وفيات «كورونا» تلامس 20 ألفاً في إيران... وتحذير من موجة ثالثة

إيرانيون في سوق للفواكه والخضراوات بينما شهدت طهران قفزة جديدة لفيروس «كورونا» منذ أسبوعين (مهر)
إيرانيون في سوق للفواكه والخضراوات بينما شهدت طهران قفزة جديدة لفيروس «كورونا» منذ أسبوعين (مهر)
TT

وفيات «كورونا» تلامس 20 ألفاً في إيران... وتحذير من موجة ثالثة

إيرانيون في سوق للفواكه والخضراوات بينما شهدت طهران قفزة جديدة لفيروس «كورونا» منذ أسبوعين (مهر)
إيرانيون في سوق للفواكه والخضراوات بينما شهدت طهران قفزة جديدة لفيروس «كورونا» منذ أسبوعين (مهر)

لامست وفيات «كورونا» في إيران 20 ألفاً، فيما قال نائب لوزير الصحة الإيراني إن بلاده دخلت مساراً تنازلياً للإصابات والوفيات، بعد تخطي أسابيع «صعبة للغاية»، وحذر مسؤول أزمة «كورونا» في طهران من تفشي موجة ثالثة في بداية الخريف.
وأفادت المتحدثة باسم وزارة الصحة، سيما سادات لاري، في مؤتمرها الصحافي اليومي، أمس، بأن 2385 شخصاً جرى تشخيص إصابتهم بفيروس «كورونا» المستجد، خلال 24 ساعة، ما رفع العدد الإجمالي للمصابين إلى 347 ألفاً و835 شخصاً، فيما أكدت نقل 1066 شخصاً إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
وأبلغت وزارة الصحة الإيرانية عن ارتفاع حصيلة الوفيات إلى 19 ألفاً و972 شخصاً، بواقع 168 حالة إضافية، فيما تتعامل الكوادر الطبية مع 3882 حالة حرجة في غرف العناية المركزة.
وهؤلاء من أصل مليونين و914 ألف حالة فحص تشخيص معلنة من قبل وزارة الصحة، التي تشير بياناتها إلى شفاء 300 ألف و881 شخصاً، خلال 7 أشهر من تفشي الفيروس الفتاك.
ولم يطرأ أي تغيير على التوزيع الجغرافي للمناطق الأكثر تأثراً بالفيروس. وبقيت العاصمة طهران في صدارة 15 محافظة مصنفة في «الوضع الأحمر»؛ فيما أبقت السلطات «حالة الإنذار» في 11 محافظة.
ورجح نائب وزير الصحة، علي رضا رئيسي، أن تستمر قيود أعادت فرضها السلطات منذ 3 أسابيع في طهران، لشهر آخر، موضحاً في الوقت ذاته أن بلاده بدأت مساراً تنازلياً مع زيادة نسبة التزام المعايير الصحية.
وقال رئيسي للصحافيين: «نلاحظ تحسناً يومياً في التزام البروتوكولات الصحية، ونسبة استخدام الكمامات مقبولة، لكننا نتوقع أن تزداد»، مطالباً الإيرانيين بالحذر لدى استخدام وسائل النقل العام. وأضاف: «تخطينا أسابيع صعبة للغاية، لقد قفز مسار المرض في البلاد وارتفعت نسبة الإصابات وعدد المرضي في المستشفيات والوفيات».
في السياق نفسه، أعرب رئيس «لجنة مكافحة (كورونا)» في طهران، علي رضا زالي، عن مخاوف من تفشي موجة ثالثة في فصل الخريف.
وطلب زالي استمرار بعض القيود في الخريف، خصوصاً تقييد حضور الطلاب في المدراس، باعتبار «بداية الأنشطة التعليمية وزيادة استخدام المواصلات من أهم المعايير المؤثرة في تفشي الفيروس»، حسبما نقلت وكالة «ايسنا» الحكومية.
واستند المسؤول الإيراني إلى دراسات عالمية، في تحذيره بشأن الأوضاع في الشهور المقبلة، وقال: «خريف هذا العام سيكون أصعب خريف في العصر الحالي، وهذا لا يخص بلدنا فقط، لأن تزامن (كورونا) مع الأمراض الموسمية، وميل الناس إلى الوجود في الأماكن المغلقة، وظهور أعراض مثل حساسية الجهاز التنفسي، وموجة جديدة من الإنفلونزا، يثير القلق».
وقال زالي إن طهران تواجه مشكلات في العمل بمعايير ضبط فيروس «كورونا» نتيجة المساكن المؤقتة والسكن غير الرسمي، في إشارة ضمنية إلى انتشار ظاهرة «سكان الصفيح» في ضواحي العاصمة الإيرانية. وصرح زالي بأن تنامي الظاهرة يبرز تفاقم «الظروف الاقتصادية والصحية واستهلاك البنى التحتية»، لافتاً إلى أن تفشي جائحة «كورونا» «أثبت ذلك أكثر من أي وقت مضى».
وأشار زالي إلى تدفق أكثر من 400 ألف سيارة يومياً من محافظة البرز الواقعة في ضاحية شمال طهران. وأضاف أن 27 في المائة من انتقال الفيروس يعود إلى وسائل النقل العامة.
ويستخدم 72 في المائة من أهالي طهران كمامات للوقاية من فيروس «كورونا»، ووصلت نسبة العمل بالبروتوكول الصحي إلى 85 في المائة، وفقاً للمسؤول الإيراني.
كما لفت إلى مشكلة تفشي الفيروس بين رعايا أجانب يقيمون في إيران بشكل غير شرعي، قائلاً إن 40 في المائة من الرعايا الأجانب يسكنون طهران، و50 في المائة منهم لا يحملون رخصاً رسمية للإقامة في طهران.
ووافقت «اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا»، على توظيف 10 آلاف موظف جديد للكوادر الطبية، حسب زالي، موضحاً أن الموجة الأولى من التوظيف ستمثل 3 آلاف.
إلى ذلك، نقلت وكالة «ايسنا» الحكومية عن «اللجنة الوطنية لمكافحة (كورونا)» أن إقامة مجالس العزاء لفترة 10 أيام بمناسبة «عاشوراء» ستقتصر على الأماكن المفتوحة، مع تباعد اجتماعي لا يقل عن مترين بين الأشخاص.
وتوصي اللجنة كبار السن بعدم المشاركة، كما تطلب منع تقديم وجبات ونذور مجانية، للمشاركين في المراسم.
ودافعت الحكومة مرات عدة عن قرارها بشأن إقامة مراسم «عاشوراء»، وسط معارضة من الأوساط الطبية.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

تصريحات ميتسوتاكيس تُعيد إشعال التوتر بين أثينا وأنقرة بعد أشهر من الهدوء

إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
TT

تصريحات ميتسوتاكيس تُعيد إشعال التوتر بين أثينا وأنقرة بعد أشهر من الهدوء

إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)

أشعل رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس توتراً جديداً مع تركيا، بعد أشهر من الهدوء تخللتها اجتماعات وزيارات متبادلة على مستويات رفيعة للبناء على الأجندة الإيجابية للحوار بين البلدين الجارين.

وأطلق ميتسوتاكيس، بشكل مفاجئ، تهديداً بالتدخل العسكري ضد تركيا في ظل عدم وجود إمكانية للتوصل إلى حل بشأن قضايا المنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري.

تلويح بالحرب

نقلت وسائل إعلام تركية، السبت، عن ميتسوتاكيس قوله، خلال مؤتمر حول السياسة الخارجية عُقد في أثينا، إن «الجيش يمكن أن يتدخل مرة أخرى إذا لزم الأمر». وأضاف: «إذا لزم الأمر، فسيقوم جيشنا بتنشيط المنطقة الاقتصادية الخالصة. لقد شهدت أوقاتاً تدخّل فيها جيشنا في الماضي، وسنفعل ذلك مرة أخرى إذا لزم الأمر، لكنني آمل ألا يكون ذلك ضرورياً».

رئيس الوزراء اليوناني ميتسوتاكيس (رويترز - أرشيفية)

ولفت رئيس الوزراء اليوناني إلى أنه يدرك أن وجهات نظر تركيا بشأن «الوطن الأزرق» (سيطرة تركيا على البحار التي تطل عليها) لم تتغير، وأن اليونان تحافظ على موقفها في هذه العملية. وقال ميتسوتاكيس: «في السنوات الأخيرة، زادت تركيا من نفوذها في شرق البحر المتوسط. قضية الخلاف الوحيدة بالنسبة لنا هي الجرف القاري في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط. إنها مسألة تعيين حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة، وعلينا أن نحمي جرفنا القاري».

من ناحية أخرى، قال ميتسوتاكيس إن «هدفنا الوحيد هو إقامة دولة موحّدة في قبرص... قبرص موحّدة ذات منطقتين ومجتمعين (تركي ويوناني)، حيث لن تكون هناك جيوش احتلال (الجنود الأتراك في شمال قبرص)، ولن يكون هناك ضامنون عفا عليهم الزمن (الضمانة التركية)».

ولم يصدر عن تركيا رد على تصريحات ميتسوتاكيس حتى الآن.

خلافات مزمنة

تسود خلافات مزمنة بين البلدين الجارين العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) حول الجرف القاري، وتقسيم الموارد في شرق البحر المتوسط، فضلاً عن النزاعات حول جزر بحر إيجه.

وتسعى اليونان إلى توسيع مياهها الإقليمية إلى ما هو أبعد من 6 أميال، والوصول إلى 12 ميلاً، استناداً إلى «اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار» لعام 1982 التي ليست تركيا طرفاً فيها.

وهدّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من قبل، مراراً، بالرد العسكري على اليونان إذا لم توقف «انتهاكاتها للمياه الإقليمية التركية»، وتسليح الجزر في بحر إيجه. وأجرت تركيا عمليات تنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط في عام 2020 تسبّبت في توتر شديد مع اليونان وقبرص، واستدعت تحذيراً وعقوبات رمزية من الاتحاد الأوروبي، قبل أن تتراجع تركيا وتسحب سفينة التنقيب «أوروتش رئيس» في صيف العام ذاته.

سفن حربية تركية رافقت سفينة التنقيب «أوروتش رئيس» خلال مهمتها في شرق المتوسط في 2020 (الدفاع التركية)

وتدخل حلف «الناتو» في الأزمة، واحتضن اجتماعات لبناء الثقة بين البلدين العضوين.

أجندة إيجابية وحوار

جاءت تصريحات رئيس الوزراء اليوناني، بعد أيام قليلة من تأكيد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في كلمة له خلال مناقشة البرلمان، الثلاثاء، موازنة الوزارة لعام 2025، أن تركيا ستواصل العمل مع اليونان في ضوء الأجندة الإيجابية للحوار.

وقال فيدان إننا «نواصل مبادراتنا لحماية حقوق الأقلية التركية في تراقيا الغربية، ونحمي بحزم حقوقنا ومصالحنا في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط، ​​سواء على الأرض أو في المفاوضات».

وعُقدت جولة جديدة من اجتماعات الحوار السياسي بين تركيا واليونان، في أثينا الأسبوع الماضي، برئاسة نائب وزير الخارجية لشؤون الاتحاد الأوروبي، محمد كمال بوزاي، ونظيرته اليونانية ألكسندرا بابادوبولو.

جولة من اجتماعات الحوار السياسي التركي - اليوناني في أثينا الأسبوع الماضي (الخارجية التركية)

وذكر بيان مشترك، صدر في ختام الاجتماع، أن الجانبين ناقشا مختلف جوانب العلاقات الثنائية، وقاما بتقييم التطورات والتوقعات الحالية؛ استعداداً للدورة السادسة لمجلس التعاون رفيع المستوى، التي ستُعقد في تركيا العام المقبل.

ولفت البيان إلى مناقشة قضايا إقليمية أيضاً خلال الاجتماع في إطار العلاقات التركية - الأوروبية والتطورات الأخيرة بالمنطقة.

وجاء الاجتماع بعد زيارة قام بها فيدان إلى أثينا في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أكد البلدان خلالها الاستمرار في تعزيز الحوار حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

لا أرضية للتوافق

وقال ميتسوتاكيس، في مؤتمر صحافي عقده بعد القمة غير الرسمية للاتحاد الأوروبي في بودابست في 9 نوفمبر، إن الحفاظ على الاستقرار في العلاقات بين بلاده وتركيا سيكون في مصلحة شعبيهما.

وأشار إلى اجتماع غير رسمي عقده مع إردوغان في بودابست، مؤكداً أن هدف «التطبيع» يجب أن يكون الأساس في العلاقات بين البلدين، وتطرق كذلك إلى المحادثات بين وزيري خارجية تركيا واليونان، هاكان فيدان وجيورجوس جيرابيتريتيس، في أثنيا، قائلاً إنه جرى في أجواء إيجابية، لكنه لفت إلى عدم توفر «أرضية للتوافق بشأن القضايا الأساسية» بين البلدين.

وزير الخارجية اليوناني يصافح نظيره التركي في أثينا خلال نوفمبر الماضي (رويترز)

وسبق أن التقى إردوغان ميتسوتاكيس، في نيويورك على هامش مشاركتهما في أعمال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، وأكد أن تركيا واليونان يمكنهما اتخاذ خطوات حازمة نحو المستقبل على أساس حسن الجوار.

وزار ميتسوتاكيس تركيا، في مايو (أيار) الماضي، بعد 5 أشهر من زيارة إردوغان لأثينا في 7 ديسمبر (كانون الأول) 2023 التي شهدت عودة انعقاد مجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين، بعدما أعلن إردوغان قبلها بأشهر إلغاء المجلس، مهدداً بالتدخل العسكري ضد اليونان بسبب تسليحها جزراً في بحر إيجه.