كان مايكل نغو بحاجة إلى اتخاذ قرار سريع يساعده على تغيير حياته والخروج من حالة الاكتئاب التي كان يعاني منها منذ تعرضه لإصابة خطيرة قبل عامين ونصف العام عندما كان يلعب مع كيلمارنوك الاسكوتلندي ضد سلتيك. ربما لم يكن العرض المقدم لنغو مرغوباً لدى الكثيرين، لكنه كان بالنسبة له بمثابة فرصة كبيرة للهروب من الظروف القاسية التي كان يعاني منها.
لقد حزم المهاجم السابق لنادي ليفربول حقائبه وتوجه إلى ألبانيا للانضمام إلى نادي كيه إف تيرانا، الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية، ليصبح أول لاعب إنجليزي يلعب في هذه البلاد. وبعد ثلاث سنوات، عادت مسيرته الكروية إلى المسار الصحيح، حيث قاد فريقه للحصول على لقب الدوري، وتلقى عروضا من العديد من الأندية الأوروبية.
يقول نغو: «من الناحية النفسية، لم أكن جيداً، وكان الأمر صعباً بكل تأكيد. كان هناك الكثير من الأفكار التي تدور في ذهني وكنت أعاني نفسيا في هذه الفترة. يعاني الكثير من لاعبي كرة القدم من الاكتئاب، وكنت أشعر باكتئاب شديد في ذلك الوقت في إنجلترا. وعندما جاءني هذا العرض كان كل ما أريده هو تغيير البيئة من حولي، لذلك وافقت على هذا العرض. لم أكن أعرف الكثير عن ألبانيا وعن كرة القدم هناك، لكنني كنت أريد فقط أن ألعب كرة القدم وأن أتعافى من هذه الأوقات الصعبة».
وكان المدافع الهولندي فيرجيل فان ديك هو الذي تسبب في إصابة نغو في الكاحل، وهي الإصابة التي أبعدته عن الملاعب لبقية الموسم، حيث احتاج للخضوع لعملية جراحية لإعادة العظام معا، وهي العملية التي تركت أثرا كبيرا في ساقه. لقد تطلب الأمر أربع سنوات لكي يتغلب نغو على المشاكل الجسدية والنفسية الناجمة عن هذه الإصابة الخطيرة التي أبعدته عن الملاعب لمدة 24 شهراً. وانضم نغو فترة لنادي بروملي لكنه لم يشارك معه سوى في مباراة واحدة، ثم انتقل لنادي أولدهام لمدة ستة أشهر، ورحل عنه بعدما شارك في 13 مباراة دون أن يحرز أي هدف.
يقول نغو: «تسجيل الأهداف في ذهني، لكنني كنت أعاني من مشاكل جسدية. كنت أعاني من مشاكل في عضلات رجلي اليسرى، لذلك كان يتعين علي بناء عضلاتي من جديد، وهذا شيء لا يحدث بين عشية وضحاها، فقد يستغرق الأمر شهوراً لبناء تلك العضلات مرة أخرى». ويضيف: «لذلك كان أسلوبي في الجري مختلفاً، وكان يتعين علي التكيف مع جسدي الجديد، لذلك استغرق الأمر حتى نهاية الموسم الماضي لكي أشعر بأنني بحالة جيدة. وحتى في الموسم الأول لي مع نادي تيرانا، لم أكن في حالة جيدة وكنت أشعر بالقلق، لكن بعد هذا الموسم بدأت أشعر بأنني بحالة جيدة. إنني أشعر الآن بالانتعاش والاستعداد لاتخاذ خطوة أخرى وخوض تحد جديد، لأنني أصبحت جيدا من الناحية الذهنية».
وفي الموسم الأول مع نادي تيرانا، قاد نغو النادي للصعود للدوري الممتاز. وفي الموسم الثاني، كان التحدي الذي يواجهه هو محاولة البقاء في دوري الأضواء والشهرة. وفي الموسم الثالث، حصل النادي على لقب الدوري للمرة الخامسة والعشرين في تاريخه. وسرعان ما أصبح نغو معشوقا للجماهير هناك بسبب مجهوده الوفير وتسجيله وصناعته للأهداف. وخلال فترة توقف الموسم بسبب تفشي فيروس «كورونا»، زادت شعبية نغو من خلال تقديم مقاطع فيديو مسلية للجمهور عبر إنستغرام، والتفاعل معهم على وسائل التواصل الاجتماعي لمساعدتهم على التحلي بروح معنوية عالية.
يقول اللاعب الإنجليزي: «إذا لم أعمل بنسبة 100 في المائة داخل الملعب، فإن الجمهور لم يكن ليحترمني بهذا الشكل. في ألبانيا، يعد تيرانا ناديا كبيرا وفاز بأكبر عدد من البطولات هناك. لقد قدر الجمهور المجهود الكبير الذي أقوم به، ومنحني الحب ورحب بي بشكل رائع. لقد كانوا يعلمون أنني لن أبقى لفترة طويلة، لكنني في نهاية المطاف بقيت معهم لمدة ثلاثة مواسم، وهو الأمر الذي لم يكن جزءا من خطتي».
لكن نغو دخل في خلاف مع المدير الفني، وهو الأمر الذي أدى إلى استبعاده من مباريات الفريق. ودافع نغو عن نفسه وعن زملائه في الفريق، لكن رد الفعل كان قويا من جانب المدير الفني، الذي رحل عن صفوف الفريق وحل محله المدير الفني النيجيري ندوبويزي إجبو، الذي أصبح أول أفريقي يفوز بلقب دوري أوروبي كمدير فني. ولا يزال نغو صديقا مقربا لرحيم سترلينغ، ويحضر لمشاهدة مباريات مانشستر سيتي عندما يستطيع ذلك. ويعرب نغو، البالغ من العمر 27 عاماً، عن سعادته عندما أصبح صديق طفولته شخصية بارزة في معركة المساواة في المملكة المتحدة. وعلى المستوى الشخصي، ساعد ستيرلينغ نغو كثيرا خلال الأوقات الصعبة التي كان يمر بها.
يقول نغو: «لقد كان معي خلال رحلتي، وكان يتفهم موقفي في الوقت الذي لم يكن يفهمني فيه الآخرون. لقد قدم كل الدعم لي، وأنا سعيد لأنه يقدم مستويات استثنائية. في الحقيقة، إنه يستحق كل ما وصل إليه، لأنه شخصية نادرا ما تجد مثلها، فمن بين كل مليون شخص يمكنك أن تجد شخصا مثل ستيرلينغ. إنه نموذج رائع للاعبين الشباب الصاعدين، وأطالب اللاعبين الشباب بأن يقلدوه في أسلوب حياته، وفي الطريقة التي يعمل بها».
وقد أمضى نغو، الذي لا يزال يبلغ من العمر 27 عاماً فقط، حياته الكروية وهو يحاول أن يثبت للجميع الإمكانيات التي أظهرها عندما كان صغيرا، والتي جعلت ليفربول يدفع 250 ألف جنيه إسترليني للتعاقد معه وهو في السادسة عشرة من عمره. ورفض نغو العرض المقدم له بالاستمرار مع نادي تيرانا، ومن المرجح أن يواصل اللعب خارج إنجلترا، لكن ذلك سيفوت عليه فرصة اللعب في دوري أبطال أوروبا مع فريقه السابق.
يقول نغو: «أشعر بخيبة أمل بعض الشيء لأنني لن أشارك معهم - لقد طلبوا مني أن أعود إليهم. أشعر أن هذا هو الوقت المناسب في حياتي لاتخاذ خطوة أخرى، لكي أثبت للجميع أنني وإن كنت قد اتخذت بعض الخطوات للوراء فإنني ما زلت قادرا على إظهار قدراتي وإمكانيات في دوريات ومسابقات أكثر قوة».
مايكل نغو: مع فريق تيرانا وجدت نفسي مجدداً
مهاجم ليفربول السابق يتحدث عن تعافيه من إصابة خطيرة وكيف وجد الخلاص في مكان غير متوقع
في الموسم الأول مع تيرانا قاد نغو النادي للصعود الى الدوري الممتاز (الغارديان)
مايكل نغو: مع فريق تيرانا وجدت نفسي مجدداً
في الموسم الأول مع تيرانا قاد نغو النادي للصعود الى الدوري الممتاز (الغارديان)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة

