وصف رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع حكم المحكمة الدولية في قضية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، بـ«(ربع حكم)؛ انطلاقاً من نظامها الضيق، وبعدما لعبت السلطة بمسرح الجريمة».
وفي مؤتمر صحافي عقده جعجع بعد اجتماع لتكتل «الجمهورية القوية»، وجّه «التحية إلى روح كل من الرائد وسام عيد ورئيس شعبة المعلومات اللواء وسام الحسن اللذين اغتيلا لأن أكثرية حيثيات الحكم الذي صدر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مبنية على عملهما»، قائلاً: «نقبل حكم المحكمة كما هو؛ لأننا أيدناها منذ البداية، إلا إن هذا الحكم هو (ربع حكم)؛ انطلاقاً من الظروف التي عملت فيها المحكمة، والسلطة لعبت بمسرح الجريمة و(طيرت) الكثير من الأدلة، ونظام المحكمة ضيق».
ولفت جعجع إلى أنه «رغم كل العوائق؛ تمكنت المحكمة من الوصول إلى هذه النتائج، وأكدت أن العملية إرهابية لأهداف سياسية، ولم يسلم أحد من المتهمين نفسه لتتمكن المحكمة من العمل بشكل مريح، وبالتالي انطلاقاً من جميع هذه الظروف الحكم هو (ربع حكم) والكلام عن عدم كفاية الدليل هو بالحقيقة عدم تمكين المحكمة من جمع الأدلة المطلوبة».
وأضاف: «لقد أسقطت المحكمة كل الفرضيات والسيناريوهات بما يتعلّق بالخلفيات السياسيّة للجريمة، فيما أكدت بالمقابل أنّ الاغتيال جاء بسبب رغبة رفيق الحريري بإخراج سوريا من لبنان، وقرار الاغتيال اتخذ بعد اجتماع البريستول الثالث الذي شارك فيه (تيار المستقبل) والذي طالب بخروج الجيش السوري من لبنان».
وذكّر أيضاً بـ«اتهام الحريري آنذاك مراراً وتكراراً بأنّه هو من لعب الدور الأساس في استصدار قرار مجلس الأمن رقم (1559) والذي يدعو أيضاً إلى حل كل الميليشيات المسلّحة خارج الدولة».
ورأى جعجع أن «حكم المحكمة وضع المسؤولية المباشرة على أحد كوادر (حزب الله)؛ سليم عياش، ولا أحداً منا مقتنع أنه فعل ذلك من رأسه، ومن هنا قال رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إن على (حزب الله) التضحية، وبعد صدور الحكم وطريقة التطرق إلى الجريمة تبين بشكل واضح أن المحكمة غير مسيسة»، مشدداً على أنه «يجب تنفيذ الحكم، والجريمة ليست عابرة، وتقع على الدولة اللبنانية مسؤولية هائلة، فإما تنفيذ حكم المحكمة، وإما دق آخر مسمار في نعش هذه الدولة».
وشدد على أنه «لا علاقة لقرار المحكمة بعودة الاغتيالات أو عدمها»، مضيفاً: «(حزب الله) يعتبر نفسه غير معني في هذه المحكمة، أما نحن فنعتبر أنفسنا معنيين جداً، وحقنا على الدولة اللبنانية، وتقع عليها ممثلة بالسلطة الإجرائية رئيس الجمهورية والحكومة مسؤولية هائلة، إما تنفيذ الحكم بالقبض على عياش وتسليمه، وإما دق آخر مسمار في نعش الدولة وترك ندوب لا أدري إذا بالإمكان معالجتها في جسد التعايش اللبناني».
أما بالنسبة لانفجار مرفأ بيروت، فقد جدد جعجع التأكيد على «عدم الثقة بالتحقيقات التي تقوم بها لجان تحقيق محليّة لسبب بسيط؛ هو أن الدولة متهمّة وعلى كل مستوياتها، فكيف لها أن تقوم هي بالتحقيق؟»، وأضاف: «من جهة أخرى؛ نحن لدينا كامل الثقة بالتحقيق الدولي، لذلك سنعمل جاهدين من أجل الوصول إليه، وسنقوم بجمع التوقيعات على عريضة من جميع المتضرّرين من هذا الانفجار تطالب بتحقيق دولي».
جعجع: قرار المحكمة الدولية «ربع حكم» والدولة مسؤولة عن تسليم عياش
جعجع: قرار المحكمة الدولية «ربع حكم» والدولة مسؤولة عن تسليم عياش
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة