مستشفيات بيروت المنكوبة بـ«كورونا» تستغيث... ومئات الجرحى يفترشون المداخل

حطام في أحد الشوارع القريبة من موقع الانفجار في بيروت (أ.ف.ب)
حطام في أحد الشوارع القريبة من موقع الانفجار في بيروت (أ.ف.ب)
TT

مستشفيات بيروت المنكوبة بـ«كورونا» تستغيث... ومئات الجرحى يفترشون المداخل

حطام في أحد الشوارع القريبة من موقع الانفجار في بيروت (أ.ف.ب)
حطام في أحد الشوارع القريبة من موقع الانفجار في بيروت (أ.ف.ب)

وجّه كثير من مستشفيات بيروت، يوم أمس، نداءات استغاثة نتيجة التضرر بسبب الانفجار، ما أوجب إخلاء بعضها، نتيجة وصول مئات الجرحى إلى غرف الطوارئ المستنفرة أصلاً بسبب «كورونا».
ودعا نقيب أصحاب المستشفيات سليمان هارون، مساء، المستشفيات لاستقبال المرضى الذين يتم نقلهم من مستشفى الروم، لأن المستشفى تضرر بشكل كبير نتيجة الانفجار. ووصف الدكتور عيد عازار الوضع بـ«الكارثي» في «الروم»، وأشار إلى وجود ضحايا في المستشفى، ما استدعى إخلاء المرضى.
وكما «الروم»، مستشفى «الوردية» لم يعد صالحاً إثر الانفجار من جراء الأضرار الكبيرة، ما استدعى إخلاءه في ظل تردد معلومات عن وفاة ممرضة فيه.
وأمام مدخل الطوارئ في مستشفى أوتيل ديو في منطقة الأشرفية، تمدد عدد من الجرحى الذين لم يتمكن المستشفى من استيعابهم. ووجّه القيمون على المستشفى نداءات متتالية لوقف نقل المصابين إليه بعدما بلغ عدد من تم نقلهم خلال ساعات المساء الأولى 500 جريح. وحاول الطاقم التمريضي في المشفى حثّ أهالي الجرحى على الالتزام بالتدابير والإجراءات للحماية من «كورونا» لكن دون جدوى.
وتوالت النداءات للتبرع بالدم، ودعا كثير من الأحزاب مناصريهم للتوجه إلى المراكز والمستشفيات لتقديم أي مساعدة لازمة. ولفت مدير مستشفى رزق إلى أن أكثر من 400 جريح وصلوا إلى المستشفى جراء انفجار مرفأ بيروت، وأشار إلى أن الأسرة لا تكفي لاستقبال المصابين.
وقال أحد المواطنين الذين التقتهم «الشرق الأوسط» أمام مستشفى أوتيل ديو إنه يبحث عن ولده المفقود، البالغ من العمر 23 عاماً، فيما أجهشت بقربه فتاة عشرينية بالبكاء، بعدما تلقت خبر وجود والدها في مستشفى رزق، بعدما كانت تبحث عنه، وهو مفقود.
واستنفرت مستشفيات جبل لبنان لاستقبال الجرحى الذين تم نقلهم من بيروت.
وأعلن مستشفى بعبدا الحكومي الجامعي رفع جهوزيته الكاملة من أطباء وممرضين وممرضات وتقنيين وإداريين، وتقديم كل الخدمات والعناية الطبية اللازمة لكل من يقصده. وقال في بيان: «لا تزال لغاية الآن تتوافد عشرات الإصابات إلى قسم الطوارئ، ولا تزال القدرة الاستيعابية متاحة أمام من يقصد المستشفى».
من جهته، أعلن مستشفى رفيق الحريري الذي يعتبر في خط المواجهة الأول مع «كورونا» أنه استقبل 66 جريحاً، لافتاً إلى أن مزيداً من الجرحى على الطريق. وقال مدير المشفى الدكتور فراس أبيض إن بعض المصابين حالتهم خطرة، فيما البعض الآخر حالتهم مستقرة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.