قطاع غزة أمام موجة الثانية للفيروس

حظر تجول... وإصابات في صفوف الأسرى

فلسطيني يلتقط صورة في أحد شوارع غزة الخالية عقب فرض حظر التجول أمس (إ.ب.أ)
فلسطيني يلتقط صورة في أحد شوارع غزة الخالية عقب فرض حظر التجول أمس (إ.ب.أ)
TT

قطاع غزة أمام موجة الثانية للفيروس

فلسطيني يلتقط صورة في أحد شوارع غزة الخالية عقب فرض حظر التجول أمس (إ.ب.أ)
فلسطيني يلتقط صورة في أحد شوارع غزة الخالية عقب فرض حظر التجول أمس (إ.ب.أ)

عاش سكان قطاع غزة، أمس، اليوم الثاني من حظر التجول، بعد اكتشاف إصابات جديدة بفيروس «كورونا» في القطاع، في مفاجئة شكلت صدمة للسكان والمسؤولين.
واكتشف مسؤولو الصحة في غزة 15 حالة جديدة لمصابين خارج مراكز الحجر الصحي (10 في مخيم المغازي وسط القطاع، و3 حالات بمدينة غزة، واثنتان شمال القطاع)، رغم الإجراءات المشددة التي فرضتها أجهزة الأمن في غزة على العائدين. وظل القطاع يسجل أرقاماً صفرية منذ بدء الموجة الثانية بالضفة الغربية في يونيو (حزيران) الماضي، لكن مع بدء عودة العالقين عبر معبر رفح هذا الشهر، جرى تسجيل إصابات بين العائدين الذين فرض عليهم البقاء في مراكز حجر خاصة.
ودفعت هذه الإصابات الجديدة بالسلطات إلى إعلان منع تجول قابل للتمديد، قبل أن يُعلن عن وفاة أحد المصابين متأثراً بإصابته بفيروس «كورونا» في «مستشفى غزة الأوروبي». وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية تسجيل حالة وفاة في قطاع غزة و9 إصابات جديدة بفيروس «كورونا». وأقلقت هذه الأرقام مسؤولي الصحة في القطاع المحاصر. وقالت «صحة غزة» في بيان إنه يجري اتخاذ إجراءات العزل والتقصي.
وأعلن محمود حماد، مدير عام الشؤون الإدارية في وزارة الصحة بغزة، أنه جرى تشكيل خلية أزمة من الإدارات ذات الاختصاص في الوزارة للتعامل مع مستجدات أزمة جائحة «كورونا»، وتحديد احتياجات مستشفى العزل وتجهيزه لاستقبال الحالات المصابة في القطاع. وقال حماد في تصريح صحافي، إن خلايا الأزمة داخل الوزارة في حالة انعقاد دائم لتلبية احتياجات المستشفى وتجهيزه بشكل كامل لعلاج المرضى المصابين بفيروس «كورونا» بالإضافة إلى التعامل مع أي طارئ.
وناشد حماد المؤسسات الدولية كافة المانحة والداعمة لوزارة الصحة والشريكة بالعمل الصحي ضرورة التدخل واتخاذ خطوات استباقية من أجل تزويد مستشفى العزل باحتياجاته ورفع إمكاناته لاستقبال الحالات المصابة بفيروس «كورونا» داخل أقسامه.
وتعاني المستشفيات في قطاع غزة من نقص في الكوادر والمستلزمات الطبية، وتفاقمت هذه المعاناة بعد توقف محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع عن العمل بسبب وقف إسرائيل إدخال الوقود إلى هناك في خضم تصعيد مع «حماس».
ويمكن وصف هذه الإصابات في غزة بـ«بداية الموجة الثانية»، بفارق شهرين عن الضفة الغربية. ولم تؤثر إصابات غزة على حقيقة وجود نسبة تعاف جيدة في الأراضي الفلسطينية.
وأعلنت وزيرة الصحة مي الكيلة، أمس، تسجيل 602 إصابة جديدة وحالتي وفاة بفيروس «كورونا» خلال الـ24 ساعة الأخيرة في محافظات الضفة والقدس.
وأعلنت الكيلة تسجيل ارتفاع جديد في نسبة التعافي لمصابين بفيروس «كورونا» في فلسطين، حيث بلغت نسبة التعافي 69.1 في المائة من مجمل الإصابات المسجلة. وأضافت الكيلة في بيان أنه خلال الـ24 ساعة الأخيرة سُجلت حالتا وفاة جديدتان؛ لمواطنة (78 عاماً) من الخليل، ومواطن (61 عاماً) من قطاع غزة، لترتفع حصيلة الوفيات جراء الفيروس في فلسطين إلى 152؛ أي بنسبة 0.6 في المائة من مجمل الإصابات المسجلة.
وأشارت إلى أن عدد الإصابات الجديدة بلغ 602 إصابة، موزعة حسب التالي: محافظة الخليل 205، ومحافظة نابلس 12، ومحافظة بيت لحم 61، ومحافظة قلقيلية 38، ومحافظة رام الله والبيرة 88، وجنين 4، وأريحا والأغوار 18، ومحافظة سلفيت 2، ومحافظة طولكرم 6، وطوباس 2، وقطاع غزة 2، ومحافظة القدس 164؛ بينها 39 في الضواحي.
وتابعت وزيرة الصحة أن حالات التعافي الجديدة سجلت في: محافظة الخليل 230، ومحافظة رام الله والبيرة 468، ومحافظة أريحا والأغوار 16، ومحافظة قلقيلية 25، ومحافظة طولكرم 26، وسلفيت 2، ومدينة القدس 58. كما لفتت وزيرة الصحة إلى وجود 29 مريضاً في غرف العناية المكثفة؛ بينهم 4 مرضى على أجهزة التنفس الاصطناعي.
إضافة إلى ذلك؛ سُجلت إصابات في صفوف أسرى فلسطينيين. وأعلنت «هيئة شؤون الأسرى والمحررين» إصابة 12 أسيراً من معتقل سجن عوفر «الإسرائيلي»، وقيام قوات الاحتلال بإغلاق «القسم 21». وأكد رئيس «هيئة شؤون الأسرى والمحررين» قدري أبو بكر، إصابة 12 أسيرا في معتقل «عوفر» بفيروس «كورونا» المستجد. وقال المتحدث باسم مصلحة السجون الإسرائيلية، إنه «من خلال فحوصات استطلاع استباقية بادرت لإجرائها مصلحة السجون، جرى تأكيد إصابة معتقلَين أمنيين من سكان منطقة يهودا والسامرة (الضفة الغربية) محتجزَين في معتقل (عوفر)، بفيروس «كورونا)».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.