تركيا: تحذيرات من بدء الدراسة قبل تخفيض عدد الإصابات

مخاوف من عجز المستشفيات عن مواكبة تفشي الوباء

متسوقون في إسطنبول أمس (إ.ب.أ)
متسوقون في إسطنبول أمس (إ.ب.أ)
TT

تركيا: تحذيرات من بدء الدراسة قبل تخفيض عدد الإصابات

متسوقون في إسطنبول أمس (إ.ب.أ)
متسوقون في إسطنبول أمس (إ.ب.أ)

تتوالى التحذيرات من جانب نقابات واتحادات الأطباء والأكاديميين في تركيا من إمكانية عجز المستشفيات عن مواجهة الارتفاع في أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد مع الصعود المتزايد يوما بعد يوم بعد أسبوعين من هبوط الإصابات إلى مستوى أدنى من ألف إصابة بقليل يوميا. كما صدرت تحذيرات، أمس، عن أعضاء بالمجلس العلمي وأكاديميين متخصصين في مجال المناعة من خطورة بدء العام الدراسي في نهاية أغسطس (آب) الجاري كما هو مقرر، دون تطبيق تدابير إضافية للهبوط بالإصابات إلى الصفر، في ظل تأكيدات من مديريات الصحة في بعض الولايات بشأن امتلاء وحدات العناية المركزة في المستشفيات وعدم قدرتها على استيعاب حالات جديدة، وهو ما نفاه وزير الصحة فخر الدين كوجا. وأكد أطباء في مناطق مختلفة في تركيا أن المستشفيات تكتظ بعدد أكبر من المعلن لإصابات كورونا الذي عاود انتشاره بمعدلات تقترب من 1200 حالة يوميا عقب انتهاء عطلة عيد الأضحى.
وقال مسؤولون في نقابات الأطباء بعدد من المناطق إن وحدات العناية المركزة امتلأت، وإن غرف الطوارئ في المستشفيات المخصصة لاستقبال المصابين بكورونا تعمل بكامل طاقتها في العاصمة أنقرة ومدينة غازي عنتاب في جنوب شرقي البلاد.
وقال أطباء في أنقرة إن الحالات المسجلة في العاصمة وحدها تجاوزت 1400 حالة يوم الأربعاء، في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الصحة عن 1178 حالة على مستوى البلاد. وأكدوا أن جميع الأسرة المخصصة للمصابين بكورونا امتلأت وأنه يجري وضع المصابين على نقالات في غرف الطوارئ، كما يتم إرسال من يعانون من أعراض خفيفة لكورونا إلى العزل المنزلي. وأوقفت مستشفيات أنقرة استقبال الحالات في الأقسام الداخلية للحالات غير الاضطرارية. وقالت عائشة جول أتيش تارلا، رئيس غرفة أطباء غازي عنتاب، إن مستشفى بالمنطقة استقبل 200 حالة كورونا جديدة في يوم واحد، مع ارتفاع معدل العدوى بين العاملين بقطاع الصحة بشكل خاص.
ومن جانبه، قال الأمين العام لغرفة الأطباء، علي كاراكوك، إن قرابة 1000 شخص كانت نتيجة فحصهم إيجابية في العاصمة أنقرة يوميا، وعزا ذلك إلى التخفيف السابق لأوانه لإجراءات العزل في يونيو (حزيران) الماضي. وعبرت الحكومة التركية، التي رفعت حالة الإغلاق العام اعتبارا من أول يونيو من أجل إنعاش الاقتصاد الذي يمر بوضع صعب، تخوفها بعدما بدأت الإصابات ترتفع عن حاجز اللف إصابة يوم الثلاثاء الماضي، حيث وصف وزير الصحة تسجيل 1083 إصابة جديدة بأنه «ارتفاع حاد»، بعد عطلة استمرت 4 أيام.
وبعد أن سجلت البلاد 1178 إصابة جديدة الأربعاء، أعلن وزير الصحة التركي فخر الدين كوجا أن ما تم تداوله حول امتلاء المستشفيات في بعض الولايات بمرضى كورونا عار عن الصحة. ونفى كوجا على «تويتر»، كل ما يتردد حول امتلاء المستشفيات بمصابي كورونا، قائلا: «ما يشاع لا أساس له من الصحة... لا يوجد أي مستشفى من مستشفيات تركيا، امتلأ تماما بمصابي كورونا».
وأعلنت وزارة الصحة التركية، الأربعاء، أن عدد فحوصات الكشف عن فيروس كورونا التي أجريت منذ اكتشاف الوباء في البلاد، في مارس (آذار) الماضي، تخطت حاجر الـ5 ملايين فحص، وارتفاع حصيلة المتعافين من الفيروس، لتصل إلى 219 ألفا و506 مصابين، إثر تسجيل 1015 حالة شفاء.
وأظهرت الإحصائيات اليومية، تشخيص 1178 إصابة بالفيروس، ليرتفع الإجمالي إلى 236 ألفا و112. وتسجيل 19 وفاة لترتفع حصيلة الضحايا إلى 5 آلاف و784 وفاة.
وشدد كوجا على ضرورة التزام جميع المواطنين بالتدابير، والحيلولة دون أن تتفاقم المخاطر الناتجة عن فترة عطلة العيد.
وحذر الدكتور محمد جيهان، رئيس قسم الأمراض المعدية للأطفال بجامعة حاجة تبه في أنقرة، من إقدام الحكومة على بدء الدراسة في التاريخ المحدد بنهاية أغسطس (آب) الجاري، حال عدم اتخاذ تدابير عاجلة للهبوط بعدد الإصابات بفيروس كورونا إلى الصفر، مشيرا إلى أن تركيا لم تصل بعد إلى مرحلة إجراء 100 ألف فحص للفيروس حتى الآن.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)

دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار غير ملزم صدر بغالبية ساحقة وصوّتت ضدّه خصوصا الولايات المتحدة وإسرائيل إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة.

والقرار الذي صدر بغالبية 158 دولة مؤيدة في مقابل 9 دول صوّتت ضدّه و13 دولة امتنعت عن التصويت، يدعو إلى "وقف لإطلاق النار فوري وغير مشروط ودائم" وكذلك أيضا إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن"، وهي صيغة مشابهة لتلك التي وردت في مشروع قرار استخدمت ضدّه واشنطن في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الفيتو في مجلس الأمن الدولي.

واستخدمت الولايات المتحدة يومها حق النقض لحماية إسرائيل التي تشن منذ أكثر من سنة هجوما عسكريا في قطاع غزة ردا على هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على جنوب الدولة العبرية. وعطّل الأميركيون في حينها صدور قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق نار "فوري وغير مشروط ودائم" في غزة، مشترطين من أجل إقرار أي هدنة إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع منذ هجوم حماس.

وقبيل التصويت على النصّ، قال نائب السفيرة الأميركية في الأمم المتّحدة روبرت وود إنّه سيكون من "المخزي" تبنّي مشروع القرار لأنّه "قد يوجّه إلى حماس رسالة خطرة مفادها أنّ لا حاجة للتفاوض أو لإطلاق سراح الرهائن"، في وقت تحدّثت فيه وزارة الدفاع الإسرائيلية عن "فرصة" لإبرام اتفاق لاستعادة الرهائن.

بدوره قال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون إنّ "تصويت اليوم ليس تصويت رحمة، بل هو تصويت تواطؤ" و"خيانة" و"تخلّ" عن الرهائن المحتجزين في القطاع الفلسطيني.