إصابات «كورونا» حول العالم تلامس 20 مليوناً

البرازيل تسجل مائة ألف وفاة... وأوروبا تكثف الوقاية وسط موجة حر

جانب من تكريم ضحايا «كوفيد - 19» في شاطئ كوباكابانا بالبرازيل السبت (أ.ب)
جانب من تكريم ضحايا «كوفيد - 19» في شاطئ كوباكابانا بالبرازيل السبت (أ.ب)
TT

إصابات «كورونا» حول العالم تلامس 20 مليوناً

جانب من تكريم ضحايا «كوفيد - 19» في شاطئ كوباكابانا بالبرازيل السبت (أ.ب)
جانب من تكريم ضحايا «كوفيد - 19» في شاطئ كوباكابانا بالبرازيل السبت (أ.ب)

يواصل وباء «كوفيد - 19» تمدده في الأميركتين والهند وجنوب أفريقيا وبعض البؤر الأوروبية والآسيوية الجديدة، فيما تقترب حصيلة الإصابات حول العالم من عتبة 20 مليونا وتجاوزت الوفيات 730 ألفا، وفق موقع «وورلد ميتر» الإحصائي.
وتجاوزت الولايات المتحدة رسميا أمس (الأحد) سقف خمسة ملايين إصابة بفيروس كورونا المستجد منذ بدء تفشي الوباء، وفق إحصاء لجامعة جونز هوبكنز. ولا تزال أول قوة اقتصادية عالمية الأكثر تضررا بالوباء في العالم، مع إحصاء أكثر من 162 ألف وفاة على أراضيها. وتجاوزت الولايات المتحدة سقف أربعة ملايين إصابة قبل أكثر من أسبوعين، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي غياب اتفاق في الكونغرس، كشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب السبت خطة جديدة أصدرها بمرسوم رئاسي، لمساعدة ملايين الأميركيين المهددين بالطرد من بيوتهم والذين يعانون من البطالة بسبب الوباء ولتحفيز الاقتصاد المحلي. وندد المرشح الديمقراطي إلى الانتخابات الرئاسية جو بايدن بإدارة ترمب للأزمة الصحية، وقال «لم يُصب أي بلد آخر بشدة كما أصبنا». وتابع أن ترمب «لم يكن يريد أن يضطر إلى مواجهة هذا الوباء، لذا أوقف محاولاته. لم يقم بعمله».
وارتفعت الإصابات بسرعة في نهاية يونيو (حزيران) في البلاد، إذ تراوح التعداد اليومي بين 60 و70 ألف إصابة في منتصف يوليو (تموز)، فيما بدأت الإصابات تتراجع مشيرة إلى احتمال تجاوز بعض ولايات الغرب والجنوب مرحلة الذروة. برغم ذلك، شرعت المدارس في فتح أبوابها في عدة ولايات، بما في ذلك تلك التي تشهد انتشارا للوباء. وبدأت إجراءات فرض حجر صحي بعد ظهور إصابات بين تلاميذ. واتخذت الوفيات مسارا تصاعديا أيضاً، متخطيا مرارا سقف الألف وفاة منذ أسبوعين.
@@ معاناة أميركا اللاتينية
خلال الأيام السبعة الماضية، سجلت أميركا اللاتينية وفاة شخص من كل اثنين في العالم بـ«كوفيد - 19»، ليتجاوز إجمالي الوفيات في المنطقة 216 ألفا. وأصبحت البرازيل ثاني دولة تتجاوز المائة ألف وفاة جراء الفيروس بعد الولايات المتحدة. وتخطت أيضاً أكبر دولة في أميركا اللاتينية يبلغ عدد سكانها 212 مليون نسمة، عتبة رمزية أخرى هي عدد الإصابات الذي تجاوز الثلاثة ملايين. لكن الأرقام الرسمية (مائة ألف و477 وفاة وثلاثة ملايين و12 ألفا و412 إصابة مؤكدة)، لا تعكس الواقع بسبب عدم كفاية الفحوص، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. ويعتبر الخبراء أن عدد المصابين الإجمالي يمكن أن يكون أكبر بست مرات من العدد المعلن.
وسلط الوباء الضوء على التفاوتات في البرازيل، إذ إنه تفشى بشدة في الأحياء الفقيرة، وأصاب بشكل خاص الأشخاص ذوي البشرة السوداء. وعلى شاطئ كابوكابانا في ريو دي جانيرو، نظمت منظمة «ريو دي باز» غير الحكومية صباح السبت إطلاق ألف بالون أحمر تكريماً لوفيات كوفيد - 19 في البرازيل. أما التبعات الاقتصادية للوباء فكانت هائلة في كافة أرجاء القارة، مع فقدان مئات الآلاف وظائفهم خلال الأشهر الماضية.

