حفتر يدعو «الصحة العالمية» إلى دعم ليبيا في مواجهة الفيروس

توصية بإلغاء المناسبات الاجتماعية مع تسارع الإصابات

المشير خليفة حفتر ومديرة مكتب منظمة الصحة العالمية في ليبيا إليزابيث هوف (القيادة العامة)
المشير خليفة حفتر ومديرة مكتب منظمة الصحة العالمية في ليبيا إليزابيث هوف (القيادة العامة)
TT

حفتر يدعو «الصحة العالمية» إلى دعم ليبيا في مواجهة الفيروس

المشير خليفة حفتر ومديرة مكتب منظمة الصحة العالمية في ليبيا إليزابيث هوف (القيادة العامة)
المشير خليفة حفتر ومديرة مكتب منظمة الصحة العالمية في ليبيا إليزابيث هوف (القيادة العامة)

وسط توغل فيروس «كوفيد- 19» في ليبيا، دعا المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني»، منظمة الصحة العالمية لدعم بلاده بأجهزة تمكِّنها من مواجهة «كورونا»، بينما أعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض عن تسجيل 395 إصابة جديدة موزعة على غالبية أنحاء البلاد.
وقالت القيادة العامة للجيش، إن حفتر استقبل مديرة مكتب منظمة الصحة العالمية في ليبيا، إليزابيث هوف، في مكتبه بمقر القيادة العامة بمنطقة الرجمة مساء أول من أمس، وناقش معها عمل مكتب المنظمة في ليبيا، ودعمه القطاع الصحي في البلاد؛ خصوصاً فيما يتعلق بتوفير كل الأجهزة والمعدات اللازمة للكشف عن فيروس «كورونا»، وكذلك التدابير الاحترازية والوقائية لمكافحة الجائحة.
ورغم الجهود التي تقول المنظمة العالمية إنها تبذلها في ليبيا، فإن الوباء يستشري بمعدلات يومية ملحوظة بالنسبة لأعداد السكان، واتساع النطاق الجغرافي للمدن والبلدات؛ حيث احتلت مدينة طرابلس صدارة قائمة الإصابات أمس فقط، بـ123 إصابة من بين الـ395 حالة التي أعلن عنها المركز الوطني، ثم جاءت مدينة يفرن بغرب ليبيا، في المرتبة الثانية بـ73 إصابة، تلتها بنغازي بـ71 حالة جديدة.
ومع ارتفاع الحصيلة الإجمالية إلى 9463 إصابة، مع تعافي 1018 حالة، ووفاة 169 شخصاً، أصدرت اللجنة الطبية الرئيسية بمدينة الكفرة (ـجنوب ليبيا) خمس توصيات تستهدف الحد من تفشي الوباء، وهي إلغاء كافة المناسبات الاجتماعية بمختلف أسمائها، والالتزام بعدم توزيع الخيام والكراسي تحت أي ظرف، والتشديد على منع التنقل بين المدن إلا في الحالات القصوى، بالإضافة إلى إلزام المواطنين بارتداء الكمامات في جميع الدوائر الحكومية، وإنزال العقوبات على المخالفين، بجانب التشديد على تطبيق الحظر المفروض من قبل اللجنة الرئيسية.
وكانت سفارة الولايات المتحدة لدى ليبيا، قد قالت إن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) تدعم منظمة الهيئة الطبية الدولية، لزيادة وصول الخدمات الصحية للعائلات التي نزحت بسبب الصراع الطويل في ليبيا.
وأضافت السفارة في بيان مساء أول من أمس، أن أطباء وممرضات ومستشاري الصحة العقلية التابعين للهيئة الطبية الدولية (منظمة غير قابلة للربح) يقدمون الرعاية الطبية الأساسية والدعم النفسي والاجتماعي لمساعدة العائلات على التعامل مع الإجهاد والصدمات، حتى في أوقات جائحة «كورونا»، وذلك في المرافق الصحية التي تخدم مجتمعات النازحين.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.