موسكو تطلق معركة «وسط سوريا» انتقاماً لمقتل الجنرال الروسي

موسكو تطلق معركة «وسط سوريا» انتقاماً لمقتل الجنرال الروسي
TT

موسكو تطلق معركة «وسط سوريا» انتقاماً لمقتل الجنرال الروسي

موسكو تطلق معركة «وسط سوريا» انتقاماً لمقتل الجنرال الروسي

في وقت كانت الأنظار تتجه إلى إدلب، وسط توقعات باتساع رقعة المواجهات فيها، بدا أن التلميحات التي أطلقها مسؤولون وخبراء عسكريون روس أخيرا، حول مواجهات مرتقبة، وجدت تطبيقا في مناطق وسط سوريا. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس، إطلاق عمليات واسعة لتعقب «تزايد نشاط المسلحين» في هذه المنطقة، وبهدف «القضاء على فلول الجماعات التي تخضع لسيطرة الولايات المتحدة»، بحسب بيان الوزارة.
وأعلن الناطق باسم القوات الروسية في سوريا، الثلاثاء، أن وسائل الرصد أظهرت «زيادة ملحوظة في نشاط المسلحين في مناطق وسط سوريا»، مشيرا إلى أن مقاتلي «تنظيم داعش» نجحوا في تعزيز مواقعهم واستعادة قدراتهم، بعد العفو الذي أصدرته «إدارة شمال شرقي سوريا» التي تسيطر عليها الولايات المتحدة.
ووفقا للناطق العسكري، فإن «الإرهابيين يعرقلون عودة الحياة الاجتماعية والاقتصادية في سوريا، كما يعملون على تقويض مجالات تطبيع العلاقات بين القبائل العربية المحلية والسلطات السورية». وزاد أن «الولايات المتحدة هي المستفيد الأساسي من هذا النشاط الذي يتم استخدامه لمواصلة تبرير وجودها في شرق سوريا».
وفي إشارة إلى تكثيف التحركات العسكرية لروسيا وقوات النظام في المنطقة، قال الناطق الروسي، إن عملية «الصحراء البيضاء» في سوريا «سوف تستمر ضد فلول العصابات حتى القضاء على الجماعات المسلحة التي تسيطر عليها الولايات المتحدة»، لافتا، إلى أن «الجيش السوري قام بعملية واسعة النطاق بمشاركة مستشارين روس ضد المسلحين وسط البلاد خلال الأسبوع الأخير، وأدت الضربات للقوات الجوية الروسية والقوات الجوية السورية ونيران المدفعية وعمليات الاستطلاع في «الصحراء البيضاء»، إلى تصفية 327 مسلحا وتدمير 134 ملجأ و17 نقطة مراقبة و7 مخازن عتاد و5 مخازن تحت الأرض للأسلحة والذخيرة».
وفي إشارة إلى السبب الرئيسي وراء توسيع نطاق العمليات الجارية، لفت المسؤول العسكري إلى أن «المسلحين يعملون على زعزعة استقرار الأوضاع في المنطقة من خلال عمليات تخريب خطوط النقل والمنشآت النفطية في سوريا، والهجوم على دوريات ومواقع الجيش السوري. وفي 18 أغسطس (آب) لقي المستشار العسكري الروسي الجنرال (فيتشسلاف) غلادكيخ، مصرعه، نتيجة انفجار عبوة ناسفة في محافظة دير الزور».
وزاد أنه «انضم إلى عصابات (داعش) وسط سوريا، وهم مسلحون تدربوا في الأراضي التي تحتلها الولايات المتحدة في منطقة التنف والفرات السوري».
وتزامن ذلك، مع بروز تقارير عن وقوع احتكاكات جديدة بين القوات الأميركية والروسية في ريف القامشلي. فيما لفت الأنظار قيام موسكو بتعزيز مواقعها في عين عيسى بريف الرقة في مقابل تنشيط تحركات واشنطن في ريف الحسكة.
ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان تفاصيل عن العمليات الجارية، وأوضح في بيان، أن موسكو أطلقت الهجوم انتقاماً لمقتل «الجنرال الروسي»، مشيرا إلى أن «ميليشيات موالية للروس بدأت حملة تمشيط جديدة لبادية دير الزور بحثاً عن خلايا (تنظيم داعش) المنتشرة في المنطقة».
ووفقا للمرصد فقد «قام لواء القدس الفلسطيني الموالي للنظام السوري والذي يعمل بإمرة القوات الروسية، فجر أمس، بعملية تمشيط جديدة ضمن بادية دير الزور برفقة المسلحين الموالين لقوات النظام، وذلك انطلاقاً من بادية الشولا غرب دير الزور وصولاً إلى بادية البوكمال شرقا، بحثاً عن خلايا (تنظيم داعش) المنتشر بكثافة هناك، حالها كحال عموم البادية السورية التي ينشط فيها عناصر التنظيم». وزاد أن «عمليات التمشيط جاءت في ظل تصاعد القصف الجوي الروسي على البادية السورية، ولا سيما بعد مقتل الجنرال الروسي قبل أيام».
ولفت المرصد إلى أن حصيلة الخسائر البشرية خلال الفترة الممتدة من 24 مارس (آذار) الفائت من العام 2019 وحتى أمس، «بلغت 661 قتيلا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، بينهم اثنان من الروس على الأقل، بالإضافة لـ140 من الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية، قتلوا جميعاً خلال هجمات وتفجيرات وكمائن لـ(تنظيم داعش) في غرب الفرات وبادية دير الزور والرقة وحمص والسويداء». كما وثق المرصد السوري مقتل عدد من المدنيين، مقابل مقتل 273 من «تنظيم داعش» خلال الفترة ذاتها تحت الهجمات والقصف والاستهدافات.
في غضون ذلك، أفاد المركز الروسي للمصالحة في سوريا بأن مدرعة روسية، تعرضت أمس، للاستهداف من قبل مسلحين خلال دورية روسية - تركية مشتركة في سوريا. وقال المركز الذي يدير نشاطه من قاعدة «حميميم» قرب اللاذقية، إن جنديين روسيين أصيبا بجروح خفيفة، كما تضررت ناقلة جند مدرعة تابعة للشرطة العسكرية الروسية، نتيجة استهداف مسلحين لدورية روسية تركية على الطريق السريع «إم 4» في محافظة إدلب السورية.
ولفت البيان إلى أن الدورية الروسية التركية تعرضت لإطلاق نار من قبل مسلحين باستخدام قاذفة قنابل يدوية.
وأفادت وسائل إعلام بأن الدورية المشتركة الروسية التركية الـ25 عادت أدراجها بعد تعرضها لاستهداف من مسلحين بقذيفة «آر بي جي» في محيط بلدة أورم الجوز على طريق «إم 4»، الأمر الذي أدى إلى إعطاب عربة روسية، علما بأن هذا يعد الاستهداف الرابع منذ بدء تسيير الدوريات المشتركة منذ منتصف مارس الماضي والهجوم الثاني في غضون الأسبوع الأخير وحده.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».