الإكوادور تلتقط الأنفاس مع اتفاق لإعادة هيكلة ديون

أعلن الرئيس الإكوادوري لينين مورينو نجاح بلاده في التوصل إلى اتفاق مع دائنيها لإعادة هيكلة نحو 17 مليار دولار (رويترز)
أعلن الرئيس الإكوادوري لينين مورينو نجاح بلاده في التوصل إلى اتفاق مع دائنيها لإعادة هيكلة نحو 17 مليار دولار (رويترز)
TT

الإكوادور تلتقط الأنفاس مع اتفاق لإعادة هيكلة ديون

أعلن الرئيس الإكوادوري لينين مورينو نجاح بلاده في التوصل إلى اتفاق مع دائنيها لإعادة هيكلة نحو 17 مليار دولار (رويترز)
أعلن الرئيس الإكوادوري لينين مورينو نجاح بلاده في التوصل إلى اتفاق مع دائنيها لإعادة هيكلة نحو 17 مليار دولار (رويترز)

أعلنت حكومة الإكوادور أنها توصلت لاتفاق مع أغلب دائنيها لإعادة هيكلة ديون تبلغ قيمتها نحو 17 مليار دولار، مما يمنح البلد الواقع في أميركا الجنوبية فرصة لالتقاط الأنفاس.
وذكرت صحيفة «إل تليغرافو» الإكوادورية أن هذا الاتفاق سيساهم في خفض حجم الدين بنحو 1.5 مليار دولار، وخفض معدل الفائدة من 9.2 في المائة إلى 5.3 في المائة. كما أشارت الصحيفة إلى أن هذا الاتفاق يتضمن أيضاً مضاعفة فترة السداد إلى 12 سنة و7 أشهر، فضلاً عن إتاحة فترة سماح مدتها 5 سنوات لرأس المال، وفترة سماح لمدة سنتين لسداد الفوائد. وقال الرئيس لينين مورينو في تغريدة على موقع «تويتر» مساء الاثنين، إن «أكثر من 97 في المائة من حاملي السندات أيدوا إعادة التفاوض بشأن ديوننا الخارجية... سنتصرف في الموارد لرعاية الفئات الأولى بالرعاية... ولإعادة تنشيط الاقتصاد».
وبدأت الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية محادثات لإعادة هيكلة الديون بعد تفشي جائحة فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد19) وانخفاض أسعار النفط الذي أثر على اقتصادها.
وذكرت وكالة «بلومبرغ» أنه بموجب الاتفاق ستصدر حكومة الرئيس الإكوادوري لينين مورينو 3 سندات تستحق السداد خلال أعوام 2030 و2035 و2040 مقابل كل 10 سندات حالية وتستحق السداد خلال الفترة من 2022 إلى 2030. ووفقاً لشروط الاتفاق؛ ستستأنف الإكوادور توزيع العائد على هذه السندات بدءاً من أول العام المقبل.
وكتب الرئيس الإكوادوري يقول إنه بهذا الاتفاق تستطيع البلاد توفير الموارد المطلوبة للحماية الاجتماعية والتعافي الاقتصادي بعد جائحة فيروس «كورونا» المستجد. وذكرت «بلومبرغ» أن هذا الاتفاق يمنح الإكوادور فرصة لالتقاط الأنفاس حتى بعد انتهاء ولاية مورينو في مايو (أيار) المقبل. في الوقت نفسه؛ ما زال معارضو الرئيس ينتقدونه وفريق ماليته بدعوى عدم تبني نهج أقوى في محادثات إعادة جدولة الديون.
في المقابل؛ حظيت حكومة الرئيس الأكوادوري بإشادة الدائنين الدوليين الذين قالوا إن مسؤولي الإكوادور في محادثات إعادة جدولة الديون كانوا أكثر عقلانية من نظرائهم في الأرجنتين، في إشارة إلى المحادثات المتعثرة لإعادة جدولة ديون الأرجنتين الدولية.
وكانت حكومة الرئيس مورينو قد واجهت عقبة أخيرة في طريق الاتفاق على إعادة جدولة الديون عندما لجأ اثنان من الدائنين، وهما صندوق الاستثمار «غرينويش» الموجود مقره في ولاية كونكتيكت الأميركية، وشركة «كوتنرارين كابيتال مناجمنت»، إلى إحدى المحاكم الأميركية لمنع إعادة جدولة الديون، وهو ما رفضته المحكمة يوم الجمعة الماضي.
وفي مطلع مايو الماضي، وافق صندوق النقد الدولي على تقديم مساعدة عاجلة تبلغ قيمتها 643 مليون دولار للإكوادور. وأوضح وزير مالية الإكوادور أن «هذا القرض منح بشروط تشجيعية بمعدل فائدة يبلغ 1.05 في المائة... وهذا التمويل سيسمح بتأمين السيولة الضرورية لإعادة إطلاق الإنتاج والوظائف». ويتوقع صندوق النقد الدولي تراجع إجمالي الناتج الداخلي للإكوادور 6.3 في المائة، وتتوقع الحكومة، إضافة إلى انخفاض أسعار النفط، وهو الصادر الرئيسي للبلاد، انكماشاً في الاقتصاد المحلي بأكثر من 4 في المائة في 2020.



موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)

يشكّل تحديث العقيدة النووية لروسيا الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً، تحذيراً للغرب، وفتحاً ﻟ«نافذة استراتيجية» قبل دخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب البيت الأبيض، وفق تحليل لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

«إن تحديث العقيدة النووية الروسية يستبعد احتمال تعرّض الجيش الروسي للهزيمة في ساحة المعركة»، بيان صادر عن رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريتشكين، لا يمكن أن يكون بياناً عادياً، حسب «لوفيغارو». فمن الواضح، حسب هذا التصريح الموجه إلى الغربيين، أنه من غير المجدي محاولة هزيمة الجيش الروسي على الأرض، لأن الخيار النووي واقعي. هذه هي الرسالة الرئيسة التي بعث بها فلاديمير بوتين، الثلاثاء، عندما وقّع مرسوم تحديث العقيدة النووية الروسية المعتمد في عام 2020.

ويدرك الاستراتيجيون الجيوسياسيون الحقيقة الآتية جيداً: الردع هو مسألة غموض (فيما يتعلّق باندلاع حريق نووي) ومسألة تواصل. «وفي موسكو، يمكننا أن نرى بوضوح الذعر العالمي الذي يحدث في كل مرة يتم فيها نطق كلمة نووي. ولا يتردد فلاديمير بوتين في ذكر ذلك بانتظام، وفي كل مرة بالنتيجة المتوقعة»، حسب الصحيفة. ومرة أخرى يوم الثلاثاء، وبعد توقيع المرسوم الرئاسي، انتشرت موجة الصدمة من قمة مجموعة العشرين في كييف إلى بكين؛ حيث حثّت الحكومة الصينية التي كانت دائماً شديدة الحساسية تجاه مبادرات جيرانها في ما يتصل بالمسائل النووية، على «الهدوء» وضبط النفس. فالتأثير الخارق الذي تسعى روسيا إلى تحقيقه لا يرتبط بالجوهر، إذ إن العقيدة النووية الروسية الجديدة ليست ثورية مقارنة بالمبدأ السابق، بقدر ارتباطها بالتوقيت الذي اختارته موسكو لهذا الإعلان.

صورة نشرتها وزارة الدفاع الروسية في الأول من مارس 2024 اختبار إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات تابع لقوات الردع النووي في البلاد (أ.ف.ب)

العقيدة النووية الروسية

في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي حين شنّت قوات كييف في أغسطس (آب) توغلاً غير مسبوق في منطقة كورسك في الأراضي الروسية، رد فلاديمير بوتين بتحديد أنه يمكن استخدام الأسلحة النووية ضد دولة غير نووية تتلقى دعماً من دولة نووية، في إشارة واضحة إلى أوكرانيا والولايات المتحدة. لكن في نسخة 2020 من الميثاق النووي الروسي، احتفظت موسكو بإمكانية استخدام الأسلحة الذرية أولاً، لا سيما في حالة «العدوان الذي تم تنفيذه ضد روسيا بأسلحة تقليدية ذات طبيعة تهدّد وجود الدولة ذاته».

وجاء التعديل الثاني في العقيدة النووية الروسية، الثلاثاء الماضي، عندما سمحت واشنطن لكييف باستخدام الصواريخ بعيدة المدى: رئيس الكرملين يضع ختمه على العقيدة النووية الجديدة التي تنص على أن روسيا ستكون الآن قادرة على استخدام الأسلحة النووية «إذا تلقت معلومات موثوقة عن بدء هجوم جوي واسع النطاق عبر الحدود، عن طريق الطيران الاستراتيجي والتكتيكي وصواريخ كروز والطائرات من دون طيار والأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت». وحسب المتخصصة في قضايا الردع في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (إيفري)، هيلواز فايت، فإن هذا يعني توسيع شروط استخدام السلاح النووي الروسي.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال اجتماع على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان 28 يونيو 2019 (رويترز)

انتظار عودة ترمب

لفترة طويلة، لاحظ صقور الاستراتيجية الجيوستراتيجية الروسية أن الردع الروسي تلاشى. وبالنسبة إليهم، فقد حان الوقت لموسكو لإعادة تأكيد خطوطها الحمراء من خلال «إعادة ترسيخ الخوف» من الأسلحة النووية، على حد تعبير سيرغي كاراجانوف، الخبير الذي يحظى باهتمام فلاديمير بوتين. ةمن هذا المنظار أيضاً، يرى هؤلاء المختصون اندلاع الحرب في أوكرانيا، في 24 فبراير (شباط) 2022، متحدثين عن «عدوان» من الغرب لم تكن الترسانة النووية الروسية قادرة على ردعه. بالنسبة إلى هؤلاء المتعصبين النوويين، ينبغي عدم حظر التصعيد، بل على العكس تماماً. ومن الناحية الرسