إذا كان هناك أمر يمكن للمرء أن يتنبأ به في ثقة بشأن جائحة فيروس كورونا، فهو أن هناك كثيراً من أنواع اختبارات الكشف عن الفيروس ستظهر في المستقبل، ولدى الباحثين بعض الأنباء السارة في هذا الصدد.
وتوصلت دراستان حديثتان إلى أن الاختبارات التي تبحث عن الفيروس في عينات اللُعاب، يمكن الاعتماد عليها تقريباً مثل اختبارات مسحة الأنف، حسب تقرير نشرته مؤخراً صحيفة «لوس أنجليس تايمز» الأميركية.
ومن المؤكد أن مثل هذا التطور سيكون أمراً مرحباً به من أي شخص يفضل تجنب مشقة إدخال أداة طويلة وقاسية بعمق كبير في تجويف أنفه، لدرجة الشعور بأنها تدغدغ مخه.
وليست هذه هي الفائدة الوحيدة لاختبارات اللُعاب، فإلى حد كبير، يمكن لأي شخص إجراء اختبار اللُعاب للكشف عن «كورونا»، لذلك ليست هناك حاجة إلى الذهاب إلى مركز إجراء الاختبار. كما أن ذلك يوفر الوقت بالنسبة للعاملين في المجال الطبي، ويجنبهم التعرض المحتمل للإصابة بالفيروس.
وفي إحدى الدراستين الجديدتين، قام فريق من «جامعة ييل» البحثية الأميركية بتحديد 70 من مرضى «كوفيد - 19» في المستشفيات، الذين تأكدت إصابتهم بالفيروس عبر مسحة الأنف التقليدية. وكان الباحثون يطلبون في كل مرة يتم فيها إجراء مسحة الأنف لأي من هؤلاء المرضى، بأن يجري المريض نفسه اختباراً باستخدام عينة لُعاب أيضاً.
وتوصل الباحثون إلى أن اختبارات اللُعاب أدت دوراً أفضل في الكشف عن الفيروس الذي يعرف رسمياً باسم «سارس - كوف - 2». وخلال الأيام الخمسة الأولى بعد تشخيص الإصابة، جاءت 81 في المائة من اختبارات اللُعاب إيجابية، مقابل 71 في المائة لاختبارات مسحة الأنف. وتواصلت هذه الفجوة على مدار الأيام العشرة التي تلت التشخيص.
إلى جانب ذلك، عثر الباحثون على نسخ من المادة الوراثية لفيروس كورونا في لعاب المرضى، أكثر مما عثروا عليه في العينات المأخوذة عبر الأنف.
ومن أجل التوصل لكيفية عمل الاختبارات مع المصابين بعدوى «كورونا»، ولم تظهر عليهم أعراض، اختار الباحثون 495 من العاملين في مجال الرعاية الصحية ممن لم تظهر عليهم أي أعراض إصابة بـ«كوفيد - 19»، وقاموا بإجراء اختبارات لُعاب لهم. وجاءت نتائج 13 من هؤلاء إيجابية.
وكان بين الـ13، تسعة خضعوا لاختبار مسحة الأنف في اليوم نفسه، وجاءت فحوص اثنين منهم فقط إيجابية. ورغم ذلك، أكدت اختبارات مسحة الأنف في وقت لاحق الاختبارات الـ13 التي تمت باستخدام اللُعاب.
وكتب فريق الباحثين من «جامعة ييل» أنه «في ظل الحاجة المتنامية لإجراء الاختبارات، تدعم النتائج التي توصلنا إليها إمكانية استخدام عينات اللُعاب في تشخيص الإصابة بعدوى (سارس - كوف - 2)».
وفي الدراسة الثانية، قام الباحثون في كندا باستخدام حوالي ألفي شخص ظهرت عليهم أعراض خفيفة مرتبطة بـ«كوفيد - 19»، أو لم تظهر عليهم أي أعراض، ولكنهم كانوا معرضين لخطورة الإصابة. وكتب الباحثون أن خطة دراستهم كانت تهدف إلى محاكاة ظروف عمليات الفحص الجماعي. وخضع كل مشارك لاختباري مسحة الأنف، وعينة اللُعاب. ومن بين الاختبارات الثنائية التي جرت على 1939 شخصاً، جاءت نتائج 34 إيجابية بإصابتهم بفيروس كورونا. وكانت هناك 14 حالة تم فيها اكتشاف الإصابة بالفيروس من خلال عينة اللُعاب فقط، دون المسحة، و22 حالة جاء الأمر فيها عكس ذلك.
ورغم أن اختبار مسحة الأنف ساعد في اكتشاف حالات عدوى على نحو أكثر من اختبار اللُعاب، جاء أداء النوع الثاني طيباً بدرجة تكفي لاعتباره أداة فحص، حسب ما كتبه فريق الباحثين من «جامعة أوتاوا»، و«جامعة دالهوسي» و«مختبر الأحياء الدقيقة»، في كندا.
وكتب معدو الدراسة: «يوفر اختبار اللُعاب مزايا محتملة»، وأضافوا: «جمع (العينات) لا يتطلب أفراداً مدربين أو معدات للحماية الشخصية، ويمكن إجراؤه بعيداً عن مراكز الاختبار، كما يمكن السماح به على نحو أفضل وسط الجموع السكانية الصعبة، أو بين الأطفال».
ولاحظ باحثو «ييل» بعضاً من نفس هذه الفوائد، وأضافوا المزيد. فالاختبارات باستخدام عينات اللُعاب تغني العاملين في مجال الرعاية الصحية عن التواصل المباشر مع أناس ربما كانوا مصابين بالفيروس، مما يقلل من خطر انتقال العدوى. وكتب الفريق أيضاً أن القدرة على إجراء اختبار دون وجود أطقم طبية، يزيل «عائقاً رئيسياً أمام إجراء الاختبارات».
ويرى الدكتور ستيفن هان، مفوض إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة، أن اختبارات اللُعاب يمكن لها أن تسمح باستمرار عمليات الفحص حال وجود نقص في الكواشف الكيميائية اللازمة لاختبارات مسحة الأنف.
وقد سمحت الإدارة باللجوء لخمسة من اختبارات اللُعاب، على الأقل، في حالات الطوارئ، بينها الاختبار الذي طوره باحثو «ييل».
هل تنجح اختبارات اللعاب في الكشف عن الإصابة بـ«كورونا»؟
هل تنجح اختبارات اللعاب في الكشف عن الإصابة بـ«كورونا»؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة