إيران تواجه «أوضاعاً حرجة» في غرف العناية المركزة

إيراني يرتدي كمامة يقطع شارعاً في سوق «حسن آباد» وسط طهران أول من أمس (أ.ف.ب)
إيراني يرتدي كمامة يقطع شارعاً في سوق «حسن آباد» وسط طهران أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

إيران تواجه «أوضاعاً حرجة» في غرف العناية المركزة

إيراني يرتدي كمامة يقطع شارعاً في سوق «حسن آباد» وسط طهران أول من أمس (أ.ف.ب)
إيراني يرتدي كمامة يقطع شارعاً في سوق «حسن آباد» وسط طهران أول من أمس (أ.ف.ب)

أعلن نائب رئيس «منظمة النظام الطبي» الإيرانية أن غرف العناية المركزة تواجه أوضاعاً حساسة بعد ارتفاع عدد الحالات الحرجة المصابة بفيروس «كورونا» المستجد، بينما انخفضت حالات الوفاة في طهران.
وقال نائب رئيس «منظمة النظام الطبي» الإيرانية، علي رضا سليمي، إن عدد الحالات الحرجة يرتفع في إيران، في وقت تواجه فيه المستشفيات نقصاً في أسرّة غرف العناية المركزة، موضحاً أن بلاده اقتربت من «اللحظات الصعبة لاتخاذ القرار حول إخلاء أسرّة غرف العناية المركزة»، في إشارة إلى تقديم الأفضلية للحالات الخطيرة في غرف العناية المركزة.
وصرح سليمي لوسائل الإعلام بأن «العودة إلى الحياة الطبيعية غير ممكنة في الشهور المقبلة»، داعياً إلى رفع هواجس القطاع الصحي في إيران. وأشار إلى إصابة أكثر من 6 آلاف من أعضاء الطاقم الطبي في طهران فقط، لافتاً إلى وفاة 150 من العاملين في القطاع الصحي.
وأبلغت وزارة الصحة الإيرانية، أمس، عن إصابة 2697 شخصاً، و185 حالة وفاة، خلال 24 ساعة. وارتفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 317 ألفاً و483 شخصاً، فيما وصلت حصيلة الوفيات إلى 17 ألفاً و802 حالة.
وأفادت بيانات وزارة الصحة بأن 1331 شخصاً دخلوا المستشفيات لتلقي العلاج من المرض، وشهدت غرف العناية المركزة 4129 حالة حرجة جراء الإصابة بالفيروس.
وحتى أمس؛ أجرت إيران مليونين و587 ألف فحص تشخيص فيروس «كورونا»، فيما بلغ عدد حالات الشفاء 275 ألفاً.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الصحة، سيما سادات لاري، إن 14 من أصل 31 محافظة إيرانية، من بينها العاصمة طهران، في «الوضع الأحمر». وأشارت إلى تصنيف 13 محافظة في «حالة الإنذار». وتابعت المتحدثة أن «خطر إرهاق الفريق الصحي المدافع واحد من الهواجس والقضايا التي تثير قلقنا هذه الأيام».
وطلبت لاري من الإيرانيين التزام معايير التباعد الاجتماعي والاهتمام بالتعليمات الصحية؛ منها استخدام الكمامات. وحذرت في الوقت نفسه من السفر إلى المحافظات المصنفة في «الوضع الأحمر» و«حالة الإنذار».
من جانبه؛ قال رئيس «لجنة مكافحة (كورونا)» في طهران، علي رضا زالي، إن الوفيات «انخفضت» في العاصمة، بنسبة 10 في المائة مقارنة بالأسبوع الماضي، لكنها لا تزال في «الوضع الأحمر».



الجيش الإسرائيلي يدعو الحكومة إلى قبول الاتفاق السياسي مع لبنان

جندية إسرائيلية أمام مبنى في حيفا أصيب بصواريخ أطلق «حزب الله»  (رويترز)
جندية إسرائيلية أمام مبنى في حيفا أصيب بصواريخ أطلق «حزب الله» (رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي يدعو الحكومة إلى قبول الاتفاق السياسي مع لبنان

جندية إسرائيلية أمام مبنى في حيفا أصيب بصواريخ أطلق «حزب الله»  (رويترز)
جندية إسرائيلية أمام مبنى في حيفا أصيب بصواريخ أطلق «حزب الله» (رويترز)

جنباً إلى جنب مع استمرار الغارات الإسرائيلية والعمليات البرية ضد لبنان والاغتيالات لقادة «حزب الله»، باشر الجيش الإسرائيلي تخفيف المظاهر العسكرية في أعالي الجليل بهدف التمهيد لإعادة السكان النازحين إلى الشمال.

وقالت مصادر عسكرية رفيعة إن الجيش أنهى المهمة التي حددتها القيادة السياسية في جنوب لبنان، وبات يسعى إلى «الحفاظ على إنجازاته العسكرية»، ويطلب من القيادة السياسية الموافقة على الاتفاق الذي تسعى الولايات المتحدة وفرنسا إلى التوصل إليه مع الحكومة في بيروت.

«الوحل» اللبناني

قالت هذه المصادر إن الجيش يرى في التوصل إلى تسوية سياسية في لبنان ضرورة ملحة كي يتجنب التورط في «الوحل» اللبناني، ويحاول حث الحكومة على تسريع الجدول الزمني. ويقول إن «الجدول الزمني العسكري يتسارع، بينما القرارات السياسية تتخذ بوتيرة بطيئة».

وبحسب ما أفادت به صحيفة «يديعوت أحرونوت»، الأحد، فإن الجيش يعتمد أسلوب المراوغة في إدارة العمليات البرية جنوب لبنان، وذلك بهدف إرباك قوات «حزب الله» التي ما زالت بعيدة عن فقدان قدراتها القتالية.

فعلى الرغم من إعلانه عن توسيع عملياته البرية في جنوب لبنان، وقيامه بغارات يومية شرسة في بقية المناطق، فإن القوات الكبيرة التي حشدها على الجبهة الشمالية تنفذ عمليات «محدودة» في قرى جنوب لبنان في إطار التوغل البري «في نطاق الكيلومتر الرابع والخامس من الحدود، لأنه يعتقد أنه أكمل المهمة التي كُلّف بها قبل نحو أسبوعين، والمتمثلة في «إزالة تهديد تسلل قوات وحدة (الرضوان) التابعة لـ(حزب الله) إلى منطقة الجليل».

مقتل 68 جندياً

وتشير القيادة العسكرية الإسرائيلية إلى أن الهدف العسكري الحالي في جنوب لبنان هو «الحفاظ على الإنجازات»، واستهداف منصات إطلاق الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى التابعة لـ«حزب الله»، والتي تهدد مناطق مثل حيفا وجبل الكرمل. وخلال العمليات البرية المستمرة منذ نحو شهر ونصف الشهر، قُتل 68 جندياً ومواطناً إسرائيلياً، مقارنة بخسائر قد تصل إلى نحو 25 ضعفاً في الجانب اللبناني، وفقاً لتقديرات الجيش، كما أوردتها صحيفة «يديعوت أحرونوت».

وتتقدم القوات الإسرائيلية إلى «خط القرى الثاني»، مع تجنُّب اجتياح المدن الكبرى مثل مرجعيون وبنت جبيل. وتشدد مصادر عسكرية على أن الوضع الحالي يُعدّ «مثالياً» من حيث الإنجازات، رغم التحديات المرتبطة بعمليات طويلة الأمد وسط ظروف شتوية قاسية متوقعة.

هدية ترمب

نقلت الصحيفة عن مسؤولين في الأجهزة الأمنية قولهم إنهم فوجئوا بالتقرير الأميركي الذي يفيد بأن الحكومة الإسرائيلية قد تنتظر حتى دخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، إلى البيت الأبيض، لتقديم «هدية» له، تتمثل بوقف إطلاق النار في لبنان. وأكدوا أنهم يفضلون التوصل إلى اتفاق سريع، ويحذرون من تداعيات استمرار العمليات البرية جنوب لبنان في ظل الطقس الشتوي القاسي في المنطقة، ويحاولون تجنب «الغوص في الوحل اللبناني في شتاء غير مخطط له، بعد 14 شهراً من المعارك على مختلف الجبهات».

جنديان إسرائيليان يجمعان بقايا صاروخ أُطْلِق من لبنان على حيفا الأحد (أ.ب)

وبحسب الصحيفة العبرية، فإن نهاية الحرب في الشمال، والانتقال إلى حرب طويلة الأمد قد تستمر لسنوات في قطاع غزة، سواء تم الإفراج عن الرهائن أم لا، ستشكل نهاية الحرب الطويلة التي كانت الحكومة تأمل في إطالتها. وسيؤدي ذلك، وفقا للتقرير، إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية، وهي خطوة تخشى منها حكومة بنيامين نتنياهو، وقد تشمل أيضاً الذهاب إلى انتخابات مبكرة، ما يعكس التباين في الجدول الزمني للجيش الذي يسعى لتحويل «إنجازاته العسكرية» إلى واقع أمني واستراتيجي جديد، وبين القيادة السياسية المعنية بإطالة أمد الحرب.

إزالة المظاهر العسكرية

وكانت مصادر عسكرية رفيعة قد أكدت أن الجيش الإسرائيلي بدأ في إزالة المظاهر العسكرية من المنطقة الحدودية مع لبنان، في خطوة تشير إلى احتمالية إعادة سكان البلدات التي جرى إخلاؤها في بداية المواجهات مع «حزب الله»، إلى منازلهم «قريباً»، بحسب ما أوردت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الأحد.

مبنى في حيفا أصابه صاروخ من لبنان (رويترز)

وذكر التقرير أن الجيش يعتزم سحب جميع الجنود من داخل البلدات الشمالية، وإعادتهم إلى القواعد والمواقع العسكرية، مع الإبقاء على عناصر الأمن «المدنيين» فقط، مثل فرق الطوارئ والمسؤولين الأمنيين المحليين، إلى جانب الوسائل الأمنية المتوفرة لديهم. كما أزال الجيش مؤخراً جميع الحواجز العسكرية والمكعبات الأسمنتية من الطرق المحاذية للمنطقة الحدودية، بما في ذلك الطرق التي كانت مغلقة أمام حركة المدنيين، خلال العام الماضي، بسبب تهديد استهداف المارين فيها بصواريخ مضادة للمدرعات.

ونقلت إذاعة الجيش عن مسؤولين عسكريين قولهم إن «الوضع في الشمال تغير. لم تعد هناك مناطق يُمنع التنقل فيها، ولا حاجة لاستخدام طرق التفافية. بإمكان المدنيين الآن التحرك بحرية على هذه الطرق بفضل سيطرة الجيش داخل الأراضي اللبنانية».