الإشادة الكبيرة بديفيد سيلفا تعكس الإنكار الغريب لعظمة يايا توريه

حوّل اللاعبان مانشستر سيتي إلى ناد قادر على الفوز بالبطولات لكن تذكرهما سيكون مختلفاً

كان توريه قادراً على اللعب في كل المراكز بدءاً من قلب الدفاع حتى مركز صانع الألعاب (أ.ف.ب)
كان توريه قادراً على اللعب في كل المراكز بدءاً من قلب الدفاع حتى مركز صانع الألعاب (أ.ف.ب)
TT

الإشادة الكبيرة بديفيد سيلفا تعكس الإنكار الغريب لعظمة يايا توريه

كان توريه قادراً على اللعب في كل المراكز بدءاً من قلب الدفاع حتى مركز صانع الألعاب (أ.ف.ب)
كان توريه قادراً على اللعب في كل المراكز بدءاً من قلب الدفاع حتى مركز صانع الألعاب (أ.ف.ب)

في صيف عام 2010، كان الرئيس التنفيذي لنادي مانشستر سيتي، غاري كوك، يسعى لإنهاء صفقتين من أكبر الصفقات في تاريخ النادي، وهما الإيفواري يايا توريه، والإسباني ديفيد سيلفا. لكن كانت هناك مشكلة، فرغم أن توريه كان على وشك التوقيع للنادي الإنجليزي، فإنه كان يريد أن يتأكد من تعاقد مانشستر سيتي مع سيلفا أولاً، لذلك قال لكوك: «تعاقد مع سيلفا أولاً، وأنا سآتي بعد ذلك!»، لكن الغريب في الأمر أن سيلفا هو الآخر كان يحاول ضمان انضمام توريه لمانشستر سيتي، فقال هو الآخر لكوك: «تعاقد مع توريه أولاً، وأنا سآتي بعد ذلك!».
وفي نهاية المطاف، انضم الاثنان لمانشستر سيتي، وكلنا نعرف ما قدماه بعد ذلك. وبمجرد الإعلان عن رحيل سيلفا عن مانشستر سيتي بنهاية الموسم الحالي، تلقى اللاعب الإسباني تكريماً هائلاً وإشادة كبيرة من زملائه في الفريق ومدربيه على مدى الأسابيع والأشهر الماضية. وكان الشيء الوحيد الذي ينقص ذلك هو وجود الجماهير الغفيرة على ملعب «الاتحاد» لتوديع هذا اللاعب الكبير، لكن ذلك لم يحدث بسبب غياب الجماهير عن الملاعب نتيجة تفشي فيروس كورونا.
وانهالت عبارات الثناء والمديح على النجم الإسباني، فوصف بأنه عبقري ساحر متواضع سابق لعصره. وقال غاري نيفيل، على شبكة «سكاي سبورتس»، عن سيلفا: «إنه أول لاعب من طراز عالمي يلعب لمانشستر سيتي»، في حين قال جيمي كاراغر إنه «أفضل لاعب في تاريخ مانشستر سيتي على الإطلاق». وفي أماكن أخرى، سمعنا إشادات أكبر، حيث وضعه بعضهم في الفئة نفسها مع النجم الفرنسي تيري تييري هنري، والبرتغالي كريستيانو رونالدو، والأسطورة إريك كانتونا، بصفته واحداً من أعظم اللاعبين الأجانب في تاريخ كرة القدم الإنجليزية. كما وضعه آخرون إلى جانب فرانك لامبارد وريان غيغز وستيفن جيرارد في قائمة أعظم لاعبي خط الوسط في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز.
وأود أن أؤكد هنا على أن الهدف من هذه المقالة لا يتمثل في التقليل من إمكانيات سيلفا، أو ما قدمه مع مانشستر سيتي، لكنني أود فقط أن أشير إلى أن كل النقاشات التي أشرت إليها سابقاً بشأن أفضل لاعب في تاريخ مانشستر سيتي، أو أعظم لاعب خط وسط في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، أو أفضل لاعب أجنبي في تاريخ المسابقة، لم تتطرق إلى النجم الإيفواري يايا توريه! وأود أن أشير إلى أن توريه الذي بلغ السابعة والثلاثين من عمره الآن كان عالقاً في العاصمة البريطانية لندن في أثناء فترة الإغلاق، لذلك اتصل بمسؤولي نادي ليتون أورينت الذي يلعب في دوري الدرجة الثالثة من أجل التدريب مع الفريق، للحفاظ على لياقته البدنية في أثناء التخطيط لخوض تجربته المقبلة.
وفي الأسبوع الذي رحل فيه سيلفا عن كرة القدم الإنجليزية وسط عبارات الثناء والمديح، كان من الواضح للغاية أن توريه لم يحصل على ما يستحق من الإشادة بعد المسيرة الرائعة التي قضاها في الملاعب الإنجليزية. صحيح أن هناك ملعباً في ساحة التدريب بالنادي يحمل اسم توريه، وصحيح أن هناك لوحة جدارية خالدة له في النادي، لكنك تشعر أحياناً بأنه لم يعد أحد يتذكره أو يتحدث عنه. وغالباً ما يكتفي جمهور مانشستر سيتي بوصف توريه بأنه كان يساعد الفريق على تحقيق الفوز في المباريات، أو أنه كان يملك قدرات جيدة، ولديه روح تنافسية واضحة داخل الملعب. كما أن اللاعب السابق جوليون ليسكوت قد أحدث التمييز نفسه عندما وصف سيلفا بأنه «أفضل لاعب في العصر الحديث لمانشستر سيتي»، بينما وصف توريه بأنه «أفضل لاعب».
وعندما طُلب من ميكا ريتشاردز اختيار التشكيلة المثالية لمانشستر سيتي عبر تاريخ النادي، اختار توريه محور ارتكاز، وعلل ذلك بالقول: «يمكنه بناء الهجمات من الخلف، ونقل الكرة فقط إلى كيفين دي بروين وسيلفا، ويترك لهما مهمة التحرك في الأمام». لكن هذه الإجابة تجعلنا نطرح السؤال التالي: هل كان ريتشاردز يتحدث عن توريه هنا؟ ربما انتقل توريه إلى مانشستر سيتي بصفته محور ارتكاز فعلاً، لكن يجب التأكيد على أنه يعد واحداً من أكثر اللاعبين تنوعاً وتكاملاً في تاريخ كرة القدم الإنجليزية على الإطلاق.
لقد كان توريه قادراً على اللعب في كل المراكز، بدءاً من قلب الدفاع حتى مركز صانع الألعاب، كما كان قادراً على صناعة وإحراز الأهداف، وتمرير الكرات بدقة فائقة، واستخلاصها بشراسة كبيرة، ومراوغة لاعبي الفرق المنافسة بمهارة كبيرة. وعلاوة على ذلك، كان توريه قادراً على التحكم في خط وسط الفريق بالطريقة التي كان يختارها ويفضلها، فكان يمكنه التراجع قليلاً للخلف، وبناء الهجمات بطريقة رائعة، وكان يمكنه التمركز في خط الوسط لإحكام السيطرة على مقاليد الأمور، كما كان قادراً على تنفيذ الركلات الثابتة بطريقة رائعة للغاية.
لقد كان قادراً على التحكم في وتيرة المباراة تماماً وكأنه يطوعها لإرادته، وكان يمتلك رؤية ثاقبة، فضلاً عن أنه كان واحداً من أبرز اللاعبين في تاريخ كرة القدم فيما يتعلق بلعب الكرة من لمسة واحدة وكأنه يسبق جميع اللاعبين داخل الملعب في التفكير، ويعلم تماماً ما يتعين عليه القيام به بمجرد وصول الكرة إلى قدميه.
والأكثر من ذلك، كان حب مانشستر سيتي يجري في عروق وشرايين توريه الذي بذل مجهوداً أكبر من أي لاعب آخر من أجل أن يرفع النادي إلى المكانة التي يستحقها، ونجح بالفعل في تحويل النادي إلى نادٍ قادرٍ على تحقيق الفوز بشكل متواصل. ورغم كل ذلك، لم نسمع أحد يصف اللاعب الإيفواري بأنه عبقري أو ساحر، أو يشيد بتواضعه. فما السبب وراء ذلك؟ ربما يعود السبب في ذلك بصورة جزئية إلى الطريقة التي نتذكر بها لاعبي كرة القدم بعد انتهاء مسيرتهم، حيث نميل إلى اختزال آلاف الأشياء التي قاموا بها في عبارة بسيطة أو جملة مرتبة، كأن نصفه بأنه ساحر أو لاعب محترف منضبط للغاية.
لكن من الواضح أن هناك سبباً «عنصرياً» في هذه المعاملة المختلفة: ليس فقط فيما يتعلق بالإساءة العلنية التي تعرض لها توريه في أثناء اللعب في أوكرانيا، ولكن أيضاً فيما يتعلق بالاتهامات اللاحقة له بانخفاض لياقته البدنية (اتهام عادل)، والكسل (غير عادل)، والجشع (ما هو الأجر المعقول الذي كان يجب أن يحصل عليه لاعب آتٍ من خط وسط نادي برشلونة في صيف 2010؟).
وعلاوة على ذلك، ربما عانى توريه أيضاً من التوقيت نفسه، حيث تزامن الموسم الحاسم في مسيرته الكروية (موسم 2013-2014)، تحت قيادة مانويل بيليغريني، مع أقل مستوى لمانشستر سيتي. ويمكن القول إن مستوى توريه لم يتأثر حتى بعد وفاة شقيقه إبراهيم في عام 2014. وبعد مسيرة كروية حافلة، بدأت تلك المسيرة تتراجع، اللعب لنادي أولمبياكوس اليوناني، ثم في دوري الدرجة الثانية بالصين، ثم الانتقال إلى بوتافوغو البرازيلي.
ومع ذلك، فقد حان الوقت لإعادة تقييم هذا اللاعب الرائع. إن رحيل سيلفا عن مانشستر سيتي قد قطع إحدى آخر الروابط الباقية من فريق مانشستر سيتي العظيم، بقيادة روبرتو مانشيني (لا يزال سيرجيو أغويرو يقدم مستويات رائعة). وقد تقدم الأجيال القادمة تقييماً أكثر عدلاً لهذا الفريق، حتى يدرك الجميع أنه لم يكن مجرد مجموعة من اللاعبين الذين تم شراءهم بمبالغ مالية كبيرة، أو أنه كان محظوظاً في تلك الفترة، كما نتمنى أيضاً أن ينال توريه التكريم الذي يستحقه.
ولا شك أن تصريحات المدير الفني لمانشستر سيتي الأخيرة تعطينا بعض الأمل في أن يتم هذا التكريم. فعندما تحدث عن رحيل سيلفا، وعد غوارديولا بأن مواطنه سيحظى بوداع الأساطير عندما يُسمح للجمهور بالعودة إلى الملعب، موضحاً: «حين يصبح بإمكان الناس العودة إلى ستاد الاتحاد، سنحرص على ألا يكون هناك أي مقعد شاغر في أثناء وداع هذا الأسطوري المذهل». ورأى أن لاعبين «مثله، ومثل جو هارت وفنسان كومباني ويايا توريه وبابلو زاباليتا... ارتقوا بالنادي إلى مستوى آخر؛ هم يستحقون ذلك»؛ أي الوداع الملائم، معتبراً أن «ديفيد فريد من نوعه».



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.