الحكومة الجزائرية تواجه ضغوطاً للإفراج عن مراقب «مراسلون بلا حدود»

TT

الحكومة الجزائرية تواجه ضغوطاً للإفراج عن مراقب «مراسلون بلا حدود»

طالب صحافيون وناشطون في الجزائر بأن يمثل مراقب منظمة «مراسلون بلا حدود»، خالد درارني، أمام محكمة الاستئناف في 8 سبتمبر (أيلول) الحالي، وهو «حر طليق»، في وقت تواجه فيه الحكومة ضغوطاً محلية وخارجية للإفراج عن الصحافي، الذي أدانته محكمة ابتدائية الشهر الماضي وحكمت عليه بثلاث سنوات سجناً.
وقالت «لجنة مساندة الصحافي خالد درارني» في بيان، أمس، إنها «أحيطت علماً بتحديد موعد المحاكمة في درجة الاستئناف، يوم الثلاثاء المقبل، وهي ترى أن خالد درارني يجب أن يحاكم طليقاً خلال جلسة الاستئناف، كبقية المتهمين الموجودين معه في الملف نفسه، وهما سمير بن العربي وسليمان حميطوش (ناشطان بارزان)، اللذان أدانتهما المحكمة الابتدائية بنفس التهم الباطلة، والمتمثلة في التحريض على التجمع غير المسلح والمساس بالوحدة الوطنية».
وأبدت «اللجنة» ارتياحاً لـ«الحملة التضامنية للإفراج وإعادة الاعتبار للزميل الصحافي خالد درارني، التي تمت يوم الاثنين الماضي، والتي أكدت تجند الصحافيين من أجل القضية» في إشارة إلى مظاهرة بالعاصمة شارك فيها نحو 200 صحافي وقيادي في أحزاب سياسية للمطالبة بإطلاق سراح درارني، الذي اعتقل في مارس (آذار) الماضي بالعاصمة رفقة الناشطين بن العربي وحميطوش بينما كان ينقل صوراً عن مظاهرة معارضة للسلطة. ودعا المشاركون في مظاهرة الاثنين إلى الإفراج عن عشرات المعتقلين؛ المتابعين بسبب انخراطهم في الحراك الشعبي المطالب بالتغيير.
ويقود «لجنة مساندة درارني» الصحافي المخضرم قاضي إحسان، الذي يتعرض هو أيضاً لمضايقات شديدة، حيث أغلقت السلطات صحيفة إلكترونية وإذاعة تبث على الإنترنت يديرهما، وذلك بسبب حدة لهجتهما ضد المسؤولين.
وبحسب بيان اللجنة؛ «يقدم خالد درارني كل الضمانات من أجل المثول أمام المحكمة وهو حر، فقد توجه بشكل طوعي للشرطة في مارس الماضي عندما تم إلغاء الرقابة القضائية في حقه وإيداعه الحبس المؤقت، من طرف غرفة الاتهام بمحكمة الاستئناف». وأكدت على أن المحاكمة المرتقبة بعد أسبوع «يجب أن تعيد الاعتبار لخالد درارني، وتبرئته من جميع التهم، وكذلك المتهمون الآخرون»، مشددة على أن «الصحافة ليست جريمة، والحكم بالسجن لمدة ثلاث سنوات على خالد درارني بسبب عمله هو سابقة خطيرة للغاية، تقرب الجزائر قليلاً من الممارسات الستالينية ضد الحريات وحرية الصحافة على وجه الخصوص».
وتابعت «اللجنة» مؤكدة أنها «ستواصل تعبئة متعددة الأشكال من أجل إطلاق سراح وإعادة الاعتبار لزميلنا المتهم ظلماً»، واستنكرت «تلميحات غير مسبوقة صادرة عن رئيس الجمهورية، في ملف قيد التحقيق... تصريحات رئاسية غريبة أدت إلى تدخل سافر في عمل العدالة». في إشارة إلى الرئيس عبد المجيد تبون، الذي قال في مؤتمر صحافي في أبريل (نيسان) الماضي، إن درارني «كان يتخابر مع سفارة فرنسا بالجزائر».
كما أكدت «اللجنة» أن إدانة الصحافي «مهدت لمزيد من أعمال القمع ضد حرية التعبير ووسائل الإعلام. حيث تعرب اللجنة عن غضبها من إدانة مدير إذاعة الإنترنت الخاضعة للرقابة (سربكان) عبد الكريم زغيليش، بالسجن لمدة عامين من طرف محكمة قسنطينة (شرق)، وتطالب بالإفراج الفوري عنه. كما تستنكر بشدة استمرار إجراءات التحرش القضائي ضد الزميل الصحافي مصطفى بن جامع من عنابة (شرق) وتدعو إلى رفعها فوراً».
وأطلق السبت الماضي أكثر من ألفي شخص من بينهم 300 صحافي، لائحة للمطالبة بالإفراج عن درارني. كما قالت «منظمة العفو الدولية»، في تقرير حديث، إنه «يجب على السلطات الجزائرية أن تضع حداً فوراً لحملة المضايقات المتصاعدة ضد الإعلام».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.