الحكومة المصرية تؤكد التعامل بشفافية مع الإصابات

مطلب برلماني بقصر مدة «خطبة الجمعة» حال عودتها في المساجد

اجتماع اللجنة الوزارية المصغرة في مصر لتوثيق جهود مواجهة «كورونا» (صفحة الحكومة)
اجتماع اللجنة الوزارية المصغرة في مصر لتوثيق جهود مواجهة «كورونا» (صفحة الحكومة)
TT

الحكومة المصرية تؤكد التعامل بشفافية مع الإصابات

اجتماع اللجنة الوزارية المصغرة في مصر لتوثيق جهود مواجهة «كورونا» (صفحة الحكومة)
اجتماع اللجنة الوزارية المصغرة في مصر لتوثيق جهود مواجهة «كورونا» (صفحة الحكومة)

أكدت الحكومة المصرية «تعاملها بشفافية مع أرقام إصابات ووفيات فيروس (كورونا المستجد)، تزامناً مع انخفاض لافت في الإصابات». وقال أسامة هيكل، وزير الدولة للإعلام، أمس، إن «الدولة حرصت منذ بداية (أزمة الفيروس) أن يكون المواطن المصري شريكاً لها في إدارة الأزمة، من خلال إعلان الحقائق حول الإصابات والوفيات بشكل يومي». يأتي هذا في وقت تجددت دعوات أمس بـ«قصر مدة (خطبة الجمعة) حال عودة صلاة الجُمع بالمساجد».
وسجّلت السلطات الطبية تراجعاً في معدل الإصابات المسجلة رسمياً في البلاد، وأعلنت وزارة «الصحة المصرية» في أحدث إفادة لها، مساء أول من أمس، «تسجيل 129 حالة جديدة إيجابية للفيروس»، لافتة إلى «خروج 1013 متعافياً من المستشفيات، ليرتفع إجمالي المتعافين من الفيروس إلى 55901 حالة حتى مساء أول من أمس».
بموازاة ذلك، اجتمعت «اللجنة الوزارية المصغرة لتوثيق جهود الحكومة في مواجهة (كورونا)» أمس، وناقش وزراء معنيون «الجهود المبذولة التي تهدف إلى توثيق تعامل الدولة لمجابهة الفيروس، عبر تأسيس (وحدة ومركز الوثائق الاستراتيجية) التي يتم من خلالها رصد الجهود كافة». ولفتت هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية بمصر، إلى «إشادة عدد من المؤسسات الدولية بالجهود التي بذلتها الحكومة المصرية لمواجهة (كورونا)»، مشيرة إلى أن «الدولة قدمت أداءً جيداً في كل القطاعات والمستويات خلال هذه الأزمة غير المسبوقة على المستوى الإنساني والعالمي»، موضحة أن «الدولة كانت حريصة على الشفافية في التعامل مع الأزمة، ونقل الحقائق كاملة إلى المواطن المصري، ليكون شريكاً لها في إدارة الأزمة، وهذا ما تحقق وظهر من خلال عدة لقاءات عقدتها الحكومة لعرض مستجدات الأمور على المواطن المصري، ما عزز ثقة المواطن في إجراءات الحكومة لمواجهة الأزمة». فيما قال وزير الدولة للإعلام إن «الدولة تعاملت مع أزمة (كورونا) بمنهج يعتمد على كيفية الحفاظ على صحة المواطن والاقتصاد المصري، عبر تشكيل لجنة وزارية لإدارة الأزمة». وأكد عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن «الحكومة بذلت جهوداً غير مسبوقة للحد من أعداد إصابات ووفيات (كورونا المستجد)».
وكانت الحكومة المصرية قد سمحت بـ«استقبال الجمهور بالمقاهي والكافتيريات والمطاعم حتى الساعة 12 منتصف الليل، وزيادة نسبة الإشغال لتصل إلى 50 في المائة من الطاقة الاستيعابية، فضلاً عن السماح بإمكانية عقد المؤتمرات الرسمية والاجتماعات، بحيث يكون الحد الأقصى لعدد المشاركين 50 شخصاً فقط».
إلى ذلك، قال عمر حمروش، أمين سرّ لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب (البرلمان)، إن «ضوابط عودة (صلاة الجمعة) لا بد أن تشمل الالتزام بضوابط ارتداء الكمامة، والتزام التباعد الاجتماعي، وإحضار سجادة الصلاة الخاصة، وغيرها من الإجراءات الاحترازية التي تم أخذها خلال الفترة الماضية مع فتح المساجد»، مطالباً بـ«قصر مدة الصلاة، لأن تصبح 15 دقيقة فقط شاملة خطبة الجمعة والصلاة، على أن تتم مغادرة المصلين وغلق المسجد فور إنهاء الصلاة، وأن يفتح المسجد قبل الآذان مباشرة، حتى لا تكون هناك فرصة للجلوس بالمسجد دون الصلاة».
وسبق أن نفت وزارة الأوقاف، وهي المسؤولة عن المساجد، «تحديد وقت (خطبة الجمعة) بـ10 دقائق». وأعادت الحكومة فتح المساجد في نهاية يونيو (حزيران) الماضي، فيما لم يُسمح بـ«صلاة الجمعة». وأعلنت «الأوقاف» في وقت سابق أن «عودة صلاة الجُمع بالمساجد يعود إلى (لجنة إدارة أزمة كورونا)». وقررت «الأوقاف» أمس نقل صلاة الجمعة، اليوم (الجمعة)، من مسجد عمرو بن العاص بالقاهرة، بعدد محدود من العاملين في الوزارة، مع ضرورة الالتزام بالضوابط الاحترازية، مؤكدة أنه «حتى الآن لم يتم الإعلان عن خطة فتح المساجد أمام المصلين لأداء (صلاة الجمعة)، ويتم صلاتها في المنازل»، مشددة على «إغلاق المساجد خلال صلاة الجمعة».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».