الحريري يطالب بتحقيق شفاف في «اغتيال بيروت»

كتلة «المستقبل» تتحدث عن «شكوك خطيرة» تحيط بالانفجار

اجتماع رؤساء الحكومة اللبنانية السابقون في بيت الوسط اليوم (الحساب الرسمي لسعد الحريري)
اجتماع رؤساء الحكومة اللبنانية السابقون في بيت الوسط اليوم (الحساب الرسمي لسعد الحريري)
TT

الحريري يطالب بتحقيق شفاف في «اغتيال بيروت»

اجتماع رؤساء الحكومة اللبنانية السابقون في بيت الوسط اليوم (الحساب الرسمي لسعد الحريري)
اجتماع رؤساء الحكومة اللبنانية السابقون في بيت الوسط اليوم (الحساب الرسمي لسعد الحريري)

دعا رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إلى إجراء تحقيق شفّاف في تفجيرات مرفأ بيروت، واصفاً ما جرى بأنه «اغتيال» للمدينة، فيما رأت كتلة «المستقبل» النيابية أن هناك «شكوكاً خطيرة تحيط بالانفجار وتوقيته وظروفه وموقعه وكيفية حصوله والمواد الملتهبة التي تسببت فيه».
وقام الحريري برفقة عدد من نواب كتلة «المستقبل» بجولة في مرفأ بيروت وتفقد الدمار والخراب الذي تسبب فيه الانفجار. وقال الحريري خلال الجولة: «أعزي أهالي الشهداء، وليس هناك أحد في بيروت لم يصب، وبيروت مجروحة جرحاً كبيراً، وما من كلمات قد تعبر عما نشعر به»، داعياً إلى «إجراء تحقيق شفاف فيما جرى»، لافتاً إلى أن «هناك العديد من الدول القادرة على مساعدتنا لكي نعرف ماذا حصل».
ثم زار الحريري ضريح والده الرئيس الراحل رفيق الحريري وقرأ الفاتحة على روحه، وبعد ذلك تفقد «مسجد محمد الأمين» والأضرار التي لحقت به. ورداً على سؤال؛ وصف الحريري الانفجار بأنه «اغتيال لبيروت»، ولدى سؤاله عمّن يعني بذلك؛ أجاب: «اللبنانيون يعرفون من أعني بذلك».
وكان الحريري ترأس اجتماعاً افتراضياً لكتلة «المستقبل» النيابية والمكتب السياسي والمجلس التنفيذي لـ«تيار المستقبل». وعدّ المجتمعون في بيان أن الكارثة التي حلت «بحجم حرب تدميرية أين منها كل الحروب الأهلية والحروب الإسرائيلية على لبنان؟!». وقال: «أخطر ما في هذه الحرب، أن يكون هناك قرار باغتيال بيروت لا يقل مأساوية وهولاً ووجعاً عن جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، التي سيصدر حكم المحكمة الدولية بشأنها بعد يومين». ورأى المجتمعون أن «هناك شكوكاً خطيرة تحيط بالانفجار وتوقيته وظروفه وموقعه وكيفية حصوله والمواد الملتهبة التي تسببت فيه».
وأضاف البيان: «لن يكون في الإمكان حسم الشكوك بإجراءات أمنية وقضائية عادية، ولن يكفي المواطنين الذين نكبوا بأرواحهم وأرزاقهم وكراماتهم، نداءات الاستغاثة، مع التقدير لكل من بادر للمساعدة من الأشقاء والأصدقاء».
وطالب «تيار المستقبل» الدولة «بكل مؤسساتها ورئاساتها ومكوناتها، بتحقيق قضائي وأمني شفاف لا يخضع للمساومة والإنكار والهروب من الحقيقة والالتفاف عليها مهما بلغت حدود المسؤوليات فيه»، عادّاً أنه «كي يصل اللبنانيون إلى تحقيق شفاف على هذا المستوى، فلا بد من طلب مشاركة دولية وخبراء دوليين ولجان متخصصة قادرة على كشف الحقيقة وتحقيق العدالة لبيروت وأهلها».
وقال «التيار»: «بيروت تريد أن تعرف كيف تم تدميرها، ومن المسؤول المباشر عن تخزين مواد شديدة الانفجار في قلبها، وما الداعي لوجود مثل هذه المواد منذ سنوات في أحد معابر المرفأ، ومن أتى بها إلى لبنان، ومن سمح بحجزها، وكيف سكتت الأجهزة الأمنية الموجودة في مرفأ بيروت عن وجود هذه المواد الخطيرة»، متعهداً بأن «بيروت ستحاسبكم، ولن تسكت. لبنان سيحاسبكم، ولن يسكت بعد اليوم».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».