مليون شيكل تعيد الأحزاب الدينية إلى نتنياهو

لافتات في تل أبيب بلغات مختلفة بينها الفرنسية والعربية والعبرية ضد نتنياهو (أ.ف.ب)
لافتات في تل أبيب بلغات مختلفة بينها الفرنسية والعربية والعبرية ضد نتنياهو (أ.ف.ب)
TT

مليون شيكل تعيد الأحزاب الدينية إلى نتنياهو

لافتات في تل أبيب بلغات مختلفة بينها الفرنسية والعربية والعبرية ضد نتنياهو (أ.ف.ب)
لافتات في تل أبيب بلغات مختلفة بينها الفرنسية والعربية والعبرية ضد نتنياهو (أ.ف.ب)

بعد ساعات من الحديث عن انفراج ينقذ إسرائيل من انتخابات جديدة رابعة، تفاقمت الأزمة مرة أخرى وبدا أن التفاهمات بين رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ورئيس الحكومة البديل وزير الأمن، بيني غانتس، كانت محدودة ومؤقتة. وأن نتنياهو تمكن من إعادة الأحزاب الدينية إلى صفه، بعد أن حرر لها مبلغ 400 مليون شيكل (125 مليون دولار) من حساب المخصصات الحكومية، لمؤسساتها التعليمية.
وقال النائب يسرائيل آيخلر من قادة «يهدوت هتوراة»، إن حزبه حصل على متنفس مالي حيوي لإنقاذ مدارسه، ولكنه ما زال يعارض إجراء انتخابات، ويسعى بكل قوته لإقناع الطرفين بإيجاد تسويات للخلافات بينهما حتى تستمر الحكومة الحالية في تركيبتها القائمة، لكن الأمر لا يبدو سهلا أبدا. وأضاف: «بتنا في حالة إحباط من الأزمة. فقد اجتمعنا أمس مع القطبين، غانتس ونتنياهو، بشكل منفصل. غانتس قال، إنه إذا قدم تنازلات كافية بشأن إقرار الميزانية وإذا قدم المزيد، فإنه سيضعضع مكانته في السياسة ولا تعود له قيمة. وسيحاول نتنياهو ابتزازه كل مرة من جديد. وقال نتنياهو إنه مصر على تقديم مشروع موازنة لسنة واحدة، مع أن الاتفاق الائتلافي ينص على جلب موازنة سنتين، لأن أزمة كورونا تجعل كل شيء ضبابيا ولا تتيح التخطيط الدقيق لسنتين».
وأكد آيخلر، إنه ورفاقه سيواصلون الجهود لمنع استمرار الخلاف، لكنه غير متفائل كثيرا.
إلا أن رئيس حزب اليهود الروس «يسرائيل بيتينو»، أفيغدور ليبرمان، الذي عمل مع نتنياهو لسنين طويلة، قال إن المسألة ليست خلافا على الموازنة. وأضاف: «نتنياهو يجر دولة بأكملها إلى انتخابات لا معنى لها، فقط من دوافع شخصية. الميزانية وكل المسائل الخلافية مع «كحول لفان» مفتعلة، وحتى لو رضخ غانتس لرغبة نتنياهو ووافق على ميزانية لعام واحد (ما تبقى من عام 2020)، فإن نتنياهو سيجد حجة أخرى لحل الحكومة».
وكان ليبرمان يتحدث في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلية «غالي تصاهل»، صباح أمس الخميس، فقال: «من شاهد نتنياهو يدفع نقودا مقابل رغيف شاورما، اشتراه أمام كاميرات التلفزيون في سوق الرملة، أول من أمس، عليه أن يدرك أننا في ذروة حملة انتخابية». وكشف ليبرمان أن نتنياهو حاول شراء عدد من نواب «كحول لفان» ليتركوا حزبهم وينضموا إليه، حتى يشكل حكومة معارضة. هذا هو همه اليوم. إنه يسعى لتشكيل حكومة ضيقة من 62 - 63 نائبا، تتيح له أن يمرر قانونا يلتف على المحكمة العليا، هو «القانون الفرنسي» (الذي يمنع محاكمة رئيس حكومة في أثناء ولايته). فإذا لم ينجح نتنياهو بذلك، فإنه سيهرول لإتمام صفقة ادعاء مع النيابة، تلغي محاكمته في قضايا الفساد مقابل تخليه عن كرسي الحكم واعتزاله السياسة. دافعه إلى ذلك هو أولا عدم دخول السجن، وثانيا توفير الأموال التي قد يضطر إلى دفعها لطاقم المحامين، لأن المستشار القضائي للحكومة لا يتيح له أن يحصل على تبرعات لمصاريف المحامين الموكلين بالدفاع عنه. فهو، أي نتنياهو، يرفض الدفع من جيبه»، بحسب تصريحات ليبرمان الأربعاء.
وكان نتنياهو قد ألقى خطابا سياسيا حادا في الكنيست، مساء الثلاثاء، أجمع المراقبون على اعتباره «طلقة أولى في المعركة الانتخابية». فقد هاجم منافسيه في المعارضة. وهاجم المتظاهرين أمام بيته ومقر رئاسة الوزراء، زاعما أنها مظاهرات الأغنياء، مع العلم بأنه شخصيا غني وسياسته الاقتصادية رأسمالية محافظة، وبسببها توجد فوارق بين الأغنياء والفقراء لا يوجد لها مثيل في أي دولة متطورة.
وحسب محرر الشؤون الحزبية في صحيفة «هآرتس»، يوسي فيرتر، فإن نتنياهو يستغل ما تبقى له من فترة زمنية لإقرار الموازنة (18 يوما)، حتى ينطلق لانتخابات برلمانية جديدة، ستكون الرابعة خلال سنة ونصف السنة. فإذا لم يتم تمرير موازنة حتى 25 الجاري، ستعتبر حكومته غير شرعية حسب القانون، ويصبح إلزاميا عليه التوجه إلى انتخابات جديدة في غضون ثلاثة شهور، أي في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) القادم. وهو يريد ذلك كي تشكل المرحلة القادمة فرصة لممارسة الضغوط على غانتس لكي يتراجع فيها عن موقفه حيال الميزانية، وإن لم يفعل، يقول فيرتر، ستصبح الانتخابات أداة ضغط على المحكمة، التي يفترض أن تستأنف أعمالها ضده في ديسمبر (كانون الأول) القادم.
يذكر أن من أبرز الخطوات التي تميز نشاط نتنياهو في الأيام الأخيرة، إقناع عدد من جيرانه بالتوجه إلى المحكمة وتقديم شكوى لمنع التظاهر أمام مقر رئاسة الحكومة حتى ساعة متأخرة من الليل. وقد توجه عدد من الجيران فعلا إلى المحكمة، أمس، لهذا الغرض، مع العلم بأن دعاوى كهذه قدمت في الماضي في زمن نتنياهو وغيره من رؤساء الحكومات، لكن المحكمة رفضتها جميعا دفاعا عن حرية التعبير والاحتجاج.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.