اليونان وقبرص تطالبان الاتحاد الأوروبي بموقف حازم تجاه «العدوان التركي»

بعد إرسال أنقرة سفناً حربية إلى مياه متنازع عليها

وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس مع نظيره القبرصي نيكوس كريستودوليدس (رويترز)
وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس مع نظيره القبرصي نيكوس كريستودوليدس (رويترز)
TT

اليونان وقبرص تطالبان الاتحاد الأوروبي بموقف حازم تجاه «العدوان التركي»

وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس مع نظيره القبرصي نيكوس كريستودوليدس (رويترز)
وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس مع نظيره القبرصي نيكوس كريستودوليدس (رويترز)

حضّت قبرص واليونان، اليوم (الثلاثاء)، الاتحاد الأوروبي على اتخاذ موقف أكثر حزماً إزاء أنشطة تركيا المثيرة للتوترات في شرق البحر المتوسط. وأجرى وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس زيارة غير مقررة لنيقوسيا لتنسيق سياسات الحليفين العضوين في الاتحاد الأوروبي، وسط أزمة نجمت عن إرسال تركيا سفناً حربية إلى مياه متنازع عليها.
والتقى ديندياس نظيره القبرصي، نيكوس كريستودوليدس، والرئيس نيكوس أناستاسيادس. وتسعى نيقوسيا وأثينا إلى موقف أكثر صرامة لبروكسل، وتقولان إن تركيا انتهكت سيادتهما وسيادة الاتحاد الأوروبي، بحسب ما نقلته الوكالة الفرنسية للأنباء.
وقال ديندياس، في مؤتمر صحافي، إن «تصعيد العدوان التركي» موجه إلى الاتحاد الأوروبي. وأضاف بعد لقاء نظيره القبرصي إن «الاستفزازات التركية تظهر ازدراءً بالمواقف الواضحة للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة... ازدراء بالقيم الأوروبية والقانون الدولي... وتمثل عسكرة غير مقبولة».
واتهم تركيا بممارسة «دور مزعزع» في المنطقة. وقال كريستودوليدس، من جهته: «منذ وقت طويل أشارت قبرص واليونان إلى أن استرضاء السيد إردوغان سيؤدي إلى تصعيد غير مسبوق في سلوك تركيا غير المسؤول»، في إشارة إلى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان. وتصاعد التوتر الأسبوع الماضي عندما أرسلت أنقرة سفينة مسح، هي «عروج ريس»، ترافقها سفن حربية، إلى المياه قبالة جزيرة كاستيلوريزو اليونانية.
ونشرت اليونان أيضاً سفناً حربية لمراقبة القطع البحرية التركية. وتوترت الأجواء منذ توقيع اليونان ومصر اتفاقاً في 6 أغسطس (آب) لإقامة منطقة اقتصادية حصرية في شرق المتوسط.
وكان وزير الخارجية التركي قد أعلن أن بلاده ستكثف عمليات استكشاف موارد الطاقة، ولن «تساوم» عن حقوقها. كما أرسلت أنقرة سفينة حفر إلى مياه، تعتبرها قبرص منطقة اقتصادية حصرية لها، لعمليات استكشاف الغاز المرخصة لشركات طاقة أميركية وفرنسية وإيطالية.
وفرنسا «عزّزت مؤقتاً» وجودها العسكري في شرق المتوسط دعماً لليونان وقبرص. وشوهدت فرقاطة تابعة للبحرية الفرنسية قبالة السواحل الجنوبية لقبرص، الثلاثاء. وكثيراً ما مثّلت عمليات التنقيب عن النفط والغاز مصدراً للتوتر بين اليونان وتركيا، العضوين في حلف شمال الأطلسي.
وعلّقت تركيا عملياتها قبالة جزيرة يونانية الشهر الماضي، وقالت إنها تريد معرفة تقدم المحادثات مع اليونان وألمانيا. لكن إردوغان أعلن استئناف عمليات البحث عن موارد الطاقة، متهماً اليونان بالإخلاف بالوعود.
وثار غضب تركيا إزاء اتفاق مصري يوناني، واعتبرته «لاغياً وباطلاً».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.