> لا تحتاج مدينة بيروت لوقفة تأمل طويلة حين المقارنة بين ما كانت عليه في زمن مضى وما أضحت عليه هذه الأيام.
> هناك فيلم للترويج السياحي أقدمت على إنتاجه وزارة السياحة في أواخر الستينات ينضوي على ما كانت عليه هذه المدينة المزدهرة. المعلق البريطاني يصف بيروت كآية جمال لا يُقارن حيث «يُقابل المعمار الحديث ذلك القديم البديع الذي تجده في المدينة»، وحيث «يلتقي البحر والجبل وكلاهما ساحر».
> في الفترة ذاتها، شهدت الستينات انتشار موجة سينمائية أجنبية تصوّر بيروت كبؤرة تجسس. رغم أن هذا الوجه سلبي بحد ذاته ورغم ركاكة معظم تلك الأفلام، إلا أن بيروت بدت جميلة في شوارعها ودكاكينها وشخوصها. كانت أعلى من أن تُصاب بمثل هذا الرذاذ المعيب. ثم جاءت الحرب الأهلية في السبعينات وبلورت بلداً يحتاج من فيه لإعادة تأهيل لإدراك خطورة التحزبات السياسية التي هدرت دماء عشرات الألوف.
> لم تتأخر السينما العربية ولا الغربية عن تداول شؤون الحرب من كافة وجهات النظر. تلك الحرب احتوت بعداً متعدد المستويات. الأفلام المجدية (مثل «دائرة الخداع» لفولكر شلندروف) تعاملت مع الحرب كجنون يائس يصيب كالنار كل الناس بصرف النظر عن انتماءاتهم. أفلام اللبنانيين برهان علوية ومارون بغدادي ورفيق حجار وبهيج حجيج وسواهم فتحت نوافذ تأمل في وضع تلك الحرب ومفاهيمها.
> ما هو غريب أن الفترة الحالية (لنقل السنوات العشر الأخيرة) لم تشهد أفلاماً تتناول معضلات الحياة التي كبرت بعد الحرب عوض أن تصغر. ومع هذه الكارثة الرهيبة بات مسموحاً للواقع أن يتجاوز ما تستطيع السينما ابتكاره. كما تبدّى مع كارثة سبتمبر (أيلول) 2001 في نيويورك، تبدّل الواقع فصار خيالاً من فرط غرابته.
5:33 دقيقه
المشهد: بيروت يا بيروت
https://aawsat.com/home/article/2434131/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D9%87%D8%AF-%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%AA-%D9%8A%D8%A7-%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%AA
المشهد: بيروت يا بيروت
المشهد: بيروت يا بيروت
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة