قررت «الإدارة الذاتية لشمال شرق» سوريا تأجيل افتتاح المدارس ضمن مناطق نفوذها حتى 4 من شهر أكتوبر (تشرين الأول)، بعدما كان محدداً بداية الشهر القادم، وذلك بسبب معطيات تشير إلى تزايد انتشار فيروس كورونا، حيث ارتفع عدد الإصابات إلى نحو 527 حالة، ووفاة 34 حالة، فيما تماثلت للشفاء 88 حالة.
ويعزو رجب المشرف، رئيس هيئة التربية والتعليم لدى الإدارة، قرار التأجيل إلى «ازدياد عدد حالات الإصابات بفيروس كورونا، وقد اتخذ قرار التأجيل بالتنسيق ما بين هيئة التربية وهيئة الصحة والمجلس التنفيذي للإدارة، وندرس كيفية متابعة العملية التعليمية والتربوية تماشيا مع الظروف». وتدرس الإدارة وهيئاتها استعداداتها لعودة التلاميذ إلى المدارس بعد أشهر طويلة من الإغلاق جراء تفشي فيروس «كوفيد - 19» وسط إجراءات وتعليمات جديدة، بينما تسجل الحالة الوبائية تطورات سلبية مع ارتفاع عدد الحالات المصابة.
وتستقبل المدارس التعليمية في مناطق الإدارة بمختلف مراحلها التعليمية، بما فيها الثانوية العامة، ما يناهز عن ربع مليون من التلاميذ والطلبة. ولفت المسؤول التربوي رجب المشرف أنهم يعملون مع اللجان المختصة على تزويد المجمعات التربوية ومرافقها الإدارية بمستلزمات النظافة الشخصية والوقاية الاحترازية: «من وضع صابون سائل في دورات المياه، إلى جانب معقمات ومناديل ورقية، والتقيد بوضع الكمامات وغيرها من التدابير الضرورية لاستمرار العملية التربوية».
وسجلت دائرة الصحة قفزة في إصابات «كوفيد - 19» اليومية في مناطق شرق الفرات، بعد إصابة 72 شخصا على مدار يومين الماضيين وارتفاع عدد حالات الوفيات إلى 88. وتعاني مناطق شرقي الفرات أساساً من نقص حاد بالمعدات الصحية والطبية بعد توقف المساعدات عبر معبر «اليعربية» الحدودي مع العراق بفيتو روسي - صيني بداية العام الجاري، مما يشكل تهديداً مضاعفاً يفرضه انتشار فيروس كورونا. وحذرت منظمات إنسانية دولية ومحلية ومسؤولون أكراد من العجز عن احتواء انتشار المرض.
وناشد الدكتور جوان مصطفى، مدير هيئة الصحة بالإدارة، اتخاذ التدابير الوقائية الشخصية وحذر من دخول المنطقة في مرحلة جديدة وسط مخاوف من انتشار الفيروس بالمنطقة. وقال: «يجب اتباع الإرشادات الصحية بكيفية التعامل مع الجائحة، والتعاون مع اللجان والفرق الصحية من أجل تطبيق الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار المرض ومعالجة المصابين».
وتنتظر 2225 مدرسة تعليمية في جميع مناطق شرق الفرات استئناف الدراسة، وأوعزت الإدارة الذاتية للبلديات على أن تبدأ حملة تعقيم المدارس والمؤسسات التربوية حفاظاً على سلامة التلاميذ والكادر التدريسي وتنهي عملها قبل انطلاقة العام الدراسي.
وأوضحت روهات خليل، رئيسة هيئة التربية والتعليم في إقليم الجزيرة، أن الإدارة أعدت خططاً طارئة لتعويض فترة الانقطاع التعليمي ومراعاة كافة شروط السلامة الصحية، وأشارت: «سنقوم بتعيين مسؤول صحي في كل مدرسة لمتابعة حالة التلاميذ الصحية، والتعامل مع كل التطورات لحظة بلحظة»، بهدف إبلاغ هيئة الصحة وذوي التلاميذ في حال وجود مشاكل صحية أو حالات اشتباه بفيروس كورونا. إلى جانب تقليص عدد التلاميذ والطلبة داخل كل فصل دراسي، بحيث تتضمن الشعبة الصفية 15 تلميذا وتلميذة. وتابعت المسؤولة الكردية: «ندرس تقسيم الدوام المدرسي إلى دوامين صباحي ومسائي، حيث يداوم كل صف ثلاثة أيام فقط ضمن الأسبوع»، وأوضحت خليل توجه هيئة التعليم إلى عقد اجتماعات مع أولياء الأمور لإرشادهم إلى كيفية حماية ووقاية أبناءهم من الطلبة والتلاميذ أثناء ارتيادهم المدارس.
يذكر أن الإدارة الذاتية فرضت تدريس المنهاج الكردي، إلى جانب العربي والسرياني، في جميع المدارس والمجمعات التربوية الخاضعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» شرقي الفرات، كما منعت المنهاج الحكومي والكتاب الرسمي من التوزيع في المدارس الخاضعة لنفوذها، وقامت بتأليف منهاج دراسي جديد يشمل المرحل الابتدائية والإعدادية والثانوية بفرعيها العلمي والأدبي.
تأجيل فتح المدارس في شرق الفرات إلى أكتوبر
عودة التلاميذ مشروطة بقيود احترازية من فيروس «كورونا»
تأجيل فتح المدارس في شرق الفرات إلى أكتوبر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة