دلالات متزايدة على تعافي كوريا الجنوبية اقتصادياً

هيئة بحثية رصدتها

دلالات متزايدة على تعافي كوريا الجنوبية اقتصادياً
TT

دلالات متزايدة على تعافي كوريا الجنوبية اقتصادياً

دلالات متزايدة على تعافي كوريا الجنوبية اقتصادياً

قالت هيئة بحثية كورية جنوبية، الأحد، إن هناك دلالات على تعافي الاقتصاد من التداعيات السلبية لتفشي فيروس «كورونا».
ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية عن «معهد التنمية الكوري» قوله: «هناك ازدياد في الدلالات على التعافي الاقتصادي، ولكن الغموض الخارجي ما زال مستمراً».
وكانت كوريا الجنوبية قد سجلت إصابات يومية بفيروس «كورونا» بلغت أكثر من 900 حالة في أواخر فبراير (شباط) الماضي، ولكن منحنى الإصابات تراجع خلال الأشهر الأخيرة. وأدى انخفاض الإصابات لتعافي الطلب المحلي.
وأشار المعهد إلى أن ازدياد أعداد حالات الإصابة بفيروس «كورونا» في أنحاء العالم، وتصاعد الخلافات بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، يمكن أن يمثلا عائقاً أمام التعافي الاقتصادي العالمي.
وكانت الصادرات الكورية الجنوبية قد تراجعت خلال شهر يوليو (تموز) الماضي بنسبة 7 في المائة لتسجل 42.8 مليار دولار، وذلك للشهر الخامس على التوالي بسبب تداعيات تفشي فيروس «كورونا»، ولكن وتيرة التراجع تباطأت بصورة كبيرة بسبب إعادة فتح الاقتصاد. وكانت الصادرات قد انخفضت بنسبة 10.9 في المائة خلال يونيو (حزيران) الماضي، وبنسبة 23.7 في المائة خلال مايو (أيار) الماضي.
من ناحية أخرى، قال «المعهد» إن 20 خبيراً اقتصادياً توقعوا انكماش الاقتصاد بنسبة 0.9 في المائة خلال عام 2020، بانخفاض بواقع 0.6 نقطة مئوية مقارنة بآخر استطلاع قام به «المعهد» في أبريل (نيسان) الماضي.
وكان الاقتصاد الكوري الجنوبي قد انكمش بنسبة 3.3 في المائة خلال الربع الثاني مقارنة بالربع الأول، فيما يعد أبطأ نمو ربعي يتم تسجيله منذ الربع الأول لعام 1998، عندما انكمش الاقتصاد بنسبة 6.8 في المائة. وتوقع «المعهد» نمو الاقتصاد بنسبة 2.8 في المائة العام المقبل.
ومن المتوقع انخفاض الصادرات بنسبة 5.8 في المائة هذا العام، بعد تراجعها بأكثر من 10 في المائة العام الماضي.
يأتي هذا بعد أن توقع «معهد هيونداي البحثي»، أوائل الشهر الماضي، انكماش اقتصاد كوريا الجنوبية هذا العام لأول مرة منذ عقد، ولكنه أشار إلى أنه ربما ينمو؛ وفقاً لمدى سرعة وفعالية تطبيق الحكومة الإجراءات المتعلقة بالإنفاق ومدى سرعة السيطرة على فيروس «كورونا».
وأضاف «معهد هيونداي البحثي»: «في ظل ازدياد سوء المؤشرات الاقتصادية وبلوغها مستويات الأزمة المالية الآسيوية، عندما انكمش اقتصاد البلاد، تعدّ احتمالية انكماش الاقتصاد هذا العام قوية للغاية».
وأوضح التقرير أن مبيعات التجزئة داخل رابع أكبر اقتصاد في آسيا ما زالت قوية نسبياً، مقارنة بالدول الأخرى، حيث إن سيول لم تطبق إجراءات إغلاق اقتصادية «قوية للغاية بحيث توقف الاستهلاك»، ولكنها اتخذت خطوات لدعم الدخل والإنفاق.
وقال المعهد: «مع ذلك، تتراجع المؤشرات الاقتصادية، مثل الإنتاج الصناعي والصادرات، لمستويات تقترب من مستويات الأزمة المالية أو أقل منها». وجاء في تقرير «المعهد»: «ربما يتأخر تعافي الإنتاج الصناعي والاستثمار بسبب الانخفاض المستدام في الصادرات عقب ظهور حالات إصابة جديدة بفيروس (كورونا) في أسواق صادرات أساسية وإعادة فرض إجراءات الإغلاق في هذه المناطق».
وقد توقع البنك المركزي الكوري انكماش الاقتصاد بنسبة 0.2 في المائة العام الحالي، في أحدث توقعاته التي أصدرها في 28 مايو الماضي. مع ذلك، قال «معهد هيونداي» إنه ما زال من المحتمل أن ينمو الاقتصاد المحلي هذا العام، مشيراً إلى أنه في حال تنفيذ خطة الإنفاق الحكومي، كما هو مقرر، فسوف تدعم النمو الاقتصادي بواقع 1.51 نقطة مئوية.
وأضاف التقرير: «من أجل تعافي الاقتصاد خلال النصف الثاني، يتعين على البلاد اتخاذ خطوات تركز على النمو الاقتصادي بجانب اتخاذ إجراءات تحفيز استباقية مع مراقبة تفشي فيروس (كورونا) وتغيير الأحوال الاقتصادية».



التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.