قياديان صحراويان يؤكدان دعمهما المطلق للمبادرة المغربية

صورة أرشيفية للاجئة في مخيم للصحراويين في تندوف بالجزائر (رويترز)
صورة أرشيفية للاجئة في مخيم للصحراويين في تندوف بالجزائر (رويترز)
TT

قياديان صحراويان يؤكدان دعمهما المطلق للمبادرة المغربية

صورة أرشيفية للاجئة في مخيم للصحراويين في تندوف بالجزائر (رويترز)
صورة أرشيفية للاجئة في مخيم للصحراويين في تندوف بالجزائر (رويترز)

جددت شخصيتان صحراويتان مغربيتان التأكيد على انخراطهما «الكامل» ودعمهما «المطلق» للمبادرة المغربية للحكم الذاتي باعتبارها «السبيل الوحيد الواقعي والقابل للتحقيق» لإنهاء النزاع الإقليمي حول الصحراء.
وأشار رئيسا جهتي (منطقتي) العيون - الساقية الحمراء سيدي حمدي ولد الرشيد، والداخلة - وادي الذهب الخطاط ينجا، في رسالة وجهاها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى أنه «من الأهمية التأكيد على أنه باعتبارنا صحراويين منتخبين ديمقراطياً بالاقتراع العام المباشر، ومعبرين بكل قوة وفخر عن مغربيتنا، فإننا نؤكد أن أي حل لا يندرج بشكل حازم ولا رجعة فيه في إطار السيادة والوحدة الترابية للمغرب، لا يمكن قبوله».
واعتبر ولد الرشيد وينجا أن «المجموعة المسلحة (البوليساريو) ليس لها الحق ولا الشرعية لتمثيل الصحراويين كما تدعي بغير وجه حق، وإن بشكل أقل، تمثيل السكان الذين يعيشون في الصحراء المغربية»، مسجلين أن «هذه المجموعة الانفصالية المسلحة يتم انتقادها أكثر من أي وقت مضى، لا سيما داخل مخيمات تندوف (جنوب غربي الجزائر)، حيث أعلنت حركة منشقة أخيراً، وبشكل علني، أن الوقت قد حان لوضع حد لأسطورة (البوليساريو) كممثل شرعي وحيد للصحراويين».
وأشارا إلى أن مبادرتهما للتوجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة «تنبع من معرفتهما التامة بالوضعية الحقيقية السائدة في دائرتيهما الانتخابيتين»، مضيفَيْن أن هذه المعرفة «اكتسبناها من خلال ممارسة مسؤولياتنا في الميدان، والتي تقترن بشرعيتنا وتمثيليتنا التي منحنا إياها صندوق الاقتراع في ختام مسلسل انتخابي ديمقراطي وشفاف».
من جهة أخرى، ندد رئيسا جهتي العيون - الساقية الحمراء، والداخلة - وادي الذهب، بشدة، بالإساءات والانتهاكات الجسيمة والواسعة والمتواصلة لكرامة وحقوق الأشخاص المحتجزين (اللاجئين) في مخيمات تندوف منذ ما يقرب من خمسة عقود»، مشيرين إلى أن «الجزائر تخلت عن اختصاصاتها ووضعتها بين أيدي ميليشيات مسلحة، وبالتالي ترك المخيمات خارج أي إطار قانوني ومؤسساتي، من شأنه البت في الانتهاكات التي تحدث فوق تراب يقع في دائرة الاختصاص الجزائري».
وذكر ولد الرشيد وينجا أن لجنة حقوق الإنسان كانت قد شجبت، في يوليو (تموز) 2018. هذا التفويض غير القانوني الذي تهربت الجزائر بموجبه من مسؤولياتها لأكثر من أربعة عقود.
وأشارا إلى أن فريق الأمم المتحدة العامل المعني بمسألة الاحتجاز التعسفي أثبت، في قراره الصادر في 5 يونيو (حزيران) الماضي بشأن الدعوى التي رفعها أحد المعارضين لقيادة «البوليساريو»، مسؤولية الدولة الجزائرية عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف.
وسجل رئيسا جهتي العيون - الساقية الحمراء والداخلة - وادي الذهب أن مخيمات تندوف شهدت في الآونة الأخيرة تصاعدا في الاحتجاجات الاجتماعية وزيادة في الانتفاضات، مشيرين إلى أن هذه الاحتجاجات تم قمعها من طرف «البوليساريو» والجزائر، منددين بـ«توظيف سكان مخيمات تندوف كأداة للابتزاز السياسي»، مضيفين أنه «بالتأكيد ليس من العبث أن يواصل الاتحاد الأوروبي تتبعه عن كثب لاختلاس المساعدات». وقال إن «الجزائر ترفض تسجيل وإحصاء سكان المخيمات، وذلك في انتهاك صارخ للمسؤولية التعاهدية للبلد المضيف، الجزائر، ومقتضيات القانون الإنساني الدولي والمطالب المتكررة والمتواصلة لمجلس الأمن منذ 2011».
وأشار ولد الرشيد وينجا إلى أن جبهة البوليساريو تستفيد من مبالغ مالية مهمة ولو من أجل صيانة أسلحة أضحت مكلفة على نحو متزايد داخل ما يفترض أن يكون مخيمات لاجئين، خالية من الأسلحة، حيث يعيش مدنيون.
ومن خلال هذه الرسالة، عبر رئيسا الجهتين عن رغبتهما في «تبديد أي غموض حول الافتراءات المشينة التي يتم ترويجها حول الوضع في الصحراء المغربية من خلال نهج بروباغندا تضليلية تحاول الأطراف الأخرى من خلالها تشويه الحقائق». وأضافا: «أردنا أن نوضح أننا، نحن الذين نوجد ونعمل على الأرض في الصحراء المغربية، نرفض أي مزايدة في هذا الموضوع. مقاربتنا هي أيضا صرخة استياء تجاه الظروف المأساوية التي يعيش فيها إخواننا وأخواتنا في تندوف. وينبغي عدم التسامح مع هذه الوضعية بعد الآن». وقال إن «الوقت قد حان لتسليط الضوء على هذه المنطقة الخارجة عن القانون، وهي مخيمات تندوف، ورفع القيود المفروضة على حق سكانها في التنقل».
وذكرا، من جهة أخرى، بأنهما شاركا كرئيسين لجهتي الصحراء المغربية وعضوي الوفد المغربي في المائدتين المستديرتين المنعقدتين في جنيف يومي 5 و6 ديسمبر (كانون الأول) 2018 ويومي 21 و22 مارس (آذار) 2019. تحت رعاية المبعوث الشخصي السابق للأمين العام للأمم المتحدة، هورست كوهلر، بمشاركة كل من الجزائر وموريتانيا و«البوليساريو». وأضافا: «لقد قدمنا مساهمات جوهرية خلال المناقشات حول التنمية الاجتماعية - الاقتصادية للمنطقة، ومناخ الحرية الذي يسود هناك، والمشاركة الديمقراطية لسكان الصحراء المغربية في تدبير شؤونها المحلية، والجهود المبذولة لإعادة إدماج الأشخاص الذين اختاروا العودة إلى بلدهم الأم، المغرب، للعيش فيه بكرامة».
وبخصوص تدبير الأزمة الصحية الناجمة عن جائحة (كوفيد - 19) التي تشكل تحديا خطيرا بالنسبة لجميع دول العالم، رحب ولد الرشيد وينجا بسرعة ونجاعة رد الفعل الذي تمكنت السلطات المغربية من تقديمه خلال هذا الوضع الاستثنائي.
وذكرا بأن جهتي العيون - الساقية الحمراء والداخلة - وادي الذهب «استفادتا من نفس التعبئة وتدابير التدخل المطبقة في بقية جهات المغرب، مما مكن من تدبير أمثل لهذا التهديد وتحقيق نتائج ممتازة جعلت الجهتين معا من بين الأقل تأثرا في المغرب، حيث سجلت أرقاما هي الأدنى من حيث عدد الإصابات أو الوفيات». وأشار المسؤولان، بصفتهما منتخبين ومسؤولين جهويين، إلى أن الفرصة أتيحت لهما، في مناسبات عديدة، للوقوف عند تعبيرات الرضا والاعتزاز لدى ناخبيهما فيما يتعلق بالتعبئة الفعالة للسلطات العمومية وجودة تدخلاتها.
وأكدا أن «هذا يدحض بشكل واضح المزاعم الفظة لخصوم الوحدة الترابية لبلدنا ممن يسعون إلى استغلال هذا الاختبار بطريقة غير لائقة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.