هل بدأت الولايات المتحدة في محاولة تقسيم الإنترنت؟

شعار تطبيق «تيك توك» يظهر أمام العلم الأميركي (أ.ف.ب)
شعار تطبيق «تيك توك» يظهر أمام العلم الأميركي (أ.ف.ب)
TT

هل بدأت الولايات المتحدة في محاولة تقسيم الإنترنت؟

شعار تطبيق «تيك توك» يظهر أمام العلم الأميركي (أ.ف.ب)
شعار تطبيق «تيك توك» يظهر أمام العلم الأميركي (أ.ف.ب)

قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إنه يريد شبكة إنترنت «نظيفة». ما يعنيه بذلك هو أنه يريد إزالة النفوذ الصيني والشركات الصينية من الإنترنت في الولايات المتحدة، وفقاً لتقرير لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي». لكن المنتقدين يعتقدون أن هذا سيعزز حركة مقلقة نحو تفكيك شبكة الإنترنت العالمية.
ويستخدم ما يسمى «انقسام الإنترنت» بشكل عام عند الحديث عن الصين، ومؤخراً روسيا. الفكرة هي أنه لا يوجد شيء متأصل أو محدد مسبقاً حول عالمية الإنترنت.
بالنسبة للحكومات التي تريد التحكم فيما يراه الناس على الإنترنت، فمن المنطقي أن تأخذ ملكيته.
والجدار الناري العظيم في الصين أفضل مثال على دولة تقيم جداراً مكافئاً على الإنترنت حول نفسها. لن تجد محرك بحث «غوغل» أو موقع «فيسبوك» في الصين. ما لم يتوقعه الناس هو أن الولايات المتحدة قد تحذو حذو الصين.
ومع ذلك، يعتقد النقاد أن هذه هي النتيجة الطبيعية لبيان بومبيو أمس (الخميس).
وقال بومبيو إنه يريد إزالة التطبيقات «غير الموثوق بها» من متاجر تطبيقات الأجهزة الجوالة في الولايات المتحدة.
وأشار إلى إن «تطبيقات جمهورية الصين الشعبية تهدد خصوصيتنا، وتنشر الفيروسات والدعاية والمعلومات المضللة».
كان السؤال الأول الذي نما إلى الذهن هو: ما هي التطبيقات الصينية التي يثق بها بومبيو؟ الافتراض هو أنه يتحدث عن جميع التطبيقات الصينية.
ويقول آلان وودوارد، خبير الأمن في جامعة «سوري» البريطانية: «إنه أمر صادم... بلقنة الإنترنت تحدث أمام أعيننا».
وتابع: «انتقدت الحكومة الأميركية لفترة طويلة دولاً أخرى للتحكم في الوصول إلى الإنترنت... والآن نرى الأميركيين يفعلون الشيء نفسه».
وتختلف أسباب بومبيو في «تنظيف» شبكة الشركات الصينية الأميركية اختلافاً كبيراً عن رغبة الحكومة في السيطرة على الإنترنت.
لكن من الصحيح أنه إذا سار بومبيو على هذا الطريق، فسوف يعكس عقوداً من السياسة السيبرانية الأميركية. وإذا كانت هناك دولة واحدة دافعت عن حرية الإنترنت، على أساس المبادئ الدستورية لحرية التعبير، فهي أميركا.
وعلى الرغم من ذلك، اتخذت إدارة الرئيس دونالد ترمب نهجاً مختلفاً جزئياً، بسبب المخاوف الأمنية المشروعة التي تثيرها بعض الشركات الصينية العاملة في الولايات المتحدة.

تحذير «وي شات»

قال أليكس ستاموس، كبير مسؤولي الأمن السابق في «فيسبوك»، إن «تيك توك» الذي تم ذكره كثيراً كان مجرد البداية فيما يتعلق بالتطبيقات الصينية التي تدعو للقلق.
والتطبيق الذي يقول ستاموس إنه على الولايات المتحدة أن تكون أكثر حذراً منه، هو «وي شات».
وتابع: «(وي شات) هو أحد تطبيقات المراسلة الأكثر شيوعاً في العالم... يدير الأشخاص شركات على (وي شات)، ولديهم معلومات حساسة بشكل لا يصدق».
وقام بومبيو أيضاً بتحديد «وي شات» كهدف مستقبلي محتمل.
ومن الصعب عدم النظر إلى هذا من منظور الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني)، ولا يقتصر خطاب ترمب المناهض للصين على التكنولوجيا.

سياسة أم موقف؟

إذا خسر ترمب الانتخابات في نوفمبر، فمن المحتمل أن يتخذ الديمقراطيون موقفاً أكثر اعتدالاً بشأن التكنولوجيا الصينية. ولكن، كما هو الحال، فإن رؤية ترمب لشبكة الإنترنت الأميركية - الإنترنت في المنطقة الحرة الرئيسية للصين - تجعلها مكاناً أكثر انقساماً، وفقاً لتقرير «بي بي سي».
المفارقة الكبرى هي أن شبكة الإنترنت ستبدو بعد ذلك إلى حد كبير مثل رؤية الصين. هل يمكن أن يكون هذا نموذجاً لمستقبل الإنترنت؟


مقالات ذات صلة

«تعفن الدماغ»... ما علاقته باستخدام الإنترنت ومواقع التواصل؟

صحتك قضاء ساعات طويلة في تصفح الإنترنت قد يصيبك بـ«تعفن الدماغ» (رويترز)

«تعفن الدماغ»... ما علاقته باستخدام الإنترنت ومواقع التواصل؟

تُعرف «أكسفورد» تعفن الدماغ بأنه «التدهور المفترض للحالة العقلية أو الفكرية للشخص»

ماري وجدي (القاهرة)
يوميات الشرق التدهور المفترض للحالة العقلية أو الفكرية للشخص في العصر الحديث يحدث نتيجة الإفراط في استهلاك الإنترنت وفقاً لـ«أكسفورد» (أ.ب)

«تعفن الدماغ»... كلمة عام 2024 من جامعة أكسفورد

اختيرت كلمة «تعفن الدماغ» لتكون كلمة عام 2024 في «أكسفورد».

