> لنفترض أن صديقاً لك سرد لك حكاية قال إنها وقعت معه. مثلاً، كان يقود سيارته إلى موعد ما في طريق بعيد فشاهد رجلاً جريحاً يطلب العون. توقف ونقله إلى المستشفى، لكن الشرطة تريد أن تتأكد من أنه لا علاقة له بالحادث. هذا أخره عن موعده المهم والفرصة التي توخاها من ذلك الموعد.
* لنفترض أيضاً أن الذي يروي لك الحادثة هو المُصاب نفسه وقد تعافى. أو موظف المستشفى الذي اتصل بالبوليس أو بأحد رجال الشرطة… أو حتى من الشخص الذي كان صديقك سيقابله في موعد محدد.
> ستختلف الحكاية في كل مرّة وتخرج منها حكايات. بالطبع هي مرتبطة بحقيقة أساسية هي الحدث نفسه، لكن لكل راوٍ، حتى ولو التزم الحقيقة، وجهة نظره أو زاوية رؤيته لها. هذا ما يخلق للحقيقة حقائق موازية قد تكون صحيحة أو غير صحيحة.
> في فيلم أكيرا كوروساوا «راشومون» (1950) حيث حادثة تقع في الغابة يعترض فيها شرير رجلاً وزوجته فيقتل الأول ويغتصب الزوجة. هناك رؤى مختلفة لما حدث واحدة لشخصية الشرير والثانية للمرأة المُعتدى عليها، ثم هنا قاطع أشجار شاهد ما حدث ويدلي برؤيته الخاصة ثم شخصية ابتكرها السيناريو لمحارب ساموراي.
> بعد ست سنوات قام الأميركي ستانلي كوبريك بتقديم فيلم آخر من النوع ذاته: سرقة لمكاتب سباق الخيل يتم سردها من أكثر من شخصية. ومهما بدا أن السرد في الفيلمين مهدد بالتكرار، إلا أن النتيجة تختلف باختلاف تلك الرؤى.
المشهد : رؤى
المشهد : رؤى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة