محمد صبحي لـ«الشرق الأوسط»: التصوير التلفزيوني يُفسد المسرح

قال إنه راضٍ عن مشواره الفني الذي يمتد لنصف قرن

اشترى محمد صبحى قطعة أرض بطريق الإسكندرية الصحراوي، ليقيم عليها مسرحاً ومدينة للفنون
اشترى محمد صبحى قطعة أرض بطريق الإسكندرية الصحراوي، ليقيم عليها مسرحاً ومدينة للفنون
TT

محمد صبحي لـ«الشرق الأوسط»: التصوير التلفزيوني يُفسد المسرح

اشترى محمد صبحى قطعة أرض بطريق الإسكندرية الصحراوي، ليقيم عليها مسرحاً ومدينة للفنون
اشترى محمد صبحى قطعة أرض بطريق الإسكندرية الصحراوي، ليقيم عليها مسرحاً ومدينة للفنون

يحتفل الفنان المصري الكبير محمد صبحي هذا العام بمرور نصف قرن على انطلاقته في عالم المسرح، التي واكبت تخرجه في معهد الفنون المسرحية عام 1970 بتقدير امتياز، واستطاع صبحي على مدى خمسين عاماً أن يغرد بموهبته كممثل ومؤلف ومخرج، وباختياراته الفنية وبإصراره على تقديم الكوميديا، نجح خلال السنوات الأخيرة في تأسيس فرقة «استديو الممثل»، ومدينة للفنون (مدينة سنبل).
قدم صبحي نحو42 مسرحية، خلال مشواره الفني، فهو يحب المسرح ويؤمن بأهمية الانضباط ولا يسمح بالارتجال المفاجئ والخروج عن النص، ويرفض تقديم عروضه في ظل قيود «كورونا» التي تفرض حضور 25 في المائة فقط من الطاقة الاستيعابية للمسرح.
ورغم إخلاص صبحي لعالم المسرح، فإنه أجاد في الدراما التلفزيونية، والسينما وقدم أعمالاً «ممتعة» و«هادفة»، حسب النقاد. وينظر محمد صبحي إلى رحلته على خشبة المسرح التي تمتد لنصف قرن بـ«كثير من الرضا»، فقد أراد منذ البداية أن يحقق اختلافا فيما يقدمه ووضع لذلك «دستوراً» لم يحد عنه، حسب وصفه.
ويقول في بداية حواره مع «الشرق الأوسط»: إن «العمل الفني لا بد أن يحدث الدهشة ويحقق المتعة، وفن المسرح يقوم على لقاء حي مع المشاهد، فنحن نستشعر بقوة احترامه للعمل الفني لأننا نحترم عقله، هذا هو ما كنت أؤكد عليه دائما مع كل عمل مسرحي أقدمه... أريد أن يخرج المشاهد من المسرح حاملاً الهم الذي ناقشناه، وأن يغادر وهو يحمل ما يفوق سعر التذكرة، هذا ليس كلاما نظريا لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ومنذ تخرجي في معهد الفنون المسرحية فضلت تقديم الكوميديا بصدق التراجيديا، ولعب التراجيديا بخفة ظل الكوميديا، وهذا ليس أمراً هيناً فقد أثبتنا من خلال المسرحيات التي قدمناها على مدى نصف قرن أن الضحك موجود في كل المسرحيات إلى جانب الفكر والقيمة، بداية من (وجهة نظر) (وانتهى الدرس يا غبي) وحتى (خيبتنا)، وأعتز بأعمال كثيرة أرى أنها حققت نقلة حقيقية للمسرح المصري».
- الربيع العربي
وكما تنبأ محمد صبحي بأحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001. في مسرحية «ماما أميركا» توقع ثورات الربيع العربي في مسرحية «خيبتنا» التي كتبها قبل اندلاع الأحداث في عام 2011، لكنها عرضت بين عامي 2018 و2019. مؤكداً أنه كتب المسرحية عام 2004 عقب الاجتياح الأميركي للعراق (2003)، وحصلت على تصريح الرقابة عنها في ذلك العام، ما يعد دليلا قويا على توقعي بما سيحدث للمنطقة، ولم يكن ذلك تنجيما وإنما كان قراءة فاحصة ومتابعة دائمة لما يجري في العالم، مشيراً إلى أن «(خيبتنا) رأت أن جحيماً عربياً على وشك الانفجار، كما أشارت إلى أن الحرب القادمة هي حرب فيروسات وهي أشد فتكا من الحرب النووية، وهذا ما حدث بالفعل، وفي يقيني أننا قدمنا لأعدائنا على طبق من ذهب أكثر مما تمنوه لسحقنا، فعندما دخل الأميركيون العراق خرج عراقيون يستقبلونهم بالورود للتخلص من شخص صدام حسين، لا شك أن صدام أخطأ لكن الثمن لا يجب أن يكون الوطن، قد تكون مصر هي الوحيدة التي استطاعت الهرب من هذا المأزق، عبر حفاظها على الدولة، وفي مسرحية (خيبتنا) نؤكد أن ضياع الوطن يعني أنك كمواطن لم تعد لك قيمة». على حد تعبيره.
- «مدينة سنبل»
