«كورونا» يُنهي جولة توت عنخ آمون الخارجية الأخيرة مبكراً (صور)

عودة المعرض إلى القاهرة... وعرض مؤقت بمتحفي الغردقة وشرم الشيخ

إحدى القطع الأثرية التي ضمها معرض (وزارة السياحة والآثار المصرية)
إحدى القطع الأثرية التي ضمها معرض (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

«كورونا» يُنهي جولة توت عنخ آمون الخارجية الأخيرة مبكراً (صور)

إحدى القطع الأثرية التي ضمها معرض (وزارة السياحة والآثار المصرية)
إحدى القطع الأثرية التي ضمها معرض (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أنهى فيروس «كورونا المستجد» الجولة الخارجية الأخيرة لآثار الفرعون الذهبي توت عنخ آمون مبكراً، لتعود القطع الأثرية الـ166 إلى مصر اليوم (الجمعة،) قادمة من العاصمة البريطانية لندن، حسب ما أعلنته وزارة السياحة والآثار في بيان اليوم.

ولم يتمكن الفرعون الذهبي من استكمال مدة عرضه في غاليري ساتشي بلندن، بسبب الإجراءات الاحترازية الخاصة بالحد من انتشار وباء «كوفيد - 19» ليحرم الفيروس عشاق توت في إنجلترا من زيارة المعرض الذي افتُتح في بداية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تحت عنوان «توت عنخ آمون... كنوز الفرعون الذهبي»، وكان من المقرر أن يستمر حتى 3 مايو (أيار) الماضي، لكنّ انتشار الوباء حال دون استكمال مدته، ليتم إغلاقه في 18 مارس (آذار) الماضي.

وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «المعرض أُغلق في لندن قبل انتهاء مدته الأساسية بنحو 44 يوماً، وفي محاولة لتعويض فترة الإغلاق اتخذ مجلس الوزراء المصري قراراً بمنح غاليري ساتشي 44 يوماً إضافياً في شهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب)، لكن الغاليري لم يتمكن من إعادة افتتاح المعرض مرة آخر، بسبب الإجراءات الاحترازية الخاصة بالحد من انتشار الوباء».
وبعد فشل المعرض في استكمال مدة عرضه في لندن، قرر المجلس الأعلى للآثار عودة القطع الأثرية إلى مصر، وعرض 10 قطع منه في متحف الغردقة، الذي افتُتح مؤخراً، و10 أخرى بمتحف شرم الشيخ المنتظر افتتاحه قريباً، ونقل باقي القطع إلى مخازن المتحف المصري بالتحرير، واختارت الوزارة تمثال (الكا) القرين للملك توت عنخ آمون المغطى بالراتنغ الأسود والذي يرتدي النمس على رأسه، ليكون القطعة الرئيسية بالمعرض في متحف شرم الشيخ، بينما اختارت تمثالاً من الخشب المذهّب للمعبود بتاح ليكون القطعة الرئيسية بمتحف الغردقة.

وأوضح وزيري أن «آثار توت عنخ آمون ستُعرض في متحفي الغردقة وشرم الشيخ بشكل مؤقت لحين قرب افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي سيعرض مجموعة آثار توت عنخ آمون كاملة للمرة الأولى من اكتشافها عام 1922».
وبدأت مجموعة من آثار الفرعون الذهبي توت عنخ آمون جولة خارجية في عام 2018، عُرفت بأنها الجولة الخارجية الأخيرة لتوت، قبل عودته بشكل نهائي إلى مصر ليُعرض في المتحف المصري الكبير، المقرر افتتاحه العام المقبل، وكان من المقرر أن تشمل الجولة 10 مدن حول العالم، وتنتهي في عام 2024، وفقاً لما أعلنته وزارة الآثار في ذلك الوقت، لكنّ الجولة لم تشمل سوى 3 مدن فقط: لوس أنجليس الأميركية، وباريس، ولندن. وكان من المقرر أن يعود مرة أخرى إلى الولايات المتحدة الأميركية، ليُعرض في متحف التاريخ بولاية بوسطن، «بدءاً من منتصف يونيو (حزيران) الماضي، ثم تأجل بسبب الفيروس إلى أكتوبر (تشرين الأول) المقبل»، حسب ما نشره متحف التاريخ ببوسطن.

وقال وزيري إن «استكمال جولة توت عنخ آمون الخارجية مرتبط بعدة عوامل على رأسها استعداد الولايات المتحدة الأميركية لاستقبال وعرض القطع الأثرية، وطبيعة العرض المالي الذي سيقدمه المتحف لاستضافة القطع الأثرية»، موضحاً أن «الولايات المتحدة الأميركية لم تكن مستعدة لاستضافة معرض آثار في بوسطن حالياً بسبب فيروس (كورونا) ولذلك عادت الآثار إلى مصر».
ورغم عدم جاهزية أميركا لعرض كنوز الفرعون الذهبي في بوسطن، فإن متحف فرجينيا للفنون الجميلة افتتح في 4 يوليو الماضي معرضاً للآثار المصرية تحت عنوان «كنوز مصر القديمة: المدن الغارقة».
وأوضح وزيري أن «الوضع مختلف بالنسبة لمعرض الآثار الغارقة، سواء صحياً أو مالياً، حيث إن فرجينيا ليست من المدن التي تشهد انتشاراً لفيروس (كورونا)، وبالتالي يمكن أن تستضيف معرضاً للآثار، ومن الناحية المالية فإن تكلفة استضافة الآثار الغارقة لا تقارَن بتكلفة استضافة آثار توت عنخ آمون، حيث يجب على المتحف دفع 5 ملايين دولار لمصر، لاستضافة آثار توت، مما يعني أن الجهة المستضيفة للآثار لا يمكنها تحقيق التوازن المالي إلا بعدد زوار يتجاوز 600 ألف زائر، وهو أمر صعب تحقيقه في ظل الإجراءات الاحترازية الخاصة بـ(كورونا)».

وتنظَّم جولة توت عنخ آمون الخارجية الأخيرة بموجب اتفاق مع جون نورمان، رئيس شركة المعارض الدولية (EI)، والمجموعة الدولية للإدارة العالمية (IMG)، ينص على حصول مصر على مبلغ 5 ملايين دولار عن كل مدينة يقام بها المعرض، إضافة إلى 10% على المبيعات، على أن تحصل مصر على دولارين من ثمن كل تذكرة، بعد تجاوز عدد الزوار 400 ألف زائر، و4 دولارات إذا تجاوز عدد الزوار في المدينة الواحدة 700 ألف زائر، وتأتي الجولة بالتزامن مع الاحتفال بمرور 100 عام على اكتشاف عالم الآثار الإنجليزي هيوارد كارتر للمقبرة، في 22 نوفمبر عام 1922.

وحطم معرض توت رقماً قياسياً في عدد الزوار في تاريخ تنظيم المعارض الثقافية في باريس،   بلغ 1.4 مليون زائر، وكان من المنتظر أن يشهد إقبالاً مماثلاً في لندن، خصوصاً أن لندن استضافت عام 1972 معرضاً لآثار توت عنخ آمون حصد نحو 1.7 مليون زائر، وكانت آخر زيارة لآثار توت لبريطانيا عام 2007 ضمن معرض للآثار المصرية ضم 131 قطعة أثرية، بينها 50 قطعة أثرية من آثار توت عنخ آمون. 


مقالات ذات صلة

معرض أثري مصري مؤقت في السعودية

يوميات الشرق متحف الفن الإسلامي في القاهرة (وزارة السياحة والآثار)

معرض أثري مصري مؤقت في السعودية

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن المشاركة بعدد من القطع الأثرية من مقتنيات متحف الفن الإسلامي بالقاهرة في معرض بعنوان «وما بينهما».

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق جولات «تمشية» توفر معلومات دقيقة وحكايات تاريخية موثقة بأسلوب سرد مشوق (صفحة المعز لدين الله على الفيسبوك)

جولات ميدانية شبابية تعيد اكتشاف دروب القاهرة التاريخية

عرفت القاهرة أخيراً تنظيم جولات سياحية جماعية ومنتظمة سيراً على الأقدام إلى شوارعها التاريخية ومواقعها العتيقة عبر جولات شبابية.

نادية عبد الحليم (القاهرة)
المشرق العربي الجيش الإسرائيلي تَعَمَّدَ استهداف المواقع التراثية والأثرية في لبنان

الجيش الإسرائيلي تَعَمَّدَ استهداف المواقع التراثية والأثرية في لبنان

تتعمّد إسرائيل في حربها على لبنان تدمير وهدم مواقع تراثية وأثرية في الجنوب والنبطية والبقاع؛ لمحو جزء من ذاكرة اللبنانيين التاريخية والثقافية والحضارية.

يوميات الشرق الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)

مصر تحتفي باللغة القبطية وتوثيق الحضارة الفرعونية 

احتفت مصر باللغة القبطية التي يجري تدريسها في المعهد العالي للدراسات القبطية التابع للكنيسة الأرثوذكسية المصري، وذلك بمناسبة مرور 70 عاماً على إنشاء المعهد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)

المتحف المصري الكبير يحتفي بالفنون التراثية والحِرف اليدوية

في إطار التشغيل التجريبي للمتحف المصري الكبير بالجيزة (غرب القاهرة) أقيمت فعالية «تأثير الإبداع» التي تضمنت احتفاءً بالفنون التراثية والحِرف اليدوية.

محمد الكفراوي (القاهرة)

ريهام عبد الغفور تُحيي الذكرى الأولى لوفاة والدها بمشاعر الفقد

ريهام عبد الغفور مع والدها الفنان الراحل أشرف عبد الغفور (إنستغرام)
ريهام عبد الغفور مع والدها الفنان الراحل أشرف عبد الغفور (إنستغرام)
TT

ريهام عبد الغفور تُحيي الذكرى الأولى لوفاة والدها بمشاعر الفقد

ريهام عبد الغفور مع والدها الفنان الراحل أشرف عبد الغفور (إنستغرام)
ريهام عبد الغفور مع والدها الفنان الراحل أشرف عبد الغفور (إنستغرام)

أحيت الفنانة المصرية ريهام عبد الغفور، الذكرى الأولى لرحيل والدها الفنان أشرف عبد الغفور، الذي رحل عن عالمنا في 3 ديسمبر (كانون الأول) 2023، بكلمات مؤثرة مشحونة بمشاعر الفقد.

وكتبت ريهام على صفحتها بـ«إنستغرام» في الذكرى الأولى لرحيل والدها: «في مثل هذا اليوم فهمت معني كلمة ظهري اتكسر».

مضيفة: «فهمت معنى كلمة خوف، فهمت ماذا يعني أن يكبر الإنسان فجأة، فهمت كلمة أن الحياة لم يعد لها طعم، فهمت معنى عدم الشعور بالأمان، فهمت معنى الوجع، كل يوم يا أبي أتأكد أن الخسارة كبيرة وغير محتملة، كل يوم أنتظرك ترجع لكي أحكي لك».

واختتمت رسالتها قائلة: «بحبك يا أحن وأطيب وأكرم وأعظم أب وحشتني يا حبيبي ووحشني إحساسي وأنت جنبي، ربنا يسعدك في الجنة يا رب»، وطلبت من متابعيها الدعاء لأبيها.

وتوالت التعليقات على منشور الفنانة المصرية التي تدعو لوالدها بالرحمة والمغفرة وتعزيها وتدعو لها بالصبر، ومن بينهم كندة علوش التي كتبت «حبيبتي يا ريكو ربنا يرحمه ويصبر قلبك»، والفنانة رانيا يوسف التي كتبت «الله يرحمه»، والفنانة مريهان حسين التي كتبت «ربنا يرحمه ويغفر له ويصبر قلبك»، ووصف متابعون الفنان الراحل بـ«المحترم الراقي»، فيما عبّر متابعون عن تأثرهم بكلمات ريهام عبد الغفور لدرجة البكاء.

ريهام عبد الغفور تحيي ذكرى والدها (إنستغرام)

ورحل الفنان أشرف عبد الغفور في 3 ديسمبر 2023 في حادث مروري بطريق «القاهرة الإسكندرية الصحراوي»، عن عمر ناهز 81 عاماً، واشتهر بتقديم الأدوار التاريخية والدينية في المسرح والدراما، ومن بين أعماله المسرحية «وطني عكا» و«مصرع جيفارا» و«النار والزيتون» و«الملك لير»، وشارك في العديد من الأعمال السينمائية من بينها أفلام «الشيطان» و«دعوة للحياة» و«الشوارع الخلفية».

كما قدم للدراما مسلسلات «فارس بلا جواد» و«حضرة المتهم أبي» و«يتربى في عزو»، بالإضافة إلى الأعمال التاريخية والدينية التي اشتهر بها مثل مسلسلات «محمد رسول الله» و«الإمام مالك» و«عظماء في التاريخ» و«هارون الرشيد». وانتُخب عبد الغفور لمنصب نقيب المهن التمثيلية في مصر بين عامي 2011 - 2015.

ووصف الناقد الفني المصري، أحمد سعد الدين، الفنان أشرف عبد الغفور بأنه «واحد من أهم أعمدة المسرح والتلفزيون خلال الـ30 عاماً الماضية»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أن يتخرج عبد الغفور في معهد الفنون المسرحية عام 1963 عمل في مسرحية (جلفدان هانم) ونجح فيها وترشح لأعمال أخرى».

ويضيف: «رغم أن أعماله في السينما لم تكن كثيرة، لكنه في التلفزيون كان متميزاً جداً وتحديداً في الثمانينات، إذ بدأ يقدم الدراما الدينية التي أظهر فيها إجادته للغة العربية الفصحى، فكان قاسماً مشتركاً في كثير من الأعمال الدينية والتاريخية».

وأشار إلى أن «الفنان الراحل له تاريخ كبير وينبغي أن يتم تكريمه بما يليق به، خصوصاً أنه تولى مسؤولية نقابة الممثلين في فترة حرجة، وحقق نقلة كبيرة في النقابة حتى إنه وضع اللبنة الأساسية لدار المسنين الخاصة بالنقابة، وستظل سيرته موجودة بيننا». وفق تعبيره.