مؤسسات ثقافية خاصة تحافظ على الفنون التراثية لجنوب مصر

عبر معارض فنية ودورات تدريبية متنوعة

مؤسسات ثقافية خاصة تحافظ على الفنون التراثية لجنوب مصر
TT

مؤسسات ثقافية خاصة تحافظ على الفنون التراثية لجنوب مصر

مؤسسات ثقافية خاصة تحافظ على الفنون التراثية لجنوب مصر

عبر دورات وورشات تدريبية وعروض فنية متنوعة، تسعى مراكز حرفية وثقافية بجنوب مصر للحفاظ على الفنون التراثية العتيقة بالبلاد، وتطويرها بما يتناسب مع وضعها الحضاري.
وتعد مؤسسة ومتحف «سعد زغلول للفنون» الموجودة بمنطقة الوليدية التي تقع بالناحية الغربية لنهر النيل بالقرب من مدينة أسيوط (صعيد مصر)، من أهم المؤسسات الأهلية المعنية بالحفاظ على التراث، بالإضافة إلى «بيت التلي» الذي أسسه زغلول منذ ما يقرب من 26 عاما، والذي وضع في صدارة اهتماماته تعليم الأطفال فنون الرسم والموسيقى والحرف التراثية اليدوية، ويعيد زغلول، بهذه الكيانات الثلاثة، فكرة المؤسسات الفنية الخاصة التي تساهم في تطوير المجتمع والحفاظ على مقوماته الحضارية.
ويقول الفنان سعد زغلول (79 عاما) لـ«الشرق الأوسط» إنه «يؤمن بما يقوم به، وقد كان يمكنه أن يريح نفسه وينعم بما لديه من أموال، لكنه آثر أن يجعلها في خدمة الفن والإبداع، وذكر أن المؤسسة التي تحمل اسمه، ويرأس مجلس أمنائها، أخذت على عاتقها تنظيم مهرجان ثقافي وفني في شهر أبريل (نيسان) من كل عام، يلتقي خلاله وعلى مدى ثلاثة أيام نخبة من الفنانين، إذ يقيمون المعارض الفنية، ويقدمون الحفلات الموسيقية، والمسرحيات، بجانب عروض الأطفال الذين يعدون من بين أكثر الفئات التي تهتم بها المؤسسة».
وتحتفي مؤسسة «سعد زغلول» كذلك بفنون النساء، التي تعدها المؤسسة من بين الأنشطة الأساسية لها، حيث حرص زغلول خلال السنوات الماضية على دعوة فنانين من السعودية، والكويت وعمان والجزائر وتونس، خلال فعاليات مهرجان فنون التلي.
وتسعى المؤسسة إلى الدفاع عن تقاليد الحرف التراثية وأصالتها، ومن بينها نسيج التلي وأصوله القديمة، عبر «بيت التلي» الذي ساهم في نقل فنون هذه الصناعة العتيقة إلى أكثر من 500 فتاة «صعيدية»، وفق زغلول الذي لفت إلى أنه «يقدم حالياً نوعا من النسيج الفخيم، الذي اختارته الفنانة يسرا للظهور به في مهرجان الجونة السينمائي.
وبجانب مراكز الفنون التراثية يعمل «متحف سعد زغلول» على إبراز لوحات مؤسس المتحف التي رسمها على مدار أربعين عاماً، وتتوزع على ثلاثة طوابق، أما الطابق الرابع من المتحف فيضم قاعة لتعليم فن النحت، ولا يقتصر دور المتحف على العرض فقط، بل يضم معظم الآلات الموسيقية.
ويشبه الطراز المعماري للمتحف، مباني القاهرة الفاطمية بالقاهرة، والتي تتميز بشرفاتها المعلقة ومشربياتها المنمقة، أما بيت التلي فيشبه «بيوت الفلاحين»، وتم بناؤه بالطوب اللبن، ليضفي نوعا من الراحة لدى كل من يعمل بداخله.
وفي محافظة الفيوم (جنوب غربي القاهرة) تقع جمعية «أيادٍ مصرية لتنمية الحرف والصناعات اليدوية والبيئية»، والتي تهتم بتطوير الصناعات والفنون الحرفية الموجودة في نطاق المحافظة، مثل الحقائب المشغولة من خوص النخيل ويتم تبطينها من الداخل، وترويجها في السوق برسومات جذابة، نفذتها فنانات موهوبات، بجانب حرفة الرسم على جذوع الأشجار، هذا إلى جانب فن الكروشيه والخرز وتصميم الحلي، وغيرها، وفق المهندسة جاكلين ماهر كامل، سكرتير الجمعية، والتي تقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الجمعية التي تأسست عام 2017 سعت في البداية إلى توفير نول النسيج، لتعليم السيدات أصول النسيج اليدوي، وصناعة نوع من الحقائب النسائية المنسوجة يدويا بطريقة، والتي تتيح للسيدات رسم كثير من الأشكال عليها».
وتشير كامل إلى أن «الجمعية سعت لإحياء نسيج (الباتشورك)، وهو في الأصل حرفة مصرية قديمة جداً، كانت منتشرة في كل أحياء مصر الشعبية وهدفها إعادة تدوير الملابس القديمة التي توقفت العائلات عن استخدامها، ويقومون بتقطيعها فيما يشبه الشرائط، وجمعها في كرات كبيرة، لاستخدامها فيما بعد بطريقة فنية في منتج جديد قابل للاستخدام».
وتدعم الجمعية كذلك صناعة الفخار في قريتي «النزلة» و«فانوس»، والخزف اليدوي في قرية «تونس»، وقد نظموا كثيرا من الورشات لتدريب سيدات عليها في مقر الجمعية.
ووفقاً لأحدث إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن عدد الجمعيات الأهلية النشطة في مصر يزيد على 3 آلاف جمعية أهلية منتشرة في جميع أنحاء مصر.
فيما تتمركز صناعة «الألبستر» في قرية القرنة بمحافظة الأقصر التاريخية (جنوب مصر)، ويقول النحات أشرف الحاوي عضو جمعية المحافظة على التراث المصري، والذي يمتلك واحدة من أكثر الورشات التي تقوم بصناعة التماثيل اليدوية، إنه وزملاءه ما زالوا يصنعون التماثيل باستخدام الأزاميل نفسها التي كان يستخدمها الفنان المصري القديم، وهذا ما يعطي الأعمال قيمتها الفنية والإنسانية ويعطيها لمسة من روح كل فنان ومن خصوصيته، وهذا يأتي من تفاعله مع خامة الألبستر التي يعمل عليها.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.