10 وفيات بـ«كورونا» في ليبيا... والإصابات تتجاوز الـ4 آلاف

مصراتة تحتل المركز الأول وتتحول إلى «بؤرة للفيروس»

TT

10 وفيات بـ«كورونا» في ليبيا... والإصابات تتجاوز الـ4 آلاف

أعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا عن وفاة 10 مصابين بفيروس «كورونا المستجد»، وهو أكبر عدد للوفيات خلال يوم واحد، بينما تخطى إجمالي الإصابات حاجز 4 آلاف حالة ليصل إلى 4063 مصاباً، بتسجيل 226 حالة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية. وبرزت أمس مشكلة تهدد الوضع الصحي في البلاد، بعدما شكا المركز أمس من توقف العمل بمعظم مختبراته، بسبب نفاد المشغلات الخاصة بالكشف عن الفيروس. وكان المركز قد قال في بيان أصدره في وقت متأخر من مساء أول من أمس، إنه سجل 10 حالات وفاة على مستوى البلاد، فيما تمركزت معظم الإصابات الجديدة في مدينة مصراتة التي أصبحت «بؤرة» تفش للمرض، واحتلت المركز الأول في الإصابات بتسجيل 103 حالات في يوم واحد، بالإضافة إلى العاصمة طرابلس وعدة مدن أخرى.
وأوضح المركز أن المختبر المرجعي تسلم 1157 عينة للكشف عن فيروس «كورونا»، جاءت سلبية باستثناء إيجابية 226 عينة، مشيراً إلى أن «من بين الإصابات 125 حالة لمخالطين». وبلغ العدد الإجمالي للمصابين في ليبيا منذ تسجيل أول إصابة في مارس (آذار) الماضي 4063 مصابا، شُفي من بينهم 625 شخصا، بينما سجلت وفاة 93.
إلى ذلك، أعلنت غرفة العمليات الأمنية المشتركة في مصراتة عن بدء حملتها الأمنية الموسعة والتي ستمتد في مرحلتها الأولى لمدة 15 يوماً للتعامل مع كل المخالفين للقرارات والتوصيات الصادرة عن حكومة الوفاق والسلطات المحلية بالبلدية، بشأن الالتزام الفوري بالحظر الكامل والإغلاق العام.
وهددت الغرفة بأنها «ستتعامل بكل حزم مع كل المخالفين دون استثناءات، وسيتم تنفيذ أقصى العقوبات الرادعة في حقهم». وحثت جميع المواطنين داخل مصراتة على التعاون معها في تنفيذ خطتها الأمنية حرصاً على سلامتهم، ومنعاً لانتشار الفيروس بشكل أوسع.
وأرجعت الغرفة هذا التشدد إلى «عدم التزام كثير من المواطنين أصحاب الأنشطة التجارية والصناعية والمقاهي والمطاعم والمتنزهات بالإجراءات الاحترازية الموصى بها».
بدورها، قالت بلدية سرت إن «أعضاء فريق الرصد والتقصي بالمدينة باشروا في جمع وأخد العينات المسحية الأنفية لعدد من المخالطين للحالات المؤكدة بالفيروس»، موضحة أن «أكثر من ثلاثين عينة مسحية سيتم نقلها لمختبر التحاليل المرجعي ببنغازي».
وترأس سالم عامر، رئيس المجلس التسييري لبلدية سرت، اجتماعاً موسعاً مساء أول من أمس لمناقشة الصعوبات التي تواجه عمل لجان مكافحة جائحة «كورونا المستجد» بسرت بعد ظهور عدد من الحالات.
وخلال الاجتماع أجرى عامر اتصالاً هاتفياً مع رئيس الأركان العامة رئيس اللجنة العليا لمكافحة الفيروس، الفريق عبد الرازق الناظوري، لبحث الوضع الصحي ببلدية سرت واحتياجاتها العاجلة وخاصة ما يتعلق بالمستلزمات الدوائية والوقائية، مؤكداً أنه «تم تخصيص جهاز جديد للجنة الطبية بسرت والعمل على توفير الإمكانيات المطلوبة في وقت قريب».
ولفت متحدث باسم الأمم المتحدة مساء أول من أمس، إلى تواصل حالات الإصابة بفيروس «كوفيد - 19» في جميع أنحاء ليبيا، مشيراً إلى أن «القدرة على اختبار الأشخاص وتعقبهم ومعالجتهم لا تزال منخفضة للغاية في جميع أنحاء البلاد، ولا تزال تتركز في طرابلس وبنغازي». وقال رداً على النقص الحاد في المسحات للاختبار في الجنوب، إن «السلطات الصحية في طرابلس أرسلت شحنة من 2000 مسحة إلى سبها»، موضحاً أن «نقص الوقود وانقطاع الكهرباء لأكثر من 18 ساعة في اليوم، يؤدي إلى تفاقم الظروف المعيشية السيئة للكثيرين في جميع أنحاء البلاد». كما عانت المرافق الصحية من انقطاع الكهرباء، مما اضطر البعض إلى تعليق العمليات مؤقتاً.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».