20 فريقاً تشارك في «هاكاثون التسارع التقني» لمجموعة العشرين

«هاكاثون التسارع التقني» يهدف لتسليط الضوء على إمكانات التقنية في التغلب على التحديات المالية التنظيمية والإشرافية (الشرق الأوسط)
«هاكاثون التسارع التقني» يهدف لتسليط الضوء على إمكانات التقنية في التغلب على التحديات المالية التنظيمية والإشرافية (الشرق الأوسط)
TT

20 فريقاً تشارك في «هاكاثون التسارع التقني» لمجموعة العشرين

«هاكاثون التسارع التقني» يهدف لتسليط الضوء على إمكانات التقنية في التغلب على التحديات المالية التنظيمية والإشرافية (الشرق الأوسط)
«هاكاثون التسارع التقني» يهدف لتسليط الضوء على إمكانات التقنية في التغلب على التحديات المالية التنظيمية والإشرافية (الشرق الأوسط)

كشفت «مجموعة العشرين»، اليوم (الاثنين)، عن ترشيح 20 فريقاً من 35 دولة في القائمة النهائية لمسابقة «هاكاثون التسارع التقني»، بعد تلقيها 128 طلباً من أنحاء العالم على مدى الثلاثة أشهر الماضية.
وأقامت رئاسة السعودية «مجموعة العشرين» و«مركز الابتكار» التابع لـ«بنك التسويات الدولية (BISIH)» فعالية جرى خلالها رصد التقدم المحرز في مبادرة «هاكاثون التسارع التقني»، وذلك بعد مراجعة مرحلية للمسابقة التي انطلقت في أبريل (نيسان) الماضي، بهدف تسليط الضوء على إمكانات التقنية في التغلب على التحديات المالية التنظيمية والإشرافية.
وأسهمت الفعالية التي انعقدت خلال يومي 6 و7 أغسطس (آب) الحالي في إتاحة المجال للمشاركين لاستعراض حلولهم أمام لجنة من المحكمين، والحصول على ملاحظاتهم، قبل الإعلان عن النتائج النهائية في أكتوبر (تشرين الأول) 2020.
يذكر أن هذه المرحلة من التقييم تتيح للفرق المدرجة في القائمة النهائية تنقيح حلولها وذلك قبل مرحلة اختيار الفائزين، إضافة إلى إتاحة فرصة معاينة تطور حلولهم في ظل جائحة «كوفيد19» العالمية.
وشارك في الفعالية نحو 100 مشارك، منهم ممثلو «مركز الابتكار» التابع لـ«بنك التسويات الدولية» ولجنة من المحكمين مكونة من خبراء من القطاعين العام والخاص في مجال بيانات وتقنية القطاع المالي، والذين كان لدعمهم بالغ الأثر في نجاح المبادرة.
من جهة رئاسة السعودية لـ«مجموعة العشرين»، قال الدكتور فهد الدوسري، وكيل محافظ «مؤسسة النقد العربي السعودي» للأبحاث والشؤون الدولية، إن المبادرة سلطت الضوء على أهمية الحلول التقنية، منوهاً بقدرتها على تمكين الابتكار وحل المشكلات، بما في ذلك من خلال دعم آليات الاستجابة التنظيمية والإشرافية للتصدي لجائحة «كوفيد19». ولفت إلى أن «الشركات المدرجة في القائمة النهائية لديها فرصة تحسين حلولها وذلك بالتعاون مع لجنة من المحكمين البارزين».
من جهته، أفاد آندرو ماكورماك، رئيس «مركز الابتكار» التابع لـ«بنك التسويات الدولية» في سنغافورة، بأن «هذه هي المرة الأولى من نوعها التي ينطلق فيها (هاكاثون) افتراضي طويل المدى لتقديم حلول للتحديات التنظيمية والإشرافية»، مضيفاً: «من المشجع للغاية رؤية الاهتمام الكبير الذي لمسناه من المنظمين والشركات التقنية حول العالم. وكلنا أمل أن تساعد هذه الجهود في المساهمة في تطوير حلول تقنية ابتكارية وممتازة».
وعلقت جو آن بيرفوت، المؤسسة المشاركة والرئيسة التنفيذية لـ«تحالف التنظيم المبتكر» وأحد أعضاء لجنة التحكيم في المبادرة، قائلة: «من المهم تحديث اللوائح المالية حتى تلائم متطلبات العصر الرقمي، وتمكّن المنظمين من مواكبة الرقمنة السريعة في قطاع الخدمات المالية الذي يشرفون عليه»، مبينة أن «هذه المبادرة تأتي بوصفها خطوة ممتازة لتحقيق انطلاقة إنمائية من خلال جمع الابتكار العالمي الذي يقوده المنظمون في سبيل تحقيق هذه الغاية».
وإلى جانب رئاسة السعودية «مجموعة العشرين»، و«مركز بنك التسويات الدولية للابتكار»، فإن مبادرة «التسارع التقني» مدعومة أيضاً من «البنك المركزي السنغافوري»، و«مجلس الاستقرار المالي»، ومؤسسة «إيه بي آي» للصرافة والتقنية التنظيمية المسرعة للجهات التنظيمية.
وفي ظل الوضع الراهن لجائحة «كوفيد19» العالمية، تدرك «مبادرة مجموعة العشرين للتسارع التقني» أن الجهات التنظيمية المالية والإشرافية ستواصل العمل على التأكد من نشاط النظم المالية العالمية بوتيرة ثابتة وفعالة، في وقت تحتاج فيه إلى كثير من الأدوات لتحديد نقاط الضعف ومشاركة المعلومات محلياً وعبر الحدود بشكل مناسب، مع تشجيع المنافسين على ابتكار حلول من شأنها أن تدعم هذه العملية.



مصر لإعادة إحياء «القاهرة الخديوية» واستثمارها سياحياً

ميدان التحرير بعد تطويره ضمن  القاهرة الخديوية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
ميدان التحرير بعد تطويره ضمن القاهرة الخديوية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر لإعادة إحياء «القاهرة الخديوية» واستثمارها سياحياً

ميدان التحرير بعد تطويره ضمن  القاهرة الخديوية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
ميدان التحرير بعد تطويره ضمن القاهرة الخديوية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

ضمن توجه لإعادة إحياء «القاهرة الخديوية» واستثمارها سياحياً، تدرس مصر مقترحات بإنشاء كيان مستقل لإدارة المنطقة بوصفها أحد معالم السياحة الثقافية في العاصمة المصرية، بما تملكه من بنايات تراثية ذات طرز معمارية فريدة.

المقترحات التي ناقشها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري خلال اجتماع مع الوزارات والجهات المعنية، الاثنين، تهدف إلى إعداد رؤية متكاملة لإعادة إحياء «القاهرة الخديوية» التي تشهد أعمال تطوير واسعة، واستثمارها سياحياً. ووفق بيان لمجلس الوزراء، ناقش الاجتماع مقترحاً بتكليف أو إنشاء «كيان» مختص لإدارة المنطقة وتشغيلها.

وأكد مدبولي خلال الاجتماع أن «هناك اهتماماً كبيراً بإعادة إحياء منطقة القاهرة الخديوية، والاستغلال الأمثل لها، خصوصاً بعد انتقال الوزارات للعاصمة الإدارية الجديدة»، مشيراً إلى أن «تجارب الدول التي قامت بإحياء المناطق التاريخية عمدت إلى تكليف (كيان) مستقل لإدارة هذه المناطق، ولذا فهناك رؤية ومقترح بإنشاء كيان مستقل يختص بإدارة هذه المنطقة؛ وذلك بما يسهم في الاستغلال الأمثل لها، والحفاظ عليها»، وفق بيان لمجلس الوزراء.

خطط لترميم مباني القاهرة الخديوية وتطويرها (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وتقع القاهرة الخديوية في وسط العاصمة المصرية، ويُطلق عليها «وسط البلد»، وتمتد من منطقة الجزيرة وكوبري قصر النيل غرباً إلى منطقة الأزبكية وميدان العتبة شرقاً، وبلغت مساحتها في مخطط الخديو إسماعيل نحو 20 ألف فدان، واستغرق إعداد وتصميم وتنفيذ مشروع القاهرة الجديدة 5 سنوات، وفق المجلس الأعلى للثقافة.

وتتميّز القاهرة الخديوية بطرز معمارية فريدة ساهم فيها معماريون فرنسيون وإيطاليون وألمان ومصريون، فقد أنشأها الخديو إسماعيل عقب زيارته للمعرض العالمي في باريس عام 1867، وعلى نهج تطوير باريس على يد هاوسمان، قرّر الخديو الاستعانة بالمعماري الفرنسي نفسه لتخطيط القاهرة، وتعيين علي باشا مبارك وزيراً للأشغال العمومية للإشراف على تنفيذ المخطط العمراني للقاهرة على غرار باريس. وفق وزارة السياحة والآثار المصرية.

ويرى الخبير الآثاري، مفتش الآثار في وزارة السياحة والآثار المصرية الدكتور، أحمد عامر أن «إعادة إحياء القاهرة التاريخية وتطويرها يأتيان ضمن التوجه الحكومي للاهتمام بالسياحة الثقافية لتحقيق التوازن بين جميع أشكال المنتج السياحي، إذ إن السياحة الشاطئية هي الأكثر رواجاً»، وقال عامر لـ«الشرق الأوسط»: إن «إسناد إدارة وتشغيل المنطقة إلى (كيان) مختص أمر جيد سيساهم في استعادة القاهرة الخديوية لرونقها وشغلها مكانة متميزة على خريطة السياحة الثقافية العالمية بما تملكه من مقومات فريدة».

ووجه رئيس الحكومة المصرية بتشكيل مجموعة عمل لدرس المقترحات الخاصة بـ«القاهرة الخديوية»، محدداً فترة لا تتعدى شهراً واحداً للانتهاء من دراستها حتى يتسنى البدء في التنفيذ.

بنايات تراثية في القاهرة التاريخية وطرز معمارية فريدة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وخلال الاجتماع أكد وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المهندس شريف الشربيني أن «الرؤية الاستراتيجية للقاهرة الخديوية تتضمن وضع إطارٍ مؤسّسي لإدارة الأصول في المنطقة»، موضحاً أن «فكرة إنشاء (كيان) مختص لتشغيلها وإدارتها تهدف إلى تحسين بيئة الاستثمار وجذب الاستثمارات السياحية».

واقترح عامر أن يجري «استثناء القاهرة الخديوية من القرارات الحكومية الخاصة بتحديد مواعيد رسمية لإغلاق المحلات والمتاجر، وكذلك استثناؤها من تطبيق خطة ترشيد استهلاك الكهرباء التي تقضي بإطفاء إنارة الشوارع في مواعيد محدّدة»، ففي رأيه أن «السياحة الثقافية لها خصوصية، وعندما يأتي السائح إلى القاهرة الخديوية فإنه يميل إلى السّهر ليلاً، خصوصاً في فصل الصيف، والتّجول والتّسوق».

وحدّدت وزارة التنمية المحلية منذ عام 2020 مواعيد لعمل المحلات والمتاجر، حيث تبدأ فتح أبوابها شتاء في السابعة صباحاً حتى العاشرة مساء، ويُمدّد الموعد في أيام الإجازات والأعياد ويومي الخميس والجمعة حتى الحادية عشرة، بينما يسمح للمطاعم والكافيهات بالعمل حتى 12 مساء، وفي فصل الصيف يكون موعد الإغلاق الرئيس الحادية عشرة مساء، كما تُطبّق الحكومة خطة لترشيد استهلاك الكهرباء تقضي بإطفاء جزئي لإنارة الشوارع.

وتتضمن مقترحات إعادة إحياء القاهرة الخديوية وضع خطط للترويج والتسويق السياحي للمنطقة، ودراسات السوق، ومعدّلات الطّلب على مختلف أشكال المنتج السياحي، وفق بيان مجلس الوزراء.

ويرى الخبير السياحي الدكتور زين الشيخ أن تسويق المنتج السياحي في القاهرة الخديوية يحتاج إلى رؤى وخطط مختلفة، وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «مصر تمتلك تميّزاً وخصوصية في السياحة الثقافية بجميع أشكالها، من متاحف وحضارة وبنايات تراثية، لذا يجب أن تكون خطط تسويق القاهرة الخديوية غير تقليدية، مباشرة مثل المشاركة في المعارض السياحية الدولية، والدعاية في الأسواق السياحية المختلفة، وغير مباشرة، مثل استخدام القوة الناعمة، عبر الأعمال الفنية، من أفلام ومسلسلات، ودعوة المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي من دول العالم إلى الحضور لمصر».