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا كابل الاتصالات البحري «سي ليون 1» أثناء وضعه في قاع بحر البلطيق عام 2015 (أ.ف.ب)

بدء إصلاح كابل بيانات متضرر في بحر البلطيق

 بدأ إصلاح كابل اتصالات بحري متضرر بين هلسنكي وميناء روستوك الألماني في بحر البلطيق، الاثنين.  

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
المشرق العربي أطفال انفصلوا عن شقيقهم بعد فراره من شمال غزة ينظرون إلى صورته على هاتف جوال (رويترز)

انقطاع كامل للإنترنت في شمال غزة

أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل)، اليوم (السبت)، عن انقطاع كامل لخدمات الإنترنت في محافظة شمال قطاع غزة، بسبب «عدوان الاحتلال المتواصل».

«الشرق الأوسط» (غزة)
يوميات الشرق حبُّ براد بيت سهَّل الوقوع في الفخ (رويترز)

«براد بيت زائف» يحتال بـ325 ألف يورو على امرأتين «مكتئبتين»

أوقفت الشرطة الإسبانية 5 أشخاص لاستحصالهم على 325 ألف يورو من امرأتين «ضعيفتين ومكتئبتين»... إليكم التفاصيل.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

انطلاق «معرض جدة للكتاب» بمشاركة 1000 دار نشر

«معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)
«معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)
TT

انطلاق «معرض جدة للكتاب» بمشاركة 1000 دار نشر

«معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)
«معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)

انطلقت، الخميس، فعاليات «معرض جدة للكتاب 2024»، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة حتى 21 ديسمبر (كانون الأول) الجاري في مركز «سوبر دوم جدة»، بمشاركة نحو 1000 دار نشر ووكالة محلية وعالمية من 22 دولة، موزعة على نحو 450 جناحاً، مع جهات حكومية وهيئات ومؤسسات ثقافية سعودية وعربية.

ويشتمل المعرض على برنامج ثقافي ثري، يضم أكثر من 100 فعالية متنوعة، تتخللها محاضرات وندوات وورش عمل، يقيمها نحو 170 متخصصاً، إضافة إلى منطقة تفاعلية مخصصة للأطفال، تقدم برامج ثقافية موجهة للنشء بمجالات الكتابة والتأليف والمسرح، وصناعة الرسوم المتحركة، وأنشطة تفاعلية مختلفة.

برنامج ثقافي ثري يضم أكثر من 100 فعالية متنوعة (هيئة الأدب)

ويتضمن المعرض ركناً للمؤلف السعودي، معرِّفاً الحضور على آخر إصداراته، ومهيأ للزوار منطقة خاصة بالكتب المخفضة، التي تأتي ضمن جهوده في الحث على القراءة، وإتاحتها للجميع عبر اختيارات متعددة، معززة بمناطق حرة للقراءة.

من جانبه، أوضح الدكتور عبد اللطيف الواصل، مدير إدارة النشر بالهيئة، أن المعرض يعكس اهتمامهم بدعم وتطوير ونشر الثقافة والأدب في السعودية، مؤكداً دوره الريادي، حيث يسلط الضوء على جهود الأدب والأدباء المحليين والعرب والعالميين، عبر فعاليات وأنشطة مجتمعية بمعايير عالمية، وإيجاد فرص تفاعلية لزواره في قوالب فنية وأدبية متنوعة، وصولاً إلى تعزيز مكانة جدة بوصفها مركزاً ثقافيّاً تاريخيّاً.

المعرض يعكس الاهتمام بدعم وتطوير ونشر الثقافة في السعودية (هيئة الأدب)

ويحتفي المعرض بـ«عام الإبل 2024»، لما تُمثِّله من قيمة ثقافية في حياة أبناء الجزيرة العربية منذ فجر التاريخ، حيث خصص جناحاً للتعريف بقيمتها، وإثراء معرفة الزائر عبر جداريات عدة بأسمائها، ومواطن ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية، وقصائد شعرية تغنَّى بها العرب فيها على مر العصور.

ويستقبل «معرض جدة للكتاب» زواره يوميّاً من الساعة 11 صباحاً حتى 12 مساءً، ما عدا الجمعة من الساعة 2 ظهراً إلى 12 مساءً.

المعرض يُعزز جهوده في حث الزوار على القراءة عبر اختيارات متعددة (هيئة الأدب)

ويُعد ثالث معارض الهيئة للكتاب خلال 2024، بعد معرض «الرياض» الذي اختتم فعالياته أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ومعرض «المدينة المنورة» المنتهي في أغسطس (آب).