انطلاقة هادئة لانتخابات مجلس «الشيوخ» في مصر

مقترعون أمام لجنة انتخابية لمجلس «الشيوخ» في القاهرة أمس (رويترز)
مقترعون أمام لجنة انتخابية لمجلس «الشيوخ» في القاهرة أمس (رويترز)
TT

انطلاقة هادئة لانتخابات مجلس «الشيوخ» في مصر

مقترعون أمام لجنة انتخابية لمجلس «الشيوخ» في القاهرة أمس (رويترز)
مقترعون أمام لجنة انتخابية لمجلس «الشيوخ» في القاهرة أمس (رويترز)

وسط إجراءات احترازية وهدوء انطلقت، أمس، أول أيام انتخابات مجلس «الشيوخ» داخل مصر والتي تُختتم اليوم (الأربعاء)، ويحق لنحو 63 مليون مواطن التصويت خلالها، ويتنافس فيها أكثر من 700 مرشح على مائتي مقعد.
و«مجلس الشيوخ» الذي أعادت دوره تعديلات أجريت على دستور البلاد العام الماضي مع مواد أخرى، يحظى بدور استشاري ويؤخذ رأيه في عدد من الاختصاصات التي حددتها مواد إنشائه.
وقال المستشار لاشين إبراهيم رئيس «الهيئة الوطنية للانتخابات» إن «أكثر من 14 ألف لجنة انتخابية فرعية انتظمت في العمل، في أول أيام تصويت المصريين والذي بدأ في التاسعة صباحاً بتوقيت القاهرة».
وخلال اليومين الماضيين، أدلى الناخبون المصريون المقيمون بالخارج بأصواتهم عبر إرسال بطاقات التصويت من خلال رسائل البريد. ووفق البيانات الرسمية فإن الانتخابات «تجري تحت إشراف قضائي كامل بمشاركة 18 ألف قاض (أساسي واحتياطي)، ومعاونة 120 ألف موظف، فيما تتابعها 163 مؤسسة إعلامية دولية بجانب المؤسسات المحلية، بالإضافة إلى عشرات من منظمات المجتمع المدني الدولية والمحلية، والجامعة العربية وفق بروتوكولات أبرمت مع (الهيئة الوطنية للانتخابات)».
ويتنافس في انتخابات مجلس الشيوخ - وفقاً للقائمة النهائية للمرشحين - 787 مرشحاً بنظامي الفردي والقائمة، وسيكون إجمالي عدد أعضاء «الشيوخ» 300 عضو، يتم انتخاب ثلثهم بنظام الفردي، والثلث الآخر بنظام القائمة، فيما يتم تعيين الثلث الأخير من قبل رئيس البلاد، وينص الدستور المصري على أن تكون مدة عضوية المجلس 5 سنوات.
وبدا لافتاً، أن قائمة وحيدة تخوض انتخابات «الشيوخ» منفردة، ويقودها تحالف «دعم مصر» (صاحب الأغلبية البرلمانية)، ويستحوذ حزب «مستقبل وطن» الداعم لسياسات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على النصيب الأكبر من مقاعدها، فضلاً عن أحزاب أخرى بتمثيل محدود.
ويتم الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات في موعد أقصاه 16 سبتمبر (أيلول) المقبل.
وقالت «الوطنية للانتخابات» إنها اتخذت «إجراءات وقائية خلال الاستحقاق الدستوري في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد، ومنها إلزامية ارتداء الكمامات الطبية على أطراف العملية الانتخابية، وتوفير الكمامات لجميع رؤساء اللجان الفرعية والأمناء وكذا للناخبين الذين لا يحملونها، كما وفرت قفازات يدوية لاستخدامها في حمل القلم، وكحولا لتعقيم الأيادي».
وفي إجراء نادر، أعلنت «الوطنية للانتخابات» أنه «لن يتم استخدام الحبر الفسفوري من قبل المصوتين داخل اللجان الفرعية، نظرا لعدم وجود لجان للوافدين في تلك الانتخابات، ومنعا لانتشار العدوى».
وحرص مسؤولون رسميون على تحفيز الناخبين على المشاركة في التصويت، وتقدمهم الرئيس المصري الذي أدلى بصورته في لجنته الانتخابية بمنطقة مصر الجديدة (شرق القاهرة)، وكذلك نقلت وسائل إعلام محلية صوراً لرئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، وعدد كبير من وزراء حكومته أثناء تصويتهم.
ودعا مدبولي، بحسب بيان حكومي، المصريين إلى «المشاركة الفاعلة في الاستحقاق الدستوري الجديد»، وقال إن بلاده تتمتع بـ«مناخ ديمقراطي، يضمن التعبير عن الآراء بمنتهى الحرية».
واعتبر مدبولي أن انتخاب مجلس للشيوخ سيسهم في «تمثيل كامل للمجتمع المصري بمختلف توجهاته وأطيافه، بهدف توسيع وتدعيم القاعدة الديمقراطية، ويتكامل دوره مع مجلس النواب، لإثراء الحياة السياسية في مصر».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.