فكرة {يويفا} للبطولة المجمعة تنجح في استكمال دوري الأبطال و«يوروبا ليغ»

الإثارة والمفاجآت زادت مع اعتماد خروج المغلوب من مباراة واحدة... وغياب الجماهير السلبية الوحيدة

استاد «دا لوز» أو «النور» استضاف المباراة النهائية لدوري الأبطال لكن كان ينقصه الجمهور (إ.ب.أ)
استاد «دا لوز» أو «النور» استضاف المباراة النهائية لدوري الأبطال لكن كان ينقصه الجمهور (إ.ب.أ)
TT

فكرة {يويفا} للبطولة المجمعة تنجح في استكمال دوري الأبطال و«يوروبا ليغ»

استاد «دا لوز» أو «النور» استضاف المباراة النهائية لدوري الأبطال لكن كان ينقصه الجمهور (إ.ب.أ)
استاد «دا لوز» أو «النور» استضاف المباراة النهائية لدوري الأبطال لكن كان ينقصه الجمهور (إ.ب.أ)

على ما يبدو أن مسؤولي اتحاد الكرة الأوروبي (يويفا) توصلوا للحل الأمثل لإقامة بطولتي دوري الأبطال و«يوروبا ليغ» على صورة بطولة مصغرة مجمعة في كل من العاصمة البرتغالية لشبونة، وبعض المدن الألمانية في هذا الظرف الاستثنائي الذي واجهته اللعبة خلال الموسم الحالي بسبب جائحة فيروس «كورونا» المستجد.
لقد قرر القائمون على الكرة الأوروبية التخلي عن البرنامج السابق (مباريات الذهاب والإياب) بكل تعقيداته ومخاطره في هذه الظروف غير العادية وقرروا إقامة مراحل الحسم المتبقية بداية من ربع النهائي من مباراة واحدة في كل دور ونجحوا في اجتذاب الاهتمام الجماهيري رغم إقامة المباريات دون جمهور وخلف أبواب مغلقة.
ووضع يويفا إجراءات مشددة للبروتوكول الصحي يهدف للحفاظ على جميع لاعبي الفرق والأطقم التدريبية وجميع المشاركين في المباريات وحمايتهم من الإصابة بفيروس «كورونا» المستجد، وخضع كل من المشاركين في المباريات لأكثر من اختبار، كما تم عزل الفرق في أماكن إقامة وتدريب بعيدة عن التجمعات.
على مدار 12 يوما أقيمت جميع المباريات المتبقية بالموسم الأوروبي بداية من دور الثمانية حتى النهائي. وحظي ملعب «دا لوز» أو «النور» باستضافة المباراة النهائية لدوري الأبطال والذي كان مقررا أصلا في استاد «أتاتورك» في مدينة إسطنبول التركية. وسيمنح يويفا استاد أتاتورك حق استضافة نهائي البطولة في الموسم المقبل بدلا من النسخة الحالية، فيما تأجلت استضافة المباراة النهائية في كل من النسخ الثلاث التالية لعام أيضا بحيث تستضيف ميونيخ نهائي 2022 وسانت بطرسبرج نهائي 2023، واستاد ويمبلي في لندن نهائي 2024.
بينما استضافت مدينة كولن الألمانية نهائي يوروبا ليغ الذي فاز به إشبيلية الإسباني على إنترميلان الإيطالي 3 - 2.
في دوري الأبطال نجحت خطة إقامة بطولة الحسم المصغرة بمشاركة آخر ثمانية فرق في العاصمة البرتغالية لشبونة مع كل ما جلبته من إثارة ومفاجآت رغم محدودية الحضور الذي اقتصر على أفراد الطواقم الفنية والطبية والأمنية إلى جانب بعض الصحافيين.
لكن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عوض غياب الجمهور بوضع نظام إنتاج خاص بالبث التلفزيوني وبالفعل نجح كل شيء.
وباللجوء إلى مباراة واحدة تحدد الفائز وخروج المغلوب زادت الإثارة وبلغت قمتها بمفاجآت لم تكن بالحسبان، حيث الدراما الكبرى عندما اكتسح بايرن ميونيخ بطل ألمانيا نظيره الإسباني برشلونة 8 - 2 في ربع النهائي، كما حقق أولمبيك ليون الفرنسي مفاجأة كبيرة بالفوز 3 - 1 على مانشستر سيتي الإنجليزي صاحب الإنفاق الكبير والذي كان مرشحا بقوة للفوز للقب.
وكانت المفاجآت ستكون مدوية حال نجح أتالانتا الإيطالي في الصمود أمام باريس سان جيرمان بطل فرنسا، لكن الأخير نجح في قلب تخلفه بهدفه إلى فوز 2 - 1 في الوقت بدل الضائع. كما لا يمكن إغفال المفاجأة التي حققها فريق لايبزيغ الألماني المملوك لشركة رد بول والقادم من شرق ألمانيا والذي خلال 11 عاما فقط من إنشائه شق طريقه في بطولات محلية متواضعة ليتقدم لقمة الكرة الأوروبية. ونج لايبزيغ في إقصاء أتلتيكو مدريد في دور الثمانية، لكنه لم يستطع الصمود أمام سان جيرمان في نصف النهائي.
الأمر الواضح الذي أبرزته البطولة المصغرة هو نجاعة أساليب التدريب الألمانية في الكرة الحديثة في ظل تأهل ثلاثة فرق يقودها مدربون ألمان لقبل النهائي توماس توخيل (مع سان جيرمان) وهانزي فليك (مع بايرن ميونيخ) ويوليان ناغلسمان (مع لايبزيغ)، قبل أن يحجز الأولان مكانهما بالنهائي.
وربما لم يكن ينقص البطولتان الأوروبيتان سوى حضور الجمهور حيث لم يكن لأحد من خلال التجول في شوارع مدينة كولن الألمانية (التي استضافت نهائي يوروبا ليغ) أو العاصمة لشبونة (التي استضافت نهائي دوري أبطال أوروبا) أن يشعر أن هناك منافسات كبرى تجمع أفضل فرق القارة العجوز.
واقتصرت تقريبا العلامة الواضحة الوحيدة، على إقامة نهائي دوري الأبطال في استاد «دا لوز» بين بايرن ميونيخ وباريس سان جيرمان، على وجود نسخة مقلدة من كأس أوروبا في ميدان روسيو.
وعادة ما تكتظ ميادين المدن المستضيفة للنهائيات بالمشجعين مع انتشار الباعة المتجولين والأغاني والهتافات ورواج نشاط الحانات والمطاعم، لكن بسبب جائحة (كوفيد - 19) اضطر المنظمون إلى إبعاد المشجعين عن الملعب، وهو ما حدث أيضا في ست مباريات أخرى أقيمت في لشبونة على مدار عشرة أيام في أجواء كروية غير معتادة.
وإضافة إلى ذلك، فإن انخفاض أعداد المسافرين إلى البرتغال، بسبب الوباء، جعل المدينة تبدو أكثر هدوءا من المعتاد، بعيدا حتى عن إقامة مباراة نهائية مهمة.
ورغم غياب ملامح إقامة النهائي في لشبونة، فإن الأمر ليس كذلك في ميونيخ والعاصمة الفرنسية باريس، حيث أنذر المسؤولون الجماهير التي عادة ما تتجمع في شارع الشانزليزيه بأن ارتداء الكمامة سيكون إلزاميا. في المقابل كتب لاعبو بايرن خطابا إلى مشجعي الفريق في ميونيخ بضرورة الالتزام بمنازلهم وتحاشي التجمعات.
وفي بطولة «يوروبا ليغ» التي استضافت مدن كولن ودويسبورغ وغيلسنكيرشن ودوسلدورف الألمانية أدوارها النهائية لم تختلف الإثارة عن سابقتها، بوصول كل من إشبيلية والإنتر ومانشستر يونايتد الإنجليزي وشاختار الأوكراني المربع الذهبي.
ورغم أن الترشيحات كانت تميل لمشاهدة الإنتر ويونايتد في النهائي إلا أن الفريق الإسباني نجح في التغلب على الفريقين الإنجليزي في المربع الذهبي ثم الإيطالي في النهائي.
وأكد إشبيلية أن مسابقة «يوروبا ليغ» أصبحت «ماركة مسجلة» باسمه، بعد تتويجه باللقب للمرة السادسة في تاريخه. وعزز النادي الأندلسي الذي منح مدربه خولن لوبتيغي لقبه الأولى على الإطلاق، سجله القياسي في المسابقة التي توج بلقبها أعوام 2006 و2007 و2014 و2015 و2016 حارما إنتر من لقبه الأول على الإطلاق في جميع المسابقات منذ الكأس المحلية عام 2011 وإيطاليا من لقبها القاري الأول منذ 2010 حين توج الأخير بالذات بلقب دوري الأبطال.
لكن بعد المفاجآت الأخيرة والإثارة الكبيرة غير المعهودة في البطولة المجمعة من المستبعد أن يكرر يويفا الأمر في بطولات الموسم المقبل رغم المخاوف من عودة جديدة لانتشار فيروس «كورونا».
ومن شبه المؤكد عودة البطولتين الأوروبيتين إلى ما كانت عليه قبل الأزمة الصحية العالمية لفيروس «كورونا» المستجد سريع الانتشار، حيث من المستبعد أن يلجأ يويفا لتكرار مثل هذه الدورة المصغرة في مدينة واحدة نتيجة تأثيرها على عدة جوانب من بينها تراجع أرباح مؤسسات البث وصعوبة وجود ثماني مجموعات مختلفة من المشجعين في مدينة واحدة.
وأكد ألكسندر سيفرين رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، على أن بطولات الموسم المقبل ستعود للنظام المعتاد، مع دراسة دخول الجماهير بداية من مباراة السوبر الأوروبية.
ويخطط سيفرين لاستخدام لقاء كأس السوبر الأوروبي في العاصمة المجرية بودابست الشهر المقبل «كمباراة تجريبية يمكن أن يتم السماح فيها بحضور عدد قليل من المتفرجين»، على أن يسمح بعد ذلك في اعتماد التجربة على بقية المنافسات الأوروبية.
وناقشت جميع الاتحادات المحلية الأعضاء في يويفا، التي يبلغ عددها 55 اتحادا، قضية عودة الجماهير إلى المباريات في اجتماع عبر دائرة تلفزيونية مغلقة (فيديو كونفرنس)، أشار بعده يويفا إلى أنه «سيكون من السابق لأوانه» السماح للجماهير بالوجود في مباريات دوري الأمم المقبلة، المقرر إقامتها الشهر المقبل، ومؤكدا أنه «ينبغي إجراء مباراة أو مباريات تجريبية لدراسة تأثير المتفرجين على البروتوكولات الطبية الحالية بدقة».
ويقام كأس السوبر الأوروبي يوم 24 سبتمبر (أيلول) المقبل بين إشبيلية بطل يوروبا ليغ والفائز بنهائي دوري الأبطال.
وبدأت بعض الدول بالفعل السماح للمشجعين بالعودة إلى المباريات، لكن يويفا يصر على إقامة منافسات الأندية الأوروبية - سواء في موسم 2019 - 2020 الجاري حاليا، والأدوار المؤهلة لمرحلة المجموعات لموسم 2020 - 2021 التي يتم لعبها حاليا أيضا، من دون جمهور.
كما ناقش الاجتماع أيضا قضية الحجر الصحي في بعض البلدان مع يويفا، الذي أشار إلى أن الاتحادات الأهلية «تم تشجيعها على التواصل مع حكوماتها للحصول على إعفاءات».


مقالات ذات صلة

ألمانيا تستضيف إيطاليا في دورتموند بدوري الأمم

رياضة عالمية فولر في حديث مع مدرب المنتخب الألماني ناغلسمان (الشرق الأوسط)

ألمانيا تستضيف إيطاليا في دورتموند بدوري الأمم

أعلن الاتحاد الألماني، في بيان، أن مدينة دورتموند سوف تستضيف مباراة منتخب ألمانيا ضد ضيفه الإيطالي، في إياب دور الثمانية لبطولة دوري أمم أوروبا.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
رياضة عالمية جمال موسيالا (أ.ف.ب)

موسيالا أفضل لاعب في المنتخب الألماني لهذا العام

اختير جمال موسيالا، لاعب وسط فريق بايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم، اليوم الخميس، أفضلَ لاعب في منتخب ألمانيا للرجال لهذا العام.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (د.ب.أ)

«يويفا»: الأدوار النهائية ستقام في بلد الفائز بين ألمانيا وإيطاليا 

من المقرر أن تقام الأدوار النهائية لبطولة دوري أمم أوروبا لكرة القدم في ألمانيا أو إيطاليا، حسبما أفادت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية آو تاناكا (ليدز يونايتد)

لماذا أصبح اللاعبون اليابانيون جذابين في إنجلترا؟

كان انتقال آو تاناكا في اليوم الأخير من فورتونا دوسلدورف إلى ليدز يونايتد بمثابة مخاطرة محسوبة لناديه الجديد وذلك بحسب شبكة «The Athletic».

The Athletic (طوكيو)
رياضة عالمية غيوكيريس (يمين) سجَّل ثلاثية من رباعية فوز سبورتنغ على سيتي في دوري الأبطال (رويترز)

كيف أصبح غيوكيريس المهاجم الأكثر تألقاً في أوروبا هذا الموسم؟

سجل غيوكيريس أهدافاً أكثر من هالاند هذا الموسم، وعروضه الاستثنائية ترشحه للانضمام لأحد فرق القمة الأوروبية.


«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.