«لن يسبب الألم أو الضرر للمريض». وأضافوا أنّ النسخ المقبلة من الروبوت «ستنتج بصمة أصغر»، أي إن تأثيراتها ستكون أقل. يتحرّك «إندوكيولوس» بمساعدة 4 مجموعات من الدواسات المصممة على شكل زاوية تضمن له قدرة أكبر على جرّ نفسه على جدران الأمعاء المنحنية. وتعتمد الدواسات على دعامات أو تأتي مغطّاة بنتوءات صغيرة تساعده على التعامل مع «مخاط القولون الزلق».
وواجه الباحثون صعوبة في تصميم هذا الروبوت بسبب القيود التي تحكم حجمه بما لا يتجاوز 3 سنتيمترات اتساعاً و2.3 سنتيمتر ارتفاعاً. لضمان التحكّم الكامل بالجهاز الصغير، وضع الباحثون محرّكيه بالتوازي مع الدواسات، مما أدّى إلى تشكّل نظام معقّد من التروس الدودية المطبوعة بالأبعاد الثلاثية. ولتعزيز فعّالية الروبوت، أدخلوا عليه كاميرا وأضواء «ليد» وأنابيب لحقن الهواء والماء، ومنفذاً للأدوات لحمل معدّات التنظير كالملاقط والأوتار لأخذ عينات من النسيج.
يقول الباحثون إنّ خطوتهم التالية في تطوير «إندوكيولوس» ستركّز على إضافة بعض الآلية الذاتية، مما يعني إيجاد طريقة تتيح تحديد مكان الروبوت ورسم خريطة له باستخدام الكاميرا ووحدة قياس الممانعة التي يحملها. وبعدها، يبدأ البحث عن المتطوّع الذي سيكون أوّل إنسان يختبر «إندوكيولوس» بشكل مباشر.
شارك في الدراسة كلّ من غريغوري أي. فورموزا، وجي. ميكا برينديرغاست، وستيفن أي. إدموندوفيتش، ومارك إي. رينتشلر، من جامعة كولورادو. وعُرضت في «المؤتمر الدولي للروبوتات والأتمتة 2020» الذي نظّمه «معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات الأميركي».



«طلاء شمسي» لشحن السيارات الكهربائية

«طلاء شمسي» لشحن السيارات الكهربائية
TT

«طلاء شمسي» لشحن السيارات الكهربائية

«طلاء شمسي» لشحن السيارات الكهربائية

في المستقبل، يمكن تغطية سيارتك الكهربائية بألواح شمسية -ليس فقط على السطح، ولكن في جميع أنحاء الجزء الخارجي من السيارة- بفضل طلاء خاص.

وسواء كنت تقود السيارة أو كانت متوقفة، يمكن لهذا الطلاء الشمسي حصاد الطاقة من الشمس، وتغذيتها مباشرة في بطارية السيارة الكهربائية. وربما يبدو الأمر وكأنه شيء من كتاب خيال علمي، إلا أن الباحثين في شركة «مرسيدس بنز» يعملون بالفعل على جعله حقيقة واقعة.

عجينة لطلاء شمسي

يقول يوشين شميد، المدير الأول لشركة «مستقبل القيادة الكهربائية» Future Electric Drive، للبحث والتطوير في «مرسيدس بنز» الذي يستكشف تقنيات السيارات الكهربائية في مرحلة مبكرة: «نحن ننتج مئات السيارات يومياً، وسطح السيارة مساحة كبيرة جداً. فلماذا لا نستخدمها لحصاد طاقة الشمس؟».

إن المادة الكهروضوئية التي تبحثها شركة مرسيدس تشبه العجينة التي يمكن وضعها على الجزء الخارجي للسيارة. يبلغ سمك الطلاء 5 ميكرومترات فقط (يبلغ متوسط ​​سمك شعرة الإنسان نحو 100 ميكرومتر)، ويزن 50 غراماً لكل متر مربع.

وقود شمسي لآلاف الكيلومترات

في سيارة رياضية متعددة الأغراض SUV متوسطة الحجم، ستشغل العجينة، التي تطلق عليها مرسيدس أيضاً طلاءً شمسياً، نحو 118 قدماً مربعة، ما ينتج طاقة كافية للسفر لمسافة تصل إلى 7456 ميلاً (12000 كم) في السنة. ويشير صانع السيارة إلى أن هذا يمكن أن يتحقق في «ظروف مثالية»؛ وتعتمد كمية الطاقة التي ستحصدها هذه العجينة بالفعل على قوة الشمس وكمية الظل الموجودة.

طلاء مرن لصبغ المنحنيات

ولأن الطلاء الشمسي مرن، فيمكنه أن يتناسب مع المنحنيات، ما يوفر فرصاً أكبر للطاقة الشمسية مقارنة بالألواح الشمسية الزجاجية التي لا يمكن ثنيها، وبالتالي لا يمكن تثبيتها إلا على سقف السيارة أو غطاء المحرك. يُعدّ الطلاء الشمسي جزءاً من طلاء متعدد الخطوات يتضمن المادة الموصلة والعزل والمادة النشطة للطاقة الشمسية ثم الطلاء العلوي لتوفير اللون (يشكل كل ذلك معاً عمق بـ5 ميكرونات).

لن تكون هذه الطبقة العلوية طلاءً قياسياً للسيارات لأنها لا تحتوي على صبغة. بدلاً من ذلك، ستبدو هذه الطبقة أشبه بجناح الفراشة، كما يقول شميد، وستكون مادة شديدة الشفافية مليئة بجسيمات نانوية تعكس الأطوال الموجية من ضوء الشمس. كما يمكن تصميمها لتعكس أطوال موجية محددة، ما يعني أن السيارات الكهربائية يمكن أن تأتي بألوان أخرى.

وسيتم توصيل الطلاء الشمسي أيضاً عن طريق الأسلاك بمحول طاقة يقع بجوار البطارية، الذي سيغذي مباشرة تلك البطارية ذات الجهد العالي.

تأمين أكثر من نصف الوقود

ووفقاً للشركة فإن متوسط سير ​​السائق هو 32 ميلاً (51.5 كم) في اليوم؛ هناك، يمكن تغطية نحو 62 في المائة من هذه الحاجة بالطاقة الشمسية من خلال هذه التكنولوجيا. بالنسبة للسائقين في أماكن مثل لوس أنجليس، يمكن أن يغطي الطلاء الشمسي 100 في المائة من احتياجات القيادة الخاصة بهم. يمكن بعد ذلك استخدام أي طاقة إضافية عبر الشحن ثنائي الاتجاه لتشغيل منزل شخص ما.

على عكس الألواح الشمسية النموذجية، لا يحتوي هذا الطلاء الشمسي على أي معادن أرضية نادرة أو سيليكون أو مواد سامة أخرى. وهذا يجعل إعادة التدوير أسهل. وتبحث «مرسيدس» بالفعل عن كيفية جعل إصلاحه سهلاً وبأسعار معقولة.

يقول شميد: «قد تكون هناك مخاوف من أن سيارتي بها خدش، فمن المحتمل أن لوحة الباب معطلة»، وتابع: «لذا اتخذنا احتياطاتنا، ويمكننا بسهولة القول إن لدينا تدابير مضادة لذلك».

ومع تغطية المركبات الكهربائية بالطلاء الشمسي، لن يكون هناك الكثير من القلق بشأن شبكات الشحن، أو الحاجة إلى قيام الناس بتثبيت أجهزة الشحن في منازلهم. ويقول شميد : «إذا كان من الممكن توليد 50 في المائة أو حتى أكثر من قيادتك السنوية من الشمس مجاناً، فهذه ميزة ضخمة ويمكن أن تساعد في اختراق السوق».

ومع ذلك، فإن حقيقة طلاء سيارتك الكهربائية بالطاقة الشمسية لا تزال على بعد سنوات، ولا تستطيع مرسيدس أن تقول متى قد يتم طرح هذا على طرازاتها، لكنها شركة واثقة من تحقيقها.

* مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».

اقرأ أيضاً