«الوطني الليبي» يفتح جبهة ضد «داعش» في الجنوب

معلومات عن زيارة وشيكة لإردوغان إلى طرابلس

عناصر من القوات الخاصة التابعة للجيش الوطني في بنغازي (أ.ف.ب)
عناصر من القوات الخاصة التابعة للجيش الوطني في بنغازي (أ.ف.ب)
TT

«الوطني الليبي» يفتح جبهة ضد «داعش» في الجنوب

عناصر من القوات الخاصة التابعة للجيش الوطني في بنغازي (أ.ف.ب)
عناصر من القوات الخاصة التابعة للجيش الوطني في بنغازي (أ.ف.ب)

وسط معلومات عن اعتزام الرئيس التركي رجب طيب إردوغان زيارة العاصمة الليبية طرابلس، فتح «الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، جبهة قتال ضد عناصر «تنظيم داعش» في جنوب البلاد، تزامناً مع تناقل وسائل إعلام محلية موالية لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج تقارير عن تحليق طائرات «درون» أميركية في مهمة غير معلومة في ليبيا.
وقالت مصادر في «حكومة الوفاق» إنها «تستعد لاستقبال إردوغان في زيارة رسمية خلال الفترة المقبلة»، لكنها امتنعت عن ذكر المزيد من التفاصيل، علماً بأن كبار مساعدي الرئيس التركي توافدوا على طرابلس في زيارات معلنة وأخرى سرية خلال الأسابيع القليلة الماضية. وكان فخر الدين ألطون رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، اعتبر في تغريدة له على «تويتر» أن وجود ضريح القائد البحري العثماني تورغوت رئيس في طرابلس، رمزا للصداقة بين شعبي البلدين.
في غضون ذلك، قالت عمليات الإعلام الحربي بالجيش الوطني إن وحداته «استهدفت ودمرت مجموعة تابعة لـ(تنظيم داعش)، بعد دخولها لإحدى المناطق بمنطقة غدوة على بعد 60 كيلومترا جنوب مدينة سبها، حيث استطاعت القوات القضاء عليهم وتدمير 3 آليات والقبض على آليتين أثناء محاولتهم الهرب».
وأكدت كتيبة خالد بن الوليد المقاتلة في «الجيش الوطني»، مقتل ثلاث عناصر تابعة للجماعات الإرهابية المتطرفة خلال عمليات عسكرية ومداهمة استهدفت وكرا لـ«تنظيم داعش» في المنطقة، وقالت الكتيبة في بيان لها مساء أول من أمس إن «هذه العملية سبقها تدقيق تحركت على أثره أرتال مدججة بالسلاح تابعة للكتيبة».
بدوره، أعلن المقدم أسامة عثمونة مدير فرع الإدارة العامة للدوريات الصحراوية بالمنطقة الجنوبية التابعة لوزارة الداخلية بالحكومة المؤقتة الموازية في شرق ليبيا أن «قوات الإدارة صدت بالتعاون مع كتيبة خالد بن الوليد بالقوات المسلحة الهجوم». ونقلت وكالة الأنباء الليبية الموالية للجيش الوطني عن عثمونة أن «ثلاثة أفراد من (تنظيم داعش) حاولوا الدخول لمنطقة غدوة في محاولة لاختطاف أحد المواطنين إلا أن قوات الجيش كانت لهم بالمرصاد».
وأوضح أن إرهابيين قُتلا بعد اشتباكات مع قوات الإدارة العامة للدوريات الصحراوية، بينما أقدم الثالث على تفجير نفسه بعد محاصرته من قبل قوات الجيش والشرطة، مشيراً إلى أن «الأسبوع الماضي شهد اختطاف رجل مسن على أيدي هؤلاء الإرهابيين الذين حاولوا مجددا تنفيذ عملية اختطاف باءت بالفشل أمام يقظة رجال الأمن واستعدادهم لصد أي هجوم إرهابي».
بدوره، أكد موقع «إيتاميل رادار» المتخصص في تتبع حركة الملاحة الجوية أن «طائرتين من دون طيار تابعتين للقوات الجوية الأميركية قامتا برحلة إلى ليبيا انطلاقا من قاعدة سيجونيلا في مهمة غير محددة».
من جهة أخرى، أعلنت «المفوضية الوطنية العليا للانتخابات» في طرابلس أن رئيسها عماد السايح، أطلع أمس سفير ألمانيا لدى ليبيا أوليفر أوفتشا على «مستوى جاهزية المفوضية لتنفيذ أي عملية انتخابية تقرها أي تسوية سياسية مرتقبة»، موضحة أن «اللقاء ناقش مدى فاعلية وكفاءة الدعم الدولي الذي تشرف على تنفيذه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا المقدم للمفوضية في مجال الخبرات الدولية وتكنولوجيا الانتخابات».
وأشاد أوفتشا في المقابل بالجهود المبذولة ومستوى استعدادات المفوضية «حيال أي اتفاق سياسي يقود إلى الانتخابات»، وأبدى استعداد بلاده لتوفير سبل الدعم لإرساء المسار الديمقراطي في ليبيا. وفي أول ظهور إعلامي له منذ نحو أسبوع، قال السراج رئيس حكومة الوفاق إنه أصدر تعليماته بحل مشاكل بلدية الزنتان خلال اجتماعه أمس في طرابلس مع عميدها مصطفى الباروني.
ميدانياً، وطبقا لما أعلنه العميد عبد الهادي دراة الناطق باسم غرفة عمليات سرت - الجفرة التابعة لحكومة الوفاق، فإن قواتها التي زعم أنها «رصدت ست رحلات من مطار اللاذقية السوري إلى مطاري الأبرق وبنينا في شرق البلاد خلال اليومين الماضيين» تنتظر نتائج العملية السياسية لتسليم مدينتي سرت والجفرة. وجدد دراة التأكيد على أن قوات الوفاق مستعدة لمواجهة أي طارئ، مهددا بأنه «إن لم يتم التسليم سيقوموا بتحرير المنطقتين وبسط سيطرتهم على كامل التراب الليبي»، على حد تعبيره.
من جهتها، قالت مؤسسة النفط الموالية لحكومة الوفاق في العاصمة طرابلس في بيان مقتضب مساء أول من أمس إن حجم الخسائر المترتبة على استمرار إغلاق المنشآت النفطية منذ 211 يوما، بلغت 8.3 مليار دولار أميركي.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».