مباحثات تركية ـ أميركية حول سرت... وتفاهمات تجارية مع «الوفاق»

TT

مباحثات تركية ـ أميركية حول سرت... وتفاهمات تجارية مع «الوفاق»

كشفت تركيا عن تحركات جديدة في ليبيا، تشمل التباحث مع الولايات المتحدة الأميركية حول التطورات في ليبيا، والتحرك الأميركي بشأن سرت، وتوسعا للعلاقات الاقتصادية والتجارية مع حكومة «الوفاق» الوطني، برئاسة فائز السراج، وذلك في إطار استعادة حضورها القوي لشركاتها على الساحة الليبية.
وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان إن نائب وزير الدفاع التركي، يونس أمره كارا عثمان أوغلو، استقبل سفيري الولايات المتحدة في ليبيا، ريتشارد نورلاند، وفي تركيا ديفيد ساترفيلد، بمقر وزارة الدفاع في أنقرة، حيث جرى تناول آخر تطورات الأوضاع في ليبيا.
ويكثف السفير الأميركي في ليبيا مساعيه لتحقيق اتفاق مع أطراف الأزمة وداعميهم، يستهدف إخراج جميع التشكيلات العسكرية من سرت والجفرة، التي أعلنتهما مصر خطا أحمر لها في ليبيا.
وقال نورلاند إنه بحث مع المسؤولين في تركيا، مساء أول من أمس، خطوات الوصول لنزع السلاح في سرت والجفرة، وتحقيق انسحاب كامل ومتبادل للقوات الأجنبية والمرتزقة. فيما قالت السفارة الأميركية في ليبيا في بيان إن الجانبين «ناقشا تمكين المؤسسة الوطنية للنفط من استئناف عملها الحيوي، وتعزيز الشفافية والإصلاحات الاقتصادية». مؤكدا الحاجة الملحة لدعم الأصوات الليبية، التي تسعى بصدق إلى إنهاء الصراع، والعودة إلى الحوار السياسي، الذي تسيره الأمم المتحدة، مع الاحترام الكامل لسيادة ليبيا وسلامتها الإقليمية.
وجاء اللقاء الأميركي - التركي، بعد لقاء السفير الأميركي في ليبيا مع رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، في القاهرة لمناقشة دعوة واشنطن إلى تنفيذ مقترح نزع السلاح في سرت والجفرة. وعقب المباحثات أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والأميركي دونالد ترمب اتصالا هاتفيا، تناولا فيه الخطوات اللازمة لتحقيق المقترح الأميركي بشأن سرت والجفرة، وتمكين المؤسسة الوطنية للنفط من استئناف عملها الحيوي.
وبعد أقل من يوم واحد على اللقاء التركي - الأميركي، أعلنت وزيرة التجارة التركية، روهصار بيكجان، توقيع بلادها تفاهمات اقتصادية وتجارية مهمة للغاية مع حكومة السراج.
وقالت بيكجان في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير التخطيط في حكومة الوفاق الليبية، الطاهر الجهيمي، في أنقرة أمس إن التفاهمات «تمهد الطريق لاستكمال المفاوضات بين الشركات التركية ونظيراتها الليبية، وتهدف لاستئناف المشاريع التركية غير المكتملة، وحل المشكلات التي واجهتها مشاريع البناء المنفذة في ليبيا». وأضافت الوزيرة التركية أن بعض مشاريع المقاولات، التي نفذتها شركات تركية في ليبيا في الماضي القريب، توقفت ولم تتمكن الشركات من تحصيل مستحقاتها، مبرزة أنهم قاموا بعمل شامل ومهم للغاية لحل مشكلات المشاريع التي تركت في الماضي، وتحقيق مشاريع واستثمارات جديدة في المستقبل.
وتابعت بيكجان موضحة أن الوثيقة الموقعة «هي بمثابة وثيقة إرشادية، تمهد الطريق لاستكمال المفاوضات بين الشركات التركية ونظيراتها الليبية للوصول إلى حل»، مضيفة: «نرى أن الوثيقة الموقعة لن تبقى عائقا أمام حل المشكلات بين الشركات التركية ونظيراتها الليبية، ولا يساورنا الشك في أن أرباب الشركات الليبية سيبدون كل أنواع الدعم، والنهج التصالحي مع الشركات التركية من أجل إجراء مفاوضات موجهة نحو النتائج».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.