عباس مستقبلاً راب: مستعدون لمفاوضات برعاية «الرباعية»

أنباء عن عقدها خلال يومين لبحث «عملية السلام»

وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب لدى لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله أمس (د.ب.أ)
وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب لدى لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله أمس (د.ب.أ)
TT

عباس مستقبلاً راب: مستعدون لمفاوضات برعاية «الرباعية»

وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب لدى لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله أمس (د.ب.أ)
وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب لدى لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله أمس (د.ب.أ)

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن الفلسطينيين مستعدون للذهاب إلى المفاوضات تحت رعاية الرباعية الدولية وبمشاركة دول أخرى، على قاعدة السلام مقابل الأرض وليس مقابل السلام.
وأضاف عباس أثناء لقائه وزير الخارجية البريطاني دومنيك راب في رام الله «مستعدون للعودة إلى المفاوضات وملتزمون بتحقيق السلام وفق قرارات الشرعية الدولية، كما نحن ملتزمون بشكل ثابت بمحاربة الإرهاب العالمي، ونواصل مساعينا للمصالحة الفلسطينية وصولاً للانتخابات العامة». وتابع «نجدد التأكيد على أنه لن يكون هناك سلام وأمن واستقرار في منطقتنا دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا، وحصول الشعب الفلسطيني على حريته واستقلاله في دولته ذات السيادة على حدود عام 1967».
ووصل راب إلى رام الله قادماً من إسرائيل في محاولة بريطانية لدفع السلام قدماً.
واقترح الفلسطينيون العودة للمفاوضات في ظل الرباعية الدولية واعتبار خطة السلام العربية مرجعية لهذه المفاوضات. ورحب عباس بزيارة الوزير البريطاني، وقال إنه يقدر أهمية الزيارة في هذه الظروف المعقدة، «حيث ما زالت سلطة الاحتلال الإسرائيلي تسيطر على القدس المحتلة، عاصمة دولة فلسطين، في مخالفة للشرعية الدولية، وتمارس نشاطاتها الاستيطانية، ولم تتخل عن خططها للضم، وهي الممارسات التي تدمر ما تبقى من عملية السلام». وتابع، أن «السلام لن يتحقق من خلال القفز عن الفلسطينيين نحو تطبيع العلاقات مع دول عربية، ولن يتم بصيغة وهم السلام مقابل السلام، بل إنه يتم على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ما يعني، عقد اتفاق سلام مع الفلسطينيين أولاً».
وأردف «نقدر كل ما تقدمه بريطانيا من مساعدات لدعم بناء مؤسساتنا والنهوض باقتصادنا الوطني. ونقول إنه قد حان وقت اعتراف بريطانيا بدولة فلسطين؛ الأمر الذي سيساعد في تحقيق العدالة، ويبعث الأمل ويعمل على تثبيت حل الدولتين على أساس حدود عام 1967 لتعيش فلسطين وإسرائيل في أمن وسلام وحسن جوار».
واقترح الفلسطينيون العودة للمفاوضات في ظل الرباعية الدولية واعتبار خطة السلام العربية مرجعية لهذه المفاوضات. وكانت السلطة سلمت الرباعية الدولية (الاتحاد الأوروبي، الأمم المتحدة، روسيا والولايات المتحدة) رساله قالت فيها «نحن مستعدون لقيام دولتنا المحدودة التسلّح وذات الشرطة القوية لفرض احترام القانون والنظام. نحن مستعدون للقبول بوجود طرف ثالث مفوّض (من الأمم المتحدة) من أجل (...) ضمان احترام اتفاق السلام فيما يتعلّق بالأمن والحدود»، ويتضمن النص إشارة إلى حلف شمال الأطلسي لـ«قيادة القوات الدولية».
ويقترح النص تعديلات طفيفة على الحدود على أن يتم إبرام اتفاق ثنائي بشأنها، «على أساس حدود 4 يونيو (حزيران) 1967»، وهو التاريخ الذي بدأت فيه إسرائيل احتلال الضفة الغربية. وتعمل دول عربية وأوروبية إلى جانب فرنسا روسيا والصين والأمم المتحدة، على إنجاح خطة لإعادة المفاوضات بين الجانبين. وكان شرط الفلسطينيين الوحيد لذلك، هو وقف عملية الضم واعتبار مبادرة السلام العربية مرجعية لذلك. وأكد عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد، أن الرباعية الدولية ستعقد اجتماعاً لها خلال يومين لمناقشة مستقبل عملية السلام وسبل الخروج من المأزق الحالي. وأضاف الأحمد بعد اتصال هاتفي أجراه مع مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لـ«الشرق الأوسط»، ونائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، «أبلغني بوغدانوف، أن اتصالات جرت خلال الأسبوع الماضي، وسيكون هناك لقاء لأطراف اللجنة الرباعية خلال 48 ساعة، لمناقشة كيفية الخروج من الجمود، وإحياء عملية السلام وفق قرارات الشرعية الدولية والأمم المتحدة، بما يؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية».
وأوضح الأحمد في تصريحات للإذاعة الرسمية، أنه تناول مع بوغدانوف تطورات الأوضاع، أولاً داخل فلسطين في ضوء استمرار العدوان الإسرائيلي، وثانياً بحث عملية السلام. وأكد المسؤول الروسي كما قال الأحمد، على موقف موسكو الثابت والرافض لـ«صفقة القرن»، والرافض لقرار الضم، مشدداً على تمسك بلاده بموقفها لإحلال السلام العادل، وفق إجراءات الشرعية الدولية.
ونقل الأحمد عن المسؤول الروسي، ترحيبه بالتقارب الذي جرى في الفترة الأخيرة بين حركتي «فتح» و«حماس» من خلال المشاركة في الفعاليات المشتركة، لمواجهة خطة الضم. وأضاف أن «بوغدانوف أكد أن روسيا ستستمر بجهودها التي اعتادت عليها منذ سنوات من خلال علاقاتها مع مختلف الفصائل من أجل حثها للاستمرار في النهج الوحدوي، لنصل إلى موقف سياسي موحد في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، باعتبار أن ذلك يساعد الشعب الفلسطيني على إفشال المؤامرة».
وتابع «اتفقنا من حيث المبدأ أن تواصل روسيا اتصالاتها وعندما تسنح الفرصة في القريب العاجل، ستقدم روسيا عملياً على تنظيم لقاء بين كل الفصائل، على غرار اللقاءات التي عقدت في موسكو سابقاً من أجل تعزيز الوحدة الوطنية».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.