حذر ريتشارد سميث مدير «إدارة مكافحة الإرهاب» في شرطة «اسكوتلاند يارد»، من احتمالات شن عمليات إرهابية جديدة بعد رفع حالة الإغلاق العامة في البلاد. وقال إن ضباط مكافحة الإرهاب في إدارته ولدى أجهزة الاستخبارات في المملكة المتحدة يعكفون على متابعة 800 معلومة وتحقيق مختلف في هذا الصدد، تتعلق جميعها بمؤامرات محتملة ومتنوعة على أمن البلاد.
وكان مدير «إدارة مكافحة الإرهاب» في «اسكوتلاند يارد» قد حض سكان العاصمة لندن، أمس، على أن يكونوا في حالة تأهب وأن يتوخوا أقصى قدر ممكن من الحذر ضد المتطرفين المحتملين، وحذر في بيان له من احتمالات وقوع هجوم إرهابي جديد على العاصمة، سيما مع خروج البلاد من حالة الإغلاق العام.
وقال القائد ريتشارد سميث إن ضباط مكافحة الإرهاب وضباط الاستخبارات والأمن الداخلي «يواصلون التحقق من 800 معلومة، فضلاً عن التحقيقات الجارية في كثير من المؤامرات المميتة»، وأضاف أن «مساعدة الجمهور في هذا الصدد من حيث الإدلاء بالمعلومات المهمة، من الوسائل الحيوية والحاسمة في الحيلولة دون وقوع مزيد من عمليات القتل بين سكان البلاد»، بحسب تقرير في صحيفة «إيفينينغ ستاندرد».
وأضاف مدير إدارة مكافحة الإرهاب أنهم لديهم «معلومات عن تهديدات حقيقية على أمن البلاد، لم تتلاشَ بسبب تفشي وباء (كورونا) المستجد»، وأن «تلك التهديدات والمخاطر ناشئة عن العناصر الإرهابية المنفردة، وعن المجندين الجدد في صفوف الجماعات الإرهابية العنيفة داخل البلاد، وكذلك من العناصر المتطرفة الأخرى الذين يتلقون الإلهام أو التوجيهات من تنظيم (داعش) الإرهابي وأنصارهم في خارج البلاد».
وأضاف مدير إدارة مكافحة الإرهاب في المملكة المتحدة أن «ضباط الإدارة يساورهم القلق العميق من مخاطر تعرض الأشخاص المغرر بهم للتطرف أو التجنيد عبر شبكة الإنترنت، سيما أثناء فترات الإغلاق العامة بسبب تفشي وباء (كورونا) المستجد في البلاد، وذلك بعيداً عن إشراف المعلمين، أو موظفي الرعاية الصحية، أو غيرهم ممن قد يلاحظون تغييرات غير معتادة في سلوكيات الأفراد من حولهم».
وتأتي تصريحات مدير إدارة مكافحة الإرهاب في بريطانيا في أعقاب حكم بالسجن مدى الحياة قد صدر بحق المدعو محيوسناث تشودري (يبلغ من العمر 28 عاماً) من محكمة وليويتش الملكية خلال الشهر الماضي لاتهامه بالتخطيط لتنفيذ هجوم إرهابي على فعالية «برايد» في العاصمة لندن، وذلك فضلاً عن الحكم بحبس المدعوة صفية شيخ (تبلغ من العمر 37 عاماً) لاتهامها بالتخطيط لنسف كاتدرائية «سان بول» وأحد الفنادق في مناسبة عيد الفصح خلال العام الحالي.
وكان المدعو تشودري الذي تفاخر من قبل بخداعه هيئة المحلفين البريطانية للتصويت ببراءته من اتهام سابق بالهجوم على جنود الحراسة خارج قصر باكنغهام، قد حاول شراء سلاح يستعين به في تنفيذ نواياه الخبيثة، في حين كانت المدعوة صفية شيخ، التي نالت حكماً بالسجن مدى الحياة هي الأخرى من المحكمة الجنائية في المملكة المتحدة، قد نشرت صوراً مسيئة ودموية للغاية في محاولة منها لإلهام غيرها من المتطرفين لشن الهجمات وقتل الأبرياء.
وقال القائد ريتشارد سميث إن الإدانات القضائية بحق كل من تشودري وصفية شيخ «تؤكد على الطبيعة المستمرة للتهديدات الإرهابية على أمن البلاد. وشن الهجمات الدموية على الأماكن المزدحمة أو غيرها من المواقع الأخرى في العاصمة لندن ما زال يشكل خطراً كبيراً، لا سيما مع التخفيف من قيود الإغلاق العام وزيادة أعداد المواطنين والمارة في شوارع العاصمة».
وصرح القائد سميث لصحيفة «ستاندرد» البريطانية قائلاً: «رغم كل التطورات والتغيرات الأخرى التي مررنا بها وشهدناها خلال الفترة الماضية، فإنه لا تزال التهديدات الإرهابية قائمة مع احتمال وقوع الهجمات في أي وقت. ونحن نعمل في الآونة الراهنة على متابعة ما لا يقل عن 800 إشارة وتحقيق جارٍ في محاولاتنا المستمرة لتأمين المواطنين من مخاطر العناصر المتطرفة والإرهابية الذين لهم وجود لا يستهان به في العاصمة لندن».
وأضاف مدير إدارة مكافحة الإرهاب في شرطة «اسكوتلاند يارد»: «إننا نعتمد اعتماداً كبيراً ووثيقاً على المواطنين في الإبلاغ عن كل ما يعدّونه من السلوكيات غير المعتادة أو المثيرة للشكوك، فإنهم هم عيوننا التي نرى بها، وآذاننا التي نسمع بها، في كل مكان، ولذلك فإنني أطلب منهم إذا شعروا بالقلق من أي شيء أو أن هناك أمراً على غير ما يرام، أن يلتزموا اليقظة والانتباه على الدوام، وأن يقوموا على الفور بإخطار السلطات المختصة».
«اسكوتلاند يارد» تخشى هجمات إرهابية في لندن بعد رفع الإغلاق
«اسكوتلاند يارد» تخشى هجمات إرهابية في لندن بعد رفع الإغلاق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة