عقوبات أميركية تطال مكتب الأسد وقيادات عسكرية و«البعث»

بومبيو: سنواصل الضغط حتى يتم التوصل إلى حل سياسي في سوريا

عقوبات أميركية تطال مكتب الأسد وقيادات عسكرية و«البعث»
TT

عقوبات أميركية تطال مكتب الأسد وقيادات عسكرية و«البعث»

عقوبات أميركية تطال مكتب الأسد وقيادات عسكرية و«البعث»

فرضت الولايات المتحدة جولة جديدة من العقوبات ضد النظام السوري، بموجب «قانون قيصر» الذي أقرّه الكونغرس الأميركي، ودخل حيّز التنفيذ منتصف يونيو (حزيران) الماضي، وشملت العقوبات شخصيات بارزة في الدائرة المقربة للرئيس بشار الأسد، وقيادات عسكرية متهمين بارتكاب جرائم. وفرضت عقوبات على شخصيات بارزة في مكتب الرئاسة السوري وقيادات في حزب «البعث»، شملت يسار إبراهيم مساعد الرئيس السوري الذي يُعدّ الواجهة الاقتصادية لعائلة الأسد في تنفيذ أنشطة اقتصادية لصالحها، ووُجّهت إليه اتهامات باستخدام نفوذه لعرقلة أي حل سياسي للصراع السوري، واستغلال شبكة علاقاته في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجها لإبرام صفقات فاسدة تستهدف إثراء النظام السوري، بينما يموت السوريون بسبب نقص الغذاء والدواء.
كما ضمت القائمة التي أعلنت عنها وزارة الخزانة الأميركية مستشارة الرئيس الأسد الإعلامية ومذيعة التلفزيون السابقة، لونا الشبل التي «لعبت دوراً أساسياً في ترويج رواية الأسد الكاذبة بأنه يحافظ على السيطرة على البلاد، وأن الشعب السوري يزدهر تحت قيادته». وشملت العقوبات محمد عمار الساعاتي (زوج لونا الشبل) أحد كبار مسؤولي حزب «البعث» الحاكم والعضو السابق في البرلمان السوري الذي اتهمته واشنطن بـ«القيام بدور فاعل في لجان حزب البعث لتشكيل سياسات وحشية للحكومة السورية، وقيادة منظمة سهَّلت دخول طلبة الجامعات إلى الميليشيات العسكرية الموالية للأسد، هي (كتائب البعث)».
وشملت قيادات عسكرية حالية وسابقة لدورها في عرقلة جهود وقف إطلاق النار في سوريا، شملت قائد قوات الدفاع الوطني، فادي صقر، وقائد اللواء 42 بالفرقة الرابعة، العميد غياث دلة، وقائد «فرقة الحيدرة» في «قوات العميد سهيل حسن» الملقب بـ«النمر» سامر إسماعيل (وهي قوات تدعمها إيران). وقال بيان وزارة الخارجية الأميركية إن «هؤلاء المسؤولين الكبار في الجيش السوري قاموا بقتل الأطفال بالبراميل المتفجرة، واستخدموا الأسلحة الكيماوية في استهداف مناطق سكنية، مثل الغوطة، وحطّموا العقد الاجتماعي بين المواطنين والجيش الذي أقسم على حمايتهم».
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في بيان، صباح الخميس، إن الولايات المتحدة تعلن عن ست عقوبات ضد مؤيدي نظام الأسد من العسكريين والحكوميين والمالية، تخليداً للذكري السابعة للهجوم الكيماوي الذي شنه الأسد على الغوطة، وأسفر عن مقتل أكثر من 1400 سوري. وأضاف أنه «بينما تواصل الولايات المتحدة تنفيذ أهداف قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا، نؤكد التزامنا بعدم الوقوف مكتوفي الأيدي، بينما يطيل الأسد هذا الصراع ومعاناة الشعب السوري، وسنواصل الضغط على نظام الأسد لحمله على وقف هجماته على الشعب السوري». وشدد البيان على الاستمرار في المطالبة بمحاسبة جنرالات الجيش السوري وقادة الميليشيات على انتهاكاتهم، والاستمرار في تنفيذ العقوبات الأميركية الحالية ضد العديد من القادة الحاليين والسابقين، مثل اللواء علي أيوب، والفريق علي مملوك، والعميد بشام الحسن، والفريق جميل حسن، والفريق محمد ديب زيتون، والعميد سهيل حسن، والفريق رفيق شحاتة، والفريق عبد الفتاح قدسية.
وأكد البيان على دعم واشنطن للعقوبات المفروض من قبل الاتحاد الأوروبي على الجيش السوري، التي تشمل اللواء كفاح ملحم، والعميد ناصر العلي، واللواء غسان إسماعيل، واللواء حسام لوكا، وقائد الميليشيات صقر رستم. وشدد البيان على أنه «يجب ألا يكون لهؤلاء القادة المتوحشين الذين يقودون آلة الأسد الحربية أي دور في مستقبل سوريا».
وأكد بومبيو دعم الجهود لعقد اجتماعات اللجنة الدستورية تحت رعاية الأمم المتحدة لـ«بناء مستقبل سلمي لسوريا باعتباره السبيل الوحيد لحل الصراع، من خلال وقف إطلاق النار والمضي في العملية السياسية المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن (2254)، ومواصلة الضغط على الأسد حتى يتم التوصل إلى حل سياسي للصراع».
من جانبه، قال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشن إن «المسؤولين الحكوميين السوريين الذين فرضت عليهم العقوبات الجديدة ساهموا بنشاط في تسهيل أساليب قمع نظام الأسد».
وينص «قانون قيصر» على تجميد مساعدات إعادة الإعمار، وفرض عقوبات على النظام السوري والكيانات الاقتصادية المتعاونة معه، ومعاقبة القيادات التي ارتكبت انتهاكات. وتستهدف الإدارة الأميركية إجبار النظام السوري على المضي قدماً في العملية السياسية، وإجراء محادثات سلام.
وكانت واشنطن قد فرضت جولات سابقة من العقوبات شملت الدائرة المقربة من عائلة الأسد، مثل زوجة الرئيس السوري ونجله حافظ بشار الأسد، وزهير توفيق الأسد، إضافة إلى الفرقة الأولى من القوات السورية، وفرضت عقوبات على رجال أعمال مقربين من النظام، وشركات وكيانات اقتصادية مهمة تمثل شريان الحياة المالي للنظام السوري. ووضعت واشنطن شروطاً لرفع العقوبات الأميركية أوضحها المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري بأنها تشمل توقف النظام السوري وحلفائه عن استخدام المجال الجوي لاستهدف المدنيين، وإطلاق سراح السجناء السياسيين، وعودة النازحين، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عراقيل، ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات وجرائم الحرب.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.