تحذير لبناني من بيع البيوت التراثية المنكوبة

تجار يحاولون شراء الأبنية المتضررة من التفجير في بيروت (د.ب.أ)
تجار يحاولون شراء الأبنية المتضررة من التفجير في بيروت (د.ب.أ)
TT

تحذير لبناني من بيع البيوت التراثية المنكوبة

تجار يحاولون شراء الأبنية المتضررة من التفجير في بيروت (د.ب.أ)
تجار يحاولون شراء الأبنية المتضررة من التفجير في بيروت (د.ب.أ)

نبه متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس، المطران إلياس عودة، أهالي المنطقة المنكوبة بفعل انفجار مرفأ بيروت من الوقوع ضحية سماسرة العقارات واستغلال المنكوبين لشراء ممتلكاتهم، داعياً السكان إلى الصمود في منازلهم.
ويأتي التحذير في أعقاب أنباء عن عروض قدمها سماسرة العقارات لشراء المنازل الأثرية في المناطق المنكوبة بفعل التفجير في أحياء الأشرفية الأثرية بالجميزة ومار مخايل... وغيرها، وهو ما دفع بوزير المال في الحكومة المستقيلة غازي وزني في الأسبوع الماضي إلى إصدار تعميم يقضي «بمنع بيع أو رهن العقارات ذات الطابع التراثي والتاريخي منعا لاستغلال الحالة الراهنة للمناطق المنكوبة إثر تفجير مرفأ بيروت».
كما منع وزير الثقافة عباس مرتضى «إجراء أي معاملة بيع أو تصرف أو تأمين تتعلق بالعقارات المتضررة ومنع تسجيلها في الدوائر العقارية إلا بعد الانتهاء من أشغال الترميم كافة، وبعد موافقة وزارة الثقافة».
وقال عودة: «لا بد من تنبيه أبنائنا كي لا يقعوا ضحية المتمولين وسماسرة العقارات المنقضّين على أرزاق الناس، الذين يستغلون المصيبة التي حلت بهم ويستفيدون من ضيق عيشهم ليغروهم بالمال مقابل بيوتهم». وقال: «هؤلاء الأغنياء جداً قد اعتادوا القيام بهذا الأمر ويستغلون الفقراء والمنكوبين في أيام الشدة بإرسالهم شباباً ليغروا هؤلاء المصابين بالمال الوفير، لكنهم لا يعلمون أن الشر لا يخفى. هؤلاء لا ضمير يؤنبهم ولا رادع أخلاقياً يحد من جشعهم».
وطلب عودة «من جميع أبنائنا في الأشرفية وجوارها عدم الوقوع في فخهم، والصمود في منازلهم، وعدم التنازل عنها مقابل المال، وسوف نتعاون جميعا للخروج من هذه التجربة».
من جهته، أكد النائب هاكوب ترزيان أن «أي متاجرة أو محاولة لاستغلال أحزان الناس وآلامهم هما أمران مرفوضان وممنوع التداول بهما». وطالب في بيان وزيرة العدل في حكومة تصريف الأعمال ماري كلود نجم «بإصدار قرار موجه إلى جميع الكتاب العدل الأصيلين والمكلفين للامتناع نهائياً عن إجراء أي معاملة تتعلق بعقارات واقعة ضمن المناطق العقارية المنكوبة جراء جرم الغدر في انفجار مرفأ بيروت.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.