اتفاق سلام بين الخرطوم والحركات المسلحة غداً

حمدوك إلى جوبا لحضور مراسم التوقيع

إحدى جلسات المفاوضات السودانية في جوبا (وكالة السودان للأنباء)
إحدى جلسات المفاوضات السودانية في جوبا (وكالة السودان للأنباء)
TT

اتفاق سلام بين الخرطوم والحركات المسلحة غداً

إحدى جلسات المفاوضات السودانية في جوبا (وكالة السودان للأنباء)
إحدى جلسات المفاوضات السودانية في جوبا (وكالة السودان للأنباء)

تشهد (جوبا) عاصمة جنوب السودان غداً (الاثنين)، توقيع اتفاق سلام بالأحرف الأولى بين الحكومة الانتقالية في السودان وعدد من الحركات المسلحة، يمهد لإبرام اتفاق السلام الشامل والدائم، الذي بموجبه يشارك حاملي السلاح في هياكل الحكم الانتقالي في البلاد، وفي غضون ذلك تكثف الحكومة من اتصالاتها لضم حركتي عبد العزيز الحلو، وعبد الواحد النور، إلى عملية السلام.
وانطلقت محادثات السلام بين الأطراف السودانية في أكتوبر (تشرين الأول) 2019 بمدينة (جوبا) برعاية رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميادريت، ودعم من الاتحاد الأفريقي ودول الجوار.
وفي أثناء ذلك أعلن رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، أنه سيتوجه اليوم (الأحد) إلى جوبا، يرافقه عدد من المسؤولين في الحكومة لحضور مراسم التوقيع.
وقال رئيس فريق الوساطة لمحادثات السلام السودانية، توت قلواك، إن مراسم التوقيع على الاتفاق سيحضرها وزراء خارجية دول منظمة «إيقاد» الراعية للسلام في القرن الأفريقي، وممثلون من السعودية والإمارات وتشاد والمنظمات الدولية والإقليمية وأصدقاء السودان، إلى جانب عدد من السفراء المعتمدين لدى حكومة الجنوب.
ووقّعت الحكومة والحركات المسلحة في مسار دارفور، أول من أمس، على اتفاق أوّلي حول القضايا التي تم التوصل فيها إلى اتفاقيات نهائية، وأبرزها ملف تقاسم السلطة والثروة وعودة النازحين وقضايا الأرض (الحواكير) إلى جانب بروتوكول العدالة والمساواة والمصالحة.
ومن المقرر أن يوقّع الجانبان اليوم على اتفاق الترتيبات الأمنية، الذي تأخر لإحكام صياغة المواد، ويختص الاتفاق بإعادة دمج وتسريح مقاتلي الحركات المسلحة في القوات المسلحة السودانية.
ويقود وفد التفاوض الحكومي، نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي محمد حمدان دقلو، وعضوي المجلس شمس الدين كباشي ومحمد حسن التعايشي.
ونص اتفاق تقاسم السلطة على تمثيل الحركات المسلحة بثلاثة أعضاء في مجلس السيادة، وأربعة وزراء في الحكومة التنفيذية، وخمسة وسبعين مقعداً في المجلس التشريعي البالغ ثلاثمائة عضو.
كما اتفقت أطراف عملية السلام على تمديد الفترة الانتقالية 39 شهراً تسري فوراً بعد توقيع اتفاق السلام النهائي، واستثناء قادة الحركات المسلحة من المادة (20) من الوثيقة الدستورية التي تحرم أي شخص تولى منصباً في هياكل السلطة الانتقالية من الترشح في الانتخابات المقبلة.
وبموجب الاتفاق مُنحت الحركات المسلحة 40% من الحكم في إقليم دارفور و10% في الولايات الشمالية (الجزيرة، نهر النيل، الشمالية، النيل الأبيض).
ومن جانبها التزمت الحكومة الانتقالية بسد الفجوة المالية المطلوبة لتنفيذ اتفاق السلام في دارفور والمقدّرة بنحو 7 مليارات دولار خلال 10 سنوات المقبلة، كما تعهدت بعقد مؤتمر للمانحين تخصص عائداته لدعم السلام في الإقليم.
وكانت الحكومة والحركة الشعبية شمال، بقيادة مالك عقار قد وقّعت على اتفاق الترتيبات الأمنية، الذي قضى بدمج مقاتلي الأخيرة في الجيش السوداني على 3 مراحل تستمر طوال عمر الفترة الانتقالية البالغة 39 شهراً.
ومن أبرز الفصائل المسلحة التي شاركت في مفاوضات السلام، الحركة الشعبية فصيل مالك عقار، وحركة جيش تحرير السودان، بقيادة مني أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة برئاسة جبريل إبراهيم، وعدد من الحركات المسلحة في دارفور.
وكان رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، قد أعلن أنه بانتهاء التوقيع على اتفاق السلام مع الحركات المسلحة في مسار دارفور، والحركة الشعبية بقيادة مالك عقار تنتهي المرحلة الأولى من السلام، لتبدأ المرحلة الثانية بالتفاوض مع الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، وحركة تحرير السوداني بقيادة عبد الواحد محمد أحمد النور.
وكانت الوساطة قد أكدت على التزام فصيل الحلو بإعلان جوبا للمبادئ الموقّع مع الحكومة السودانية، ومواصلة التفاوض للوصول إلى اتفاق سلام.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».