قبل سنوات اشترى محمد صبحى قطعة أرض بطريق (الإسكندرية الصحراوي)، ليقيم عليها مسرحاً ومدينة للفنون ورأى البعض أن إنشاء مسرح وسط الصحراء، ينطوي على مجازفة كبيرة، لكنه نفذ مشروعه وكسب الرهان، وعن ذلك يقول: «ما حدث عبارة عن حدوتة عظيمة، فبعد إنشاء مدينة سنبل للفنون، افتتح مسرحها عام 2017 بعرض مسرحية (غزل البنات)، وفي ذلك الوقت كنت أتوقع أننا سنعمل بنصف طاقة المسرح حتى يعتاد الناس المكان، لكنني فوجئت بأن الصالة (كومبليه)، ولم يكن هناك مقعداً خالياً، فقد جاءوا من كل أنحاء القاهرة وبعض المحافظات الأخرى، وأصبح الجمهور هو البطل، وهذا يؤكد أن الفنان هو الذي يختار جمهوره بقيمة ما يقدمه».
- انضباط
كل شيء في مسرح محمد صبحي محسوب بالدقيقة، فهو رجل يعشق الانضباط ويبرر ذلك قائلاً: «الفن انضباط، وبينما أمارس ديمقراطية الاتفاق، فإني أتبع كذلك ديكتاتورية التنفيذ. لا بد من قائد يضبط العمل بشرط أن يطبق على نفسه ما يطبقه على الجميع، وهناك ظواهر أصابت المسرح نوافق عليها في أضيق الحدود منها رغبة الجمهور في التصوير مع الفنان، كذلك الارتجال أو الخروج عن النص وهذا الأمر له عندي ضوابط، فأحيانا ترد على ذهن الممثل جملة تدعم الحوار، ويمكن إضافتها، لكن عليه أن يطرحها أولاً في اجتماعنا اليومي لنتفق عليها، فقد تربينا على مسرح الستينات من القرن الماضي مع مؤلفين كبار من بينهم عبد الرحمن الشرقاوي، ميخائيل رومان، الفريد فرج، معين بسيسو، وكنا نحترم نصوصهم، ووجدنا نقاداً كبار حكموا علينا، كنا نرتعد أمامهم مثل د.علي الراعي، لويس عوض، رجاء النقاش، أنيس منصور وغيرهم.
- المسرح للجميع
يجمع صبحى باقتدار بين التمثيل والتأليف والإخراج في بعض عروضه، مما يلقي عليه عبئاً ومسؤولية كبيرة، ويؤكد أن الخاسر الوحيد في هذا الشأن هو الممثل محمد صبحي: «مع افتتاح أي عرض جديد أقف على المسرح كمؤلف ومخرج، أتابع الممثلين وحركتهم لأصل بهم لأعلى درجة في الأداء مما يصيبني شخصيا بقدر من التشتيت كممثل، وقد درست دراما وتأليف مسرحي وإخراج، وهذا من صميم عملي ولو أنني فشلت مرة واحدة، ما كان لي أن أعيدها، كما أسعد كثيراً حينما أجد نصاً جيداً لمؤلف آخر، ويدلل على ذلك بأن عروضه المقبلة ضمن مهرجان المسرح للجميع سيشارك بها مؤلفين آخرين، من بينها مسرحية «عيلة اتعمل لها بلوك» تأليف مصطفى شهيب، و«نجوم الظهر» فكرة محمد صبحي وكتابة أيمن فتيحة، ومسرحية «أوديب ملكا» وتشاركه البطولة الفنانة الكبيرة سميحة أيوب.
لا يتصور صبحي أن يقدم عرضا مسرحيا من دون أن يكون الجمهور كامل العدد في المسرح ويرفض العمل بنسبة 25 في المائة من الجمهور المتبعة حاليا بسبب إجراءات «كورونا»، ويبرر ذلك قائلاً: فكرة العمل في ظل حضور 25 في المائة أو حتى 75 في المائة كلها مرفوضة، فلن نستأنف نشاطنا إلا بعد السماح بتشغيله بنسبة 100 في المائة.
لحظة تصفيق الجمهور للفنان على المسرح لا تعادلها لحظة أخرى، وكما يقول صبحي: «تصفيق المشاهد هو الأكسجين الذي يتنفسه الفنان، عندما يكون رد فعل الحضور صادق 100 في المائة، ورغم أن تلفزة المسرح توثيق تاريخي للعمل، فإنني أكره تصوير المسرحيات تلفزيونيا لأنه يفسدها.
- سر النجاح
على صفحته الرسمية في موقع «فيسبوك» يبث محمد صبحي حنينه إلى زوجته الراحلة نيفين رامز، التي رحلت قبل أربعة أعوام ويضع صورتها بجوار صورته بمدخل المسرح وسط الجوائز التي توجت مشواره الفني، ويقول: «نيفين كانت السبب في حصولي على هذه الجوائز، فهي وقود نجاحي وتقدمي، كنت أستاذها بالمعهد وتزوجنا وهي طالبة، وكان لديها إيمان ويقين أن محمد صبحي سيكون له شأن كبير، ولم أكن أطمح سوى أن أكون فنانا مختلفا لا أشبه أحد، كان زواجنا الذي دام 45 عاماً مبنيا على الاحترام ويهدف إلى بناء أسرة غير قابلة للهدم وأنجبنا كريم ومريم، كانت معركتي هي أنني أريدها أن تعمل فهي فنانة وعمها محمود رضا، بينما فضلت هي أن تنتظر حتى ترعى أولادنا وربتهما على أفضل ما يكون من ثم عادت للعمل، ووصلت لمنصب وكيل وزارة الثقافة.



بأقل من 10 دقائق... 3 طرق سهلة لتقليل التوتر وزيادة السعادة

خطوة الاتصال بصديق لإخباره بأنك تفكر فيه تعتبر طريقة سهلة لتنمية العلاقات الإيجابية (أ.ف.ب)
خطوة الاتصال بصديق لإخباره بأنك تفكر فيه تعتبر طريقة سهلة لتنمية العلاقات الإيجابية (أ.ف.ب)
TT

بأقل من 10 دقائق... 3 طرق سهلة لتقليل التوتر وزيادة السعادة

خطوة الاتصال بصديق لإخباره بأنك تفكر فيه تعتبر طريقة سهلة لتنمية العلاقات الإيجابية (أ.ف.ب)
خطوة الاتصال بصديق لإخباره بأنك تفكر فيه تعتبر طريقة سهلة لتنمية العلاقات الإيجابية (أ.ف.ب)

يحاول الكثير من الناس تحديد سعادتهم ورفاهيتهم النفسية كأولوية في الحياة، ولكن وسط ضجيج العمل والأحداث المحيطة، لا يملك العديد منا الوقت الكافي للالتزام بذلك. فعندما تزدحم مواعيد العمل ومتطلبات الأسرة وسط جدول يومي مرهق بالفعل، فإن إضافة مهمة أخرى إلى قائمتك قد يكون أمراً مرهقاً للغاية - حتى لو كان من المفترض أن يزيد هذا النشاط من سعادتك.

ولكن ماذا عن وسائل لا تستغرق أكثر من 10 دقائق؟ هناك الكثير من الطرق السريعة المعتمدة من المعالجين والتي يمكن حتى لأكثر الأشخاص انشغالاً تنفيذها.

إليك ثلاث استراتيجيات مدعومة علمياً يمكنك من خلالها تحسين مزاجك اليوم، وكلها تستغرق أقل من 10 دقائق، بحسب تقرير لشبكة «سي إن بي سي»:

كتابة رسالة نصية أو الاتصال بصديق

تقول فيينا فارعون، المعالجة النفسية ومؤلفة كتاب «ذا أوريجينز أوف يو»، إن كتابة رسالة نصية أو الاتصال بصديق لإخباره بأنك تفكر فيه هي طريقة سهلة لتنمية العلاقات الإيجابية في حياتك.

وتوضح: «القيام بذلك يجعلنا نشعر بالسعادة حقاً، والميزة الإضافية هي أن ذلك يخلق تواصلاً ضرورياً للغاية».

قد يكون من المحرج إرسال رسالة غير متوقعة، ولكن وفقاً لدراسة أجريت عام 2022، فإن الأشخاص يقللون باستمرار من تقدير مدى رغبة أصدقائهم في سماع أخبارهم. في الواقع، إن المكالمة الهاتفية أو الرسالة النصية غير المتوقعة تكون موضع تقدير كبير. وتُظهر الأبحاث أنه كلما كانت المكالمة مفاجئة أكثر، كان تأثيرها أفضل.

افعل شيئاً صعباً كنت تتجنبه

نميل إلى تذكر المهام غير المنجزة أو المتقطعة بشكل أفضل من المهام المكتملة، وهي ظاهرة نفسية تُعرف باسم «تأثير زيجارنيك». وهذا يخلق تنافراً إدراكياً يمكن أن يصرف انتباهنا عن معالجة مشاريع أخرى.

قد يؤدي شطب حتى أصغر المهام من قائمتك إلى تخفيف بعض هذا التوتر وإفراز دماغك للدوبامين.

تقول فارعون: «إن معالجة شيء كنت تتجاهله يخفف العبء ويسمح بإنجاز أمر يثقل كاهلك».

هناك الكثير من المهام التي نخشاها والتي تستغرق بضع دقائق فقط. قد لا يبدو تحديد موعد مع طبيب الأسنان أو تنظيف سجادتك بالمكنسة الكهربائية أمراً سيجلب لك السعادة، لكن العلم يُظهر أن تنفيذ هذه الأمور يؤثر حقاً في راحتنا النفسية.

امتدح شخصاً ما

تكشف لوري سانتوس، أستاذة علم النفس في جامعة ييل الأميركية: «يمكننا أن نشعر بتحسن من خلال مدح شخص آخر».

حتى لو كان احتمال مجاملة شخص ما يسبب لك القلق، فمن المرجح أن تشعر بتحسن بعد القيام بذلك، وفقاً لدراسة أجريت عام 2020.

تقول سانتوس: «أخبر شخصاً غريباً بأنك تحب حذاءه أو حقيبته. اكشف لزميل أنك تعتقد أنه قام بعمل جيد، أو ذكّر صديقاً بمدى تقديرك له...».

توضح الخبيرة أن التأثيرات ستستمر لفترة طويلة بعد التفاعل: «قد تعزز هذه المجاملة السريعة مزاجك لفترة أطول مما تعتقد».