رعت الولايات المتحدة، أمس، خريطة طريق تهدف إلى إطلاق علاقات بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل. وفيما انتزعت الإمارات موافقة إسرائيل على وقف خطط فرض سيادتها على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، وبالتالي المحافظة على حل الدولتين، شكّل الاتفاق نجاحاً لجهود قامت بها الدولة العبرية منذ سنوات للانفتاح على العالم العربي. ويشكّل الاتفاق أيضاً انتصاراً سياسياً كبيراً للرئيس دونالد ترمب مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وأعلن ترمب، محاطاً بكبار مساعديه في المكتب البيضاوي، أن هذه الخطوة التاريخية تحقق الأمن والاستقرار في المنطقة وهذا «أمر مذهل وخطوة في طريق التركيز على تحسين علاقات إسرائيل مع بقية العالم العربي»، معلناً أن التوقيع الرسمي على الاتفاق بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد سيتم في البيت الأبيض خلال أسابيع. واعتبر أن الاتفاق يعد ضربة كبيرة لإيران، مشيراً إلى أن أموالاً كثيرة كانت تذهب لجماعات موالية لإيران ولكن إيران تمر بفترة صعبة منذ الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي. وتابع: «وحينما أفوز بالانتخابات سأعقد اتفاقاً مع إيران خلال 30 يوماً، وسأبرم اتفاقاً سريعاً».
من جهته، قال جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي ومستشاره، إن هذا «الاتفاق التاريخي» لم يكن ليحدث لولا الاستراتيجية الجديدة التي اتبعتها إدارة الرئيس ترمب. وقال: «حققنا إنجازات تاريخية لم يستطع أحد في السابق تحقيقها».
وجاء في بيان مشترك وزعه البيت الأبيض أنه «نتيجة لهذا الاختراق الدبلوماسي وبناء على طلب الرئيس ترمب وبدعم من الإمارات العربية المتحدة، ستعلق إسرائيل إعلان السيادة» على مناطق الضفة الغربية التي تم وضع تصور لها في خطة السلام الأميركية التي كشف عنها ترمب في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وقال الشيخ محمد بن زايد أمس: «في اتصالي الهاتفي اليوم (أمس) مع الرئيس الأميركي ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، تم الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية. كما اتفقت الإمارات وإسرائيل على وضع خريطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولاً إلى علاقات ثنائية». وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية «وام» فإن من شأن هذا الإنجاز الدبلوماسي التاريخي أن يعزز من السلام في منطقة الشرق الأوسط.
وقالت مصادر دبلوماسية رافقت الخطوة الإماراتية - الإسرائيلية، لـ«الشرق الأوسط»، إنه كانت هناك نقاشات بشأن سبل مواجهة قرار الضم الإسرائيلي لأجزاء من الضفة وهو أمر كان بمثابة «سيف مصلت على حل الدولتين». وبعدما أشارت إلى مشاركة أوروبية في هذه المناقشات، قالت إنه «تبلور خيار أن العلاقات (مع إسرائيل) آتية يوماً ما وأن الأفضل توظيف هذه العلاقات من أجل إعادة إطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين»، مشددة على أن «الولايات المتحدة هي الشريك الأساسي» في هذا الأمر.
وفي هذا الإطار، قال الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية إن الإمارات ضمنت التزام إسرائيل وقف ضم الأراضي الفلسطينية، ما من شأنه أن يحافظ على حل الدولتين.
وفي تل أبيب، وصف نتنياهو، الاتفاق بأنه «تاريخي»، فيما رحب به قادة أحزاب الوسط واليسار. لكن القيادة اليمينية المتطرفة، وبينها نواب ووزراء من حزب الليكود، أبدت نظرة سلبية على الاتفاق في أحسن الأحوال. وكان أشد المنتقدين للاتفاق رئيس كتلة «يمينا» نفتالي بنيت، الذي رحب بالعلاقات مع أبوظبي لكنه قال إن نتنياهو باع المستوطنات مقابل هذا الإنجاز.
ولقي الاتفاق ترحيباً من الأمم المتحدة ودول غربية، فيما أشاد به الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وذكرت وكالة الأنباء البحرينية، من جهتها، أن البحرين رحبت بالاتفاق الذي يوقف خطط الضم الإسرائيلية ويزيد من فرص السلام. كما أثنت البحرين على الولايات المتحدة لجهودها في التوصل للاتفاق.
لكن في المقابل، قوبل الاتفاق برفض من عدة جهات فلسطينية، ومن إيران أيضاً.