موجة حر أوروبية تفاقم تحديات الوباء
في الوقت الذي تكافح فيه دول أوروبية لاحتواء بؤر جديدة للوباء، تضرب موجة حر شمال القارة حيث ارتفعت درجات الحرارة إلى 35 درجة مئوية. وتحاول السلطات إلزام الناس بارتداء الكمامات ومنع السكان من التجمع في الحدائق وعلى الشواطئ. وأودى الوباء بحياة أكثر من 213 ألف شخص في القارة، ويُظهر مؤشرات مقلقة لتفش جديد.
وفي بلجيكا، تم توقيف عدة أشخاص السبت خلال أعمال شغب وقعت بعد صدور أمر بإخلاء شاطئ في منتجع بلانكينبيرج البحري. وأفادت وسائل إعلام عرضت مشاهد لأشخاص يلقون المظلات باتجاه الشرطة، أن أعمال الشغب بدأتها مجموعة شبان طُلب منهم احترام التدابير الوقائية.
وفي المملكة المتحدة وهولندا وألمانيا أيضاً، تجمعت حشود على الشواطئ تجاهل معظمها التباعد الجسدي. وحذرت السلطات المحلية من أن بعض الشواطئ في شمال ألمانيا وكذلك بحيرات عدة، يجب أن تُغلق بسبب استحالة احترام المسافة الآمنة المتمثلة بمتر ونصف المتر بين الأشخاص. وكتبت شرطة برلين في تغريدة: «الحدائق والبحيرات والشواطئ وأحواض السباحة مكتظة جداً. حافظوا على هدوئكم، احترموا المسافات الآمنة وضعوا الكمامات عندما لا تتمكنوا من تجنب قرب الآخرين منكم».
وفي النمسا، تظاهر حوالي خمسة آلاف شخص السبت في فيينا للمطالبة بدعم مالي متزايد للمحال التجارية وتخفيف التدابير الصحية. ومنذ أواخر يوليو (تموز)، أصبح وضع الكمامة الذي سبق أن تم تعميمه تقريباً في كافة الأماكن العامة المغلقة، يطبق تدريجياً في الأمان المفتوحة في كافة أنحاء العالم، لمحاولة منع ارتفاع عدد الإصابات بالوباء.
وفي فرنسا، سيُصبح وضع الكمامة إلزامياً اعتباراً من اليوم الاثنين في بعض المناطق المكتظة في باريس. ومنذ 25 يوليو، فرضت بلجيكا - إحدى الدول التي تسجل أكبر عدد وفيات بالنسبة لعدد سكانها - وضع الكمامة في «كل مكان يسجل نسبة زوار عالية»، من أسواق وشوارع تجارية. كما اتخذت منطقة مدريد ورومانيا تدابير مماثلة.

النجاح النيوزيلندي
خلافا لكافة دول العالم، شهدت نيوزيلندا أمس الأحد يومها المائة على التوالي من دون تسجيل أي إصابة محلية جديدة. ولم تسجل الدولة التي تعد خمسة ملايين نسمة، وتعتبرها منظمة الصحة العالمية نموذجاً لجهة احتواء الوباء، سوى 1219 إصابة و22 وفاة في المجمل. وقد أغلقت حدودها في 19 مارس (آذار). وعاد النيوزيلنديون إلى حياتهم الطبيعية تقريباً من دون تدابير تباعد اجتماعي، ويُسمح للجمهور بحضور المباريات الرياضية والأحداث الثقافية.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».