معارك ضارية في خمس جبهات تكبد الميليشيات عشرات القتلى والجرحى

TT

معارك ضارية في خمس جبهات تكبد الميليشيات عشرات القتلى والجرحى

احتدمت معارك ضارية بين قوات الجيش اليمني المسنودة بتحالف دعم الشرعية، وميليشيات الحوثيين أمس (الخميس) في جبهات الجوف وصعدة وصرواح ونهم والبيضاء، مكبدة الجماعة الانقلابية خسائر جمة في الأرواح والعتاد، وفق ما أفادت به مصادر عسكرية يمنية.
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن مصادر عسكرية قولها، إن قوات الجيش كبدت الميليشيات في معارك الخميس خسائر بشرية ومادية فادحة، خلال المواجهات في منطقة النضود شرق مدينة الحزم بمحافظة الجوف.
وأكدت المصادر أن المواجهات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات، واستعادة عدد من العربات وكميات من الأسلحة كانت بحوزة الميليشيات.
وتزامنت هذه التطورات في هذه الجبهة، مع معارك وضربات جوية لطيران تحالف دعم الشرعية في جبهات صرواح ونهم والبيضاء وكتاف؛ حيث أفادت المصادر الرسمية بأن خسائر الجماعة الحوثية تقدر بعشرات القتلى والجرحى.
وأوضح أركان حرب اللواء الخامس في الجيش اليمني العميد سليمان النويهي، في تصريحات رسمية، أن مواجهات عنيفة اندلعت بين قوات الجيش وعناصر الحوثيين على تخوم مركز مديرية باقم شمال محافظة صعدة، عقب إحباط محاولة تسلل للجماعة أسفرت عن مصرع ثلاثة متمردين وإصابة آخرين.
وأضاف العميد النويهي أن قوات الجيش استهدفت بالمدفعية تعزيزات كانت تحمل أسلحة وعناصر للميليشيات، كانت في طريقها إلى مركز مديرية باقم.
وفي وقت تضغط فيه القوات الحكومية على الخطوط المتقدمة للجماعة الحوثية، كانت القوات قد حررت الأربعاء مواقع مهمة في محيط منطقة نجد العتق بمديرية نهم (شرق صنعاء)، بعد هجوم واسع على الميليشيات.
وذكرت المصادر الرسمية أن قوات الجيش بإسناد من مقاتلات تحالف دعم الشرعية تمكنت من تحرير مواقع مهمة في محيط منطقة نجد العتق، ووصلت إلى نهاية سلسلة جبال بحرة والمنامة الاستراتيجية المطلة على خطوط الإمداد للميليشيا المتمردة، والتي تؤدي إلى جبهات صرواح وهيلان.
وأسفرت المواجهات والغارات الجوية عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيا المتمردة، إضافة إلى تدمير عدد من عرباتها وآلياتها القتالية.
ونقل موقع الجيش اليمني على الإنترنت (سبتمبر.نت) عن قائد «اللواء 55 مشاة» العميد الركن علي الحميدي تأكيده أن «المواقع المحررة كانت الميليشيا الحوثية تستهدف منها بالصواريخ القرى والأحياء السكنية الآهلة بالسكان غرب محافظة مأرب».
وأضاف الحميدي أن «الميليشيا الحوثية في جبهة نهم تعيش انهيارات كبيرة في صفوفها، على وقع ضربات الجيش الذي يتمتع بمعنويات عالية»، بحسب تعبيره.
وفي جبهة قانية شمال محافظة البيضاء، أفادت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» بأن المعارك وضربات الطيران خلال اليومين الأخيرين كبدت الجماعة الحوثية عشرات القتلى في نقيل الرخيم وفي الشعاب وبطون الأودية المجاورة، فضلاً عن إحراق وتدمير عدد من العربات.
في غضون ذلك، أفاد الإعلام العسكري للقوات المشتركة في الساحل الغربي لمحافظة الحديدة، بأن الميليشيات صعَّدت من خروقها مستهدفة القرى السكنية ومنازل المواطنين في منطقتي الجبلية والفازة التابعتين لمديرية التحيتا جنوب الحديدة.
ونقل المركز الإعلامي لقوات «ألوية العمالقة» عن مصادر محلية قولها: «إن القرى السكنية ومزارع المواطنين في منطقتي الجبلية والفازة تعرضتا لقصف بقذائف الهاون الثقيل واستهداف بالأسلحة الرشاشة المتوسطة من قبل ميليشيات الحوثي».
وتسبب القصف - بحسب المصادر - في إثارة الرعب والخوف في أوساط المدنيين، مما ينذر بنزوحهم بعيداً عن منازلهم وقراهم، في المحافظة الساحلية التي تعيش تحت وطأة الخروق الحوثية المستمرة منذ إعلان التهدئة الأممية أواخر 2018.
وتقول الحكومة الشرعية إن الميليشيات الحوثية ليست في وارد تحقيق السلام الذي تسعى من أجله الجهود الدولية والأممية، خصوصاً مع استمرار الجماعة في حشد المجندين، وشن الهجمات على المناطق المحررة.
وبينما تتكتم الجماعة على العدد الفعلي لخسائرها على صعيد أعداد القتلى والجرحى في صفوفها، لجأت أخيراً إلى تنفيذ حملات في القرى والأرياف لمحافظات إب وذمار وحجة وريمة لاستقطاب المجندين، كما فتحت معسكرات لتجنيد «المهمشين» من ذوي البشرة السوداء، في أكثر من محافظة، تنفيذاً لأوامر زعيمها عبد الملك الحوثي.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.