الليبيون يخوضون انتخابات بلدية رغم الحرب وقلة الإمكانات

ويليامز تثمّن جهود غات لاختيار ممثليها «بشكل ديمقراطي»

جانب من أجواء الانتخابات البلدية بمدينة غات (اللجنة الفرعية لانتخابات المجلس البلدي غات)
جانب من أجواء الانتخابات البلدية بمدينة غات (اللجنة الفرعية لانتخابات المجلس البلدي غات)
TT

الليبيون يخوضون انتخابات بلدية رغم الحرب وقلة الإمكانات

جانب من أجواء الانتخابات البلدية بمدينة غات (اللجنة الفرعية لانتخابات المجلس البلدي غات)
جانب من أجواء الانتخابات البلدية بمدينة غات (اللجنة الفرعية لانتخابات المجلس البلدي غات)

قطعت ليبيا شوطاً مهما نحو استكمال انتخابات المجالس البلدية، بعدما تمكنت مدينة غات (جنوب غربي)، أمس، من خوض التجربة بنجاح، حيث بلغت نسبة التصويت 54 في المائة، في وقت ثمنت فيه البعثة الأممية للدعم في ليبيا «عزم وتصميم مواطني المدينة على ممارسة حقوقهم الديمقراطية» في أول انتخابات محلية تجرى بالبلاد خلال العام الحالي.
وغات الواقعة قرب الحدود الجزائرية، عانت من أزمات عدة، بداية من السيول التي ضربتها العام الماضي، وصولاً إلى وباء فيروس «كورونا»، ولذلك نظمت أجواء احتفالية مساء أول من أمس، احتفاء بإنجاز هذه الخطوة.
وقالت اللجنة المركزية لانتخابات المجالس البلدية، أمس، إنها بدأت في فرز الأصوات بعد إغلاق 34 مقاراً للاقتراع، موزعة على عشرة مراكز انتخابية في غات ومحلة العوينات وتهالا والبركت.
وفي نهاية مارس (آذار) من العام الماضي، أجريت انتخابات محلية في تسع بلديات غرب البلاد، في تجربة لم تستكمل بباقي البلديات بسبب الحرب على طرابلس، التي اندلعت في الرابع من أبريل (نيسان) العام الماضي. علما بأنه يوجد في ليبيا قرابة 70 مجلساً بلدياً من أصل 99 مجلساً، لا تزال تحاول عقد انتخاباتها، في ظل نقص التمويل من حكومة «الوفاق»، التي تدعمها الأمم المتحدة، وعدة عراقيل أمنية.
وأوضح اللجنة المركزية لانتخابات المجالس البلدية أمس، أن عدد الناخبين المسجلين بالسجلات في غات قارب 11 ألف مواطن، فيما وصلت نسبة المشاركة بالانتخابات بالمدينة وضواحيها 54 في المائة، مشيرة إلى أن نسبة المقترعين من الرجال المسجلين بلغت 56 في المائة، أما النساء المشاركات فقد بلغت نسبتهن 51 في المائة، بينما بلغ عدد المقترعين من ذوي الاحتياجات الخاصة 47 شخصاً.
ولوحظ توافد مواطنين من كبار السن على مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، وهو ما دفع اللجنة المركزية لنشر هاشتاغ بعنوان «لأجل_ غات_ انتخبت_ الأمهات». وأشارت اللجنة المركزية إلى أن الإعلان عن النتائج سيكون عن طريقها فقط بعد الانتهاء من عملية الفحص والتدقيق لاستمارات النتائج المرسلة إليها.
وتنافس في انتخابات المجلس البلدي في غات ست قوائم انتخابية على الفئة العامة، وست مرشحات على مقعد المرأة، إضافة إلى تسعة مرشحين على مقعد ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو ما جعل البعثة الأممية لدى ليبيا تشيد بعزم وتصميم مواطني مدينة غات على ممارسة حقوقهم الديمقراطية، بالمشاركة في الانتخابات البلدية للمدينة.
وفي هذا السياق، ثمنت ستيفاني ويليامز، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة، «التزام مواطني المدينة وانتخابهم ممثليهم في المجلس البلدي بشكل ديمقراطي»، وقالت إنهم «تحدوا الصعوبات العديدة التي تواجه مدينتهم وبلادهم في هذه الأوقات العصيبة»، مضيفة: «لذلك أثني على الجهود المضنية التي بذلتها اللجنة المركزية لانتخابات المجالس البلدية لإجراء هذه الانتخابات الأولى، لا سيما تطبيقها جميع التدابير الاحترازية الضرورية لحماية النّاخبين، وفرق عمل مراكز الاقتراع والجهات الأخرى المعنية بالانتخابات».
كما جددت البعثة الأممية دعمها القوي للشعب الليبي في إجراء الانتخابات البلدية، وتعزيز الحوكمة المحلية، ودعمها القوي للجنة المركزية لانتخابات المجالس البلدية «لدورها الحيوي في ضمان إجراء الانتخابات البلدية بطريقة ديمقراطية، ومن خلال عملية شاملة وذات مصداقية».
وتسببت قلة الإمكانيات المالية والأجواء المتوترة بسبب الحرب في غرب ليبيا، فضلاً عن تفشي وباء «كورونا» في تأجيل الانتخابات، وينتظر أن تتم الانتخابات البلدية في مدينة مصراتة (غرب) مطلع الشهر المقبل، في ظل بدء الحملات الدعائية التي عكست تنافساً قوياً بين المرشحين، وفقاً للطيب أميمة، رئيس اللجنة الفرعية لانتخاب بلدية مصراتة، الذي قال في تصريحات صحافية إن الانتخابات ستعقد في الثالث من سبتمبر (أيلول) المقبل.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.