هدوء حذر واستياء عارم في القرى الجنوبية

بعد مقتل شاب إثر إشكال بين «حزب الله» و«حركة أمل»

TT

هدوء حذر واستياء عارم في القرى الجنوبية

بعد يوم من تشييع الشاب حسين خليل أحد مسؤولي «حركة أمل» في بلدة اللوبية الجنوبية، والذي توفي إثر إصابته بطلق ناري في بلدته بسبب خلاف على تعليق راية عاشورائية بين أنصار «أمل» و«حزب الله» ما لبث أن تطوّر إلى تضارب بالأيدي ومن ثم إلى إطلاق نار، عاد الهدوء إلى البلدة والبلدات الجنوبية المجاورة والتي كان امتد إليها الخلاف وذلك بعد تدخل مباشر من قيادات الثنائي الشيعي في القرى وتحذيرهم من الانجرار إلى أي مشاكل تحت طائلة المحاسبة.
وحسب روايات عدد من أهالي هذه القرى فإنّ الأمر الأساسي الذي ساهم في التهدئة كان تأكيد الطبيب الشرعي أنّ إصابة خليل لم تكن من سلاح «كلاشنيكوف» الذي كان بحوزة مناصري «حزب الله»، بل من رصاصة مسدس حربي أصابته من الخلف واستقرت بقلبه، ما يرجّح فرضية تدخل شخص آخر لم يكن مشاركا في الإشكال، فضلا عن تعميم «حزب الله» على مناصريه عدم التطرق أو الردّ أو الدخول في نقاشات مباشرة أو غير مباشرة على وسائل التواصل الاجتماعي تتعلّق بالحادثة.
ويصف عدد من الأهالي الهدوء الحالي بالحذر، إذ تتردّد بين الفترة والأخرى إشاعات عن حرق صور وشعارات للطرفين في غير قرية جنوبية، بالإضافة إلى انتشار أخبار غير دقيقة عن اعتراف أحد أنصار «حزب الله» بأنه القاتل، هذا فضلا عن استياء مناصري «حركة أمل» الشديد من عدم إصدار قيادة «حزب الله» أي بيان رسمي عن الحادث.
ورغم احتواء الإشكال كاد يقع إشكال آخر أمس، ولا سيما بعد أن تمّ تداول مقطع فيديو يردّد فيه أنصار «حركة أمل» هتافات ضدّ الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله أثناء تشييع خليل، الأمر الذي سارعت قيادة «حركة أمل» إلى إدانته في بيان رسمي، معتبرة أن هذه الهتافات «والتي تم احتواؤها فوراً هي تصرفات فردية ومدانة بكل المقاييس ولا تعبر عن عمق العلاقة والموقع الذي يحتله نصر الله في وجدان الحركة وقياداتها ومجاهديها».
وبالعودة إلى الحادث يروي بعض أهالي القرية أنّ الإشكال الذي حدث يوم الخميس الماضي وأدى إلى وفاة الشاب، سبقه إشكال آخر يوم الأربعاء إذ اعترض شبّان من «حركة أمل» على قيام تعليق شيخ وهو مسؤول في «حزب الله» كان سابقا في «حركة أمل» في قرية اللوبية رايات عاشورائية بحجة أنّ الطرفين كانا اتفقا على أن لا تعليق للرايات العاشورائية هذا العام على أن تحوّل الأموال المخصصة لذلك إلى مساعدة العائلات المحتاجة، وبعد إصرار الشيخ على تعليق الرايات هجم شبان من «أمل» عليه وضربوه فما كان منه إلا أن تقدم بشكوى إلى المخفر ضدّ من ضربه كإشكال فردي.
وفي اليوم التالي أي الخميس ذهب الشيخ مع مجموعة من «حزب الله» ليعلقوا رايات إضافية فهجم عليهم شبان من «أمل» وحصل إشكال مسلّح أودى بحياة حسين.



مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
TT

مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)

استهلت جماعة الحوثيين شهر رمضان بتنفيذ حملات تعسف ضد أفران الخبز الخيرية بالعاصمة المختطفة صنعاء، وذلك في سياق إعاقتها المتكررة للأعمال الإنسانية والخيرية الرامية للتخفيف من حدة معاناة اليمنيين بالمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وتحدثت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن بدء مشرفين حوثيين برفقة مسلحين يتبعون ما تسمى «هيئة الزكاة الحوثية» تنفيذ حملات دهم بحق مخابز خيرية تتبع مبادرات تطوعية ومؤسسات خيرية ورجال أعمال في مديريات متفرقة بصنعاء، لإرغام العاملين فيها على دفع إتاوات، أو تعرضها للإغلاق والمصادرة.

وأكدت المصادر أن الحملة المباغتة استهدفت في أول يوم من انطلاقها 14 مخبزاً خيرياً في أحياء بيت معياد وبير عبيد والجرداء والقلفان والسنينة ومذبح بمديريتي السبعين ومعين بصنعاء، وأسفرت عن إغلاق 4 مخابز منها لرفضها دفع إتاوات، بينما فرضت على البقية دفع مبالغ مالية يتم توريدها إلى حسابات ما تسمى «هيئة الزكاة».

اتساع رقعة الجوع يجبر آلاف اليمنيين للاعتماد على المبادرات الإنسانية (أ.ف.ب)

وأثار الاستهداف الحوثي موجة غضب واسعة في أوساط السكان والناشطين في صنعاء، الذين أبدوا استنكارهم الشديد لقيام الجماعة بابتزاز المخابز الخيرية، رغم أنها مُخصصة للعمل التطوعي والخيري، وإشباع جوع مئات الأسر المتعففة.

استهداف للفقراء

واشتكى عاملون في مخابز خيرية طاولها استهداف الحوثيين في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، من تكثيف حملات التعسف ضد المخابز التي يعملون فيها، وأكدوا أن الحملة التي شنتها الجماعة أجبرتهم على دفع إتاوات، بينما هددت أخرى بالإغلاق حال عدم الاستجابة لأوامرها.

واتهم العاملون الجماعة الحوثية بأنها تهدف من خلال حملات التعسف لتضييق الخناق على فاعلي الخير والمؤسسات والمبادرات التطوعية الإنسانية والخيرية بغية منعهم من تقديم أي دعم للفقراء الذين تعج بهم المدن كافة التي تحت قبضتها.

امرأة في صنعاء تبحث في برميل القمامة عن علب البلاستيك لجمعها وبيعها (الشرق الأوسط)

ويزعم الانقلابيون الحوثيون أن حملتهم تستهدف الأفران التي تقوم بتوزيع الخبز خلال رمضان للفقراء بطريقة تصفها الجماعة بـ«المخالفة»، ودون الحصول على الإذن المسبق من «هيئة الزكاة»، والمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية التابع لها، والمخول بالتحكم في المساعدات.

وبينما حذرت مصادر إغاثية من مغبة استمرار الاستهداف الحوثي للمخابز الخيرية لما له من تأثير مباشر على حياة ومعيشة مئات الأسر الفقيرة، اشتكت عائلات فقيرة في صنعاء من حرمانها من الحصول على الخبز نتيجة حملات التعسف الأخيرة بحق الأفران.

وتؤكد المصادر الإغاثية أن التعسف الحوثي يستهدف الفقراء والمحتاجين في عموم مناطق سيطرة الجماعة من خلال مواصلة انتهاج سياسات الإفقار والتجويع المتعمدة، والسعي إلى اختلاق مبررات تهدف إلى حرمانهم من الحصول على أي معونات غذائية أو نقدية.

نقص الغذاء

ويتزامن هذا الاستهداف الانقلابي مع تحذيرات دولية حديثة من نقص الغذاء في اليمن حتى منتصف العام الحالي.

وفي تقرير حديث لها، نبَّهت «شبكة الإنذار المبكر من المجاعة» إلى أن ملايين اليمنيين سيعانون من عجز حقيقي في استهلاك الغذاء حتى منتصف العام الحالي على الأقل، حيث تستمرُّ الصدمات الاقتصادية الكلية، الناجمة عن الصراع المستمر في البلاد، في تقييد وصول الأسر بشدة إلى الغذاء.

يمنيات أمام بوابة أحد المطاعم في صنعاء للحصول على وجبة مجانية (الشرق الأوسط)

ولفتت الشبكة المعنية بمراقبة أوضاع الأمن الغذائي في العالم والتحذير من المجاعة إلى أن مجموعة من المناطق تحت سيطرة الحوثيين لا تزال تواجه نتائج الطوارئ، وهي «المرحلة 4» من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أي على بُعد مرحلة واحدة من المجاعة.

واعتاد الانقلابيون الحوثيون منذ سنوات أعقبت الانقلاب والحرب، على استخدام مختلف الأساليب والطرق لتضييق الخناق على الجمعيات والمبادرات المجتمعية الإنسانية والخيرية، بغية حرمان اليمنيين من الحصول على أي مساعدات قد تبقيهم على قيد الحياة.