نزيف لليرة والبورصة التركيتين وسط تخبط حكومي

الليرة التركية بلا منازع الأسوأ أداء عالمياً في الأسواق الناشئة (رويترز)
الليرة التركية بلا منازع الأسوأ أداء عالمياً في الأسواق الناشئة (رويترز)
TT

نزيف لليرة والبورصة التركيتين وسط تخبط حكومي

الليرة التركية بلا منازع الأسوأ أداء عالمياً في الأسواق الناشئة (رويترز)
الليرة التركية بلا منازع الأسوأ أداء عالمياً في الأسواق الناشئة (رويترز)

وسط حالة من الارتباك والتخبط الحكومي في التعامل مع الأزمة الاقتصادية، إضافة إلى التصعيد الجيوسياسي على أكثر من محور خارجياً، ما دفع إلى احتكاكات سياسية مع عدد من العواصم أحدثها باريس، ازدادت وتيرة تخارج الاستثمارات الأجنبية في الأسهم التركية خلال الأسبوع الماضي، في ظل تراجع المؤشر الرئيسي للبورصة، وتراجع سعر صرف الليرة. ووفقاً لبيانات للبنك المركزي، جمعتها وكالة «بلومبرغ» للأنباء، فقد وصل حجم تخارج التدفقات الأجنبية إلى 566.5 مليون دولار، مقابل متوسط تدفقات خارجية لـ20 يوماً تقدر بنحو 191.3 مليون دولار. وتراجع مؤشر بورصة «إسطنبول 100» بنسبة 6.6 في المائة خلال الأسبوع الماضي.
وفي شأن ذي صلة، أفادت مصادر تركية بأن البنك المركزي التركي يقدم للبنوك تمويلاً من خلال قناة يحتمل أن تكون أكثر تكلفة، وذلك في أحدث محاولة لوضع حد لتراجع سعر صرف الليرة دون رفع سعر الفائدة الرئيسي.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن المصادر التي وصفتها بأنها في مواقع صنع السياسة، أنهم بدأوا تلقي طلبات على مزاد اتفاقية إعادة شراء لأجل شهر بقيمة 20 مليار ليرة (2.7 مليار دولار) عبر ما سمُّوه «الطريقة التقليدية». كما فتح البنك مزاداً لمدة ثلاثة أشهر لمبادلة 20 طناً من الذهب بالليرة عبر الطريقة ذاتها.
وعلى عكس الطريقة الأخرى التي يحدد فيها البنك المركزي سعر الفائدة، فإن السعر سيتم تحديده من خلال عروض البنوك. ونظراً لأن المركزي أوقف استخدام اتفاقيات إعادة الشراء الخاصة به، فإن البنوك المحتاجة إلى تمويل ربما تشارك في المزاد، وكذلك ستقوم برفع تكلفة التمويل.
وعمقت الليرة خسائرها بعد الإعلان، وفقدت 0.4 في المائة أخرى من قيمتها أمام الدولار ظهر أمس، لتسجل العملة الأميركية مستوى 7.3591 ليرة للدولار. وفقدت الليرة 5 في المائة من قيمتها منذ بداية الشهر، وسجلت مستوى قياسياً منخفضاً عند 7.3650 يوم الجمعة الماضي لتتراجع بنسبة 19 في المائة مقابل الدولار الأميركي منذ بداية العام، لتكون أحد أسوأ عملات الأسواق الناشئة أداء.
ويجد «المركزي التركي» نفسه عالقاً بين ضغط السوق لرفع تكاليف الاقتراض، والدعوات المتكررة من جانب الرئيس رجب طيب إردوغان لخفضها.
وتتجه الليرة التركية صوب مستوى متدنٍ قياسي، بعدما قلل وزير المالية بيرات ألبيرق من أهمية تقلبات العملة، وأكد على قدرتها التنافسية. وتدافع الأتراك صوب شراء العملات الأجنبية في الأسابيع الماضية، ودعا محللون لإجراءات أكثر حزماً، مثل تشديد رسمي للسياسة النقدية لتحقيق استقرار في السوق ومواجهة المشكلات الاقتصادية الأعمق.



السعودية تتبنى تقنيات حديثة لاستدامة شبكات الطرق وتمكين الخدمات اللوجيستية

الرئيس التنفيذي المكلف لـ«الهيئة العامة للطرق» متحدثاً للحضور في إحدى الجلسات الحوارية (الشرق الأوسط)
الرئيس التنفيذي المكلف لـ«الهيئة العامة للطرق» متحدثاً للحضور في إحدى الجلسات الحوارية (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تتبنى تقنيات حديثة لاستدامة شبكات الطرق وتمكين الخدمات اللوجيستية

الرئيس التنفيذي المكلف لـ«الهيئة العامة للطرق» متحدثاً للحضور في إحدى الجلسات الحوارية (الشرق الأوسط)
الرئيس التنفيذي المكلف لـ«الهيئة العامة للطرق» متحدثاً للحضور في إحدى الجلسات الحوارية (الشرق الأوسط)

كشف المهندس بدر الدلامي، الرئيس التنفيذي المكلف لـ«الهيئة العامة للطرق»، عن استخدام تقنيات متطورة لإعادة تدوير طبقات الطرق في السعودية، مما ساهم في تسريع عمليات الصيانة بنسبة 40 في المائة، إلى جانب تحسين كفاءة الإنفاق وحماية البيئة.

وأشار الدلامي، خلال جلسة حوارية ضمن فعاليات اليوم الثاني من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» الذي أقيم في الرياض، إلى أن السعودية «تمتلك شبكة طرق تتجاوز نصف مليون كيلومتر طولي، مما يجعلها في المرتبة الأولى عالمياً في الترابط، والرابعة بين دول (مجموعة العشرين) في جودة الطرق».

كما أوضح أن «كود الطرق السعودي يواكب التحولات المستقبلية، ويشمل تطوير عقود الصيانة المبنية على الأداء».

ومن أبرز ما كشف عنه الدلامي «إنجاز وافتتاح المحول الشرقي بالرياض لتخفيف الازدحام المروري وتحويل حركة الشاحنات، بالإضافة إلى (الدائري الثاني) بجدة الذي ينقل الشاحنات إلى خارج المدينة، مما يدعم تدفق الخدمات اللوجيستية».

«السلامة والجودة والاستدامة» محور استراتيجيات النقل

وأكد الدلامي أن بناء شبكة طرق آمنة وعالية الجودة يشكل حجر الأساس لنظام لوجيستي ناجح.

كما أشار إلى «تطوير استراتيجية النقل والخدمات اللوجيستية لتشمل مرتكزات أساسية؛ منها (السلامة والجودة والاستدامة). ولتسهيل نقل الحمولات الكبرى، أطلقت (الهيئة) نظاماً لاستخراج تصاريح الحمولات الاستثنائية، بما يتماشى مع الطلب المتنامي في القطاع».

جانب من المعرض المصاحب لـ«مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

إنجازات رقمية وتمكين الكفاءات الوطنية

من جهته، أشار المهندس أحمد الحسن، مساعد وزير النقل والخدمات اللوجيستية، إلى أن الوزارة «تركز على تنفيذ استراتيجيات تهدف إلى ربط السعودية عالمياً وتعزيز تنافسيتها، مع اهتمام خاص بتطوير رأس المال البشري عبر تمكين الكفاءات الوطنية لدعم (رؤية 2030)».

وشهد اليوم الثاني من المؤتمر جلسات نقاشية جمعت خبراء عالميين ومختصين لبحث أفضل الممارسات لتحسين كفاءة سلاسل الإمداد.

وفي إحدى الجلسات، استعرض المهندس عبد العزيز آل سنان، الرئيس التنفيذي لشركة «بتروآب»، أهمية الشراكات القوية في تحقيق الإنجازات، مشيراً إلى أن «التحول الرقمي مكّن الشركات من تحسين الأداء وخفض التكاليف عبر استخدام السجلات الدقيقة لكل مركبة».

أما حامد العبيدي، المدير العام لشركة «يماتك»، فقد أكد أن «النجاح في صناعة اللوجيستيات يعتمد على تحديث الأنظمة وتبني التكنولوجيا الذكية».

وفي السياق ذاته، شدد عصام المرهون، رئيس الشؤون الإدارية والامتثال بشركة «ستارلينكس»، على «ضرورة تطوير المهارات العلمية للجيل الجديد المهتم باللوجيستيات، وفتح آفاق جديدة للاستثمار في تقنيات التخزين وإدارة سلسلة الإمداد».

من جانبه، أشار المهندس منصور القحطاني، مدير إدارة المستودعات الوسطى في «الشركة السعودية للكهرباء»، إلى «دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز حماية البيانات، وتمكين الشركات من التعامل بذكاء مع التهديدات المحتملة، مما يسهم في رفع كفاءة القطاع».