«حماس» تمهل إسرائيل شهرين لتنفيذ التفاهمات

قطر والحركة تكشفان عن تفاصيل أخرى للاتفاق الجديد

بائع خضراوات في غزة (أ.ف.ب)
بائع خضراوات في غزة (أ.ف.ب)
TT

«حماس» تمهل إسرائيل شهرين لتنفيذ التفاهمات

بائع خضراوات في غزة (أ.ف.ب)
بائع خضراوات في غزة (أ.ف.ب)

أمهلت حركة «حماس» إسرائيل مدة شهرين لتنفيذ التفاهمات الأخيرة التي رعتها قطر في قطاع غزة، قبل أن تعود إلى جولة أخرى من التصعيد.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» خليل الحية إنه «إذا لم يلتزم الاحتلال؛ فإنها ستعود لخوض جولات أخرى بالبالونات وغيرها»، مؤكداً في حديث مع تلفزيون «الأقصى» التابع لـ«حماس»، أن ما أطال أمد المفاوضات هو «الاختلاف على المدة التي سمنحنها للاحتلال لتنفيذ المشاريع؛ وخاصة التفاهمات السابقة». وتابع: «سنمنحه شهرين وسنراقب سلوكه في تنفيذ المشاريع وجلب مشاريع أخرى». وهدد الحية: «إذا لم يلتزم الاحتلال بتنفيذ التفاهمات، وإن عدتم عدنا، وجاهزون للعودة إلى جولة جديدة». وأردف: «نحن نتطلع لآخر مدى الآن من أجل إنهاء الحصار الإسرائيلي». وألغت إسرائيل جملة العقوبات الأخيرة التي فرضتها على قطاع غزة، وأعادت فتح المعابر وضخت الوقود إلى القطاع، وسمحت للصيادين بالعودة إلى البحر في إطار اتفاق التهدئة الذي رعته قطر، ويشمل وقف الحركة كل أشكال التصعيد.
وتعمل الأطراف الآن على تحويل محطة توليد الكهرباء إلى العمل عبر الغاز وتسريع إقامة المستشفى الميداني الأميركي.
وكشفت قطر و«حماس» أمس عن تفاصيل أخرى للاتفاق الجديد. وقال السفير القطري محمد العمادي الذي رعى الاتفاق وتنقل بين مسؤولي «حماس» ومسؤولين إسرائيليين، إنه يجري التواصل بشأن مستشفى في رفح، وإنه اجتمع مع رئيس شركة «ديلك» الإسرائيلية للطاقة، لمد غزة بالغاز الطبيعي، وهو أوفر من خط «161» لتشغيل الكهرباء، كما أكد أنه تم الاتفاق مع إسرائيل على إدخال مواد مصنفة بأنها «مواد مزدوجة الاستخدام» وكانت ممنوعه قبل ذلك. وأوضح العمادي أيضاً أنه توجد موافقة إسرائيلية على السماح بدخول 7 آلاف عامل من غزة إلى إسرائيل، لكن إجراءات الحكومة في غزة على المعابر بسبب «كورونا» تحول دون ذلك الآن.
وأكد الحية هذه التفاصيل، وقال أيضاً إن المنحة القطرية تضاعفت ما يزيد على 30 مليون دولار هذا الشهر، للمساعدة في تنفيذ التفاهمات السابقة بكل مكوناتها، خصوصاً الكهرباء والماء والتجارة والصناعة والتصدير والعمال والتجار. وأوضح أن «الأموال التي تضاعفت ستستفيد منها 100 ألف أسرة متعففة بـ100 دولار، والشرائح التي تضررت من كورونا بـ100 دولار لكل أسرة كذلك». وتحدث الحية عن «تشغيل 3500 ألف موظف لوزارتي الصحة والداخلية باستيعاب 2500 ممن دخلوا مسابقات قبل مدة قصيرة، وتشغيل مؤقت لثلاثة شهور قابلة للزيادة، وسيستفيد من الزيادة مليون دولار لمشاريع في مواجهة (كورونا) حتى تستطيع البلديات مواصلة عملها، وقطاع الجامعات بمليون دولار لرسوم الطلبة، وممن تقدم بهم العمر عن 30 عاماً ولم يتزوجوا، ومشاريع إعمار البيوت التي دمرها الاحتلال بمليون دولار، ومشاريع صغيرة بمليون دولار».
ووعدت قطر بتجديد المنحة المالية لدورة جديدة. وعدّ الحية أن «ما جرى ليس اتفاقاً جديداً؛ بل تثبيت للتفاهمات السابقة». وشدد على أن قرار التصعيد الأخير جاء بعدما أرسلت حركته «لكل الوسطاء بأن شعبنا يعاني الأمرين، ولكن الاحتلال أصم أذنيه ولم يستجب لأحد». وأردف: «كنا مضطرين إلى العودة للضغط على الاحتلال بالأدوات الخشنة، وبدأنا بالبالونات. حاول الاحتلال أن يغير من قواعد الاشتباك، لكن كانت المقاومة له بالمرصاد».



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.