الوضع الوبائي في لبنان «غير مطمئن»

الوضع الوبائي في لبنان «غير مطمئن»
TT

الوضع الوبائي في لبنان «غير مطمئن»

الوضع الوبائي في لبنان «غير مطمئن»

تزامناً مع إعادة فتح معظم القطاعات في لبنان بعد إغلاق أعلنته الحكومة منذ أكثر من أسبوع، لا تزال أعداد المصابين بـ«كورونا» تسجّل ارتفاعاً ملحوظاً، إذ لامس عدد الحالات اليومية حاجز الـ700 إصابة خلال الأيام الماضية، مسجلاً مستوى غير مسبوق.
وفي هذا الإطار، رأى وزير الصحة حمد حسن أنه بعد «أسبوع على تجديد الإقفال والتعبئة العامة، لم تسجل النتائج الإيجابية المطلوبة، بل تتراوح أعداد الإصابات بين 500 و700 إصابة»، مضيفاً أن «الوضع غير مطمئن، والنزاع واضح بين الحاجة الاقتصادية ومواجهة التحدي الوبائي».
وفي ظلّ الوضع الاقتصادي الضاغط الذي دفع معظم القطاعات الاقتصادية التمرد على الإقفال، اعتبر حسن أنّ «المعيار الأول والأخير يتمثل بالتزام الناس ووعيهم بهدف التوصل إلى المواءمة بين الاستمرارية في الحياة العامة، ولو بنشاط أقل من النشاط المعتاد، مع التزام الضوابط، فلا تتزايد احتمالات تفشي الوباء».
وفي السياق نفسه، شدّد نقيب أطباء لبنان في بيروت شرف أبو شرف على «ضرورة التقيد بالإجراءات الوقائية لمجابهة وباء كورونا، ولا سيما بعد دعوة أصحاب القطاع السياحي من مطاعم وفنادق إلى الفتح ضمن الشروط الصحية المتفق عليها، فالاستهتار قد يؤدي بنا إلى عواقب وخيمة».
واعتبر شرف أنّه وإن كان الوضع الاقتصادي والاجتماعي مزرياً، تبقى «صحة المواطن أولوية في ظل إمكانات علاجية محدودة في القطاع الاستشفائي»، مشيراً إلى «أن الأسرة المخصصة لمرضى كورونا في المستشفيات أصبحت محدودة جدا، والمستشفيات الميدانية لا تفي بالغرض، وهي غير مؤهلة لعلاج مرضى كورونا».
في سياق آخر، نفى المكتب الإعلامي لوزير الصحة «أن يكون أي من مستشاري الوزير أو مديري الأقسام والمصالح والموظفين الذين يترددون بشكل يومي على مكتبه، مصاباً بكورونا كما أورد عدد من وسائل التواصل الاجتماعي». ولفت المكتب الإعلامي إلى أن «أعضاء فريق العمل يخضعون بشكل دوري للفحوصات اللازمة وملتزمون بالإجراءات الوقائية الضرورية، ولم تسجل إصابات لدى هذا الفريق حتى تاريخه».
من جهة أخرى، أعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي دعمه لإنشاء 10 مراكز حجر صحي في مناطق لبنانية بتمويل من الحكومة البريطانية. ويشمل هذا الدعم تأهيل المراكز وتجهيزها بالمعدات الضرورية والمساعدة في تشغيلها عبر شراكة مع الصليب الأحمر بهدف الحد من انتشار كورونا مما يخفف الضغط على المستشفيات.
ولفت برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في بيان له إلى أن الدعم يتضمن «تأمين معدات احتياطية وتأمين طاقة كهربائية غير منقطعة وطعام ومواد تنظيف وخدمات مختلفة، بالإضافة إلى جلسات تدريبية حول الحماية والأمان لفريق العمل». وتتمحور استجابة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للوباء حول ثلاثة أهداف وهي مساعدة لبنان على الاستعداد وحماية الأفراد من الوباء وتبعاته والاستجابة أثناء تفشيه والتعافي من آثاره الاقتصادية والاجتماعية.
وفي طرابلس، صدر عن خلية متابعة أزمة كورونا في القضاء أنه تم تسجيل 82 حالة إيجابية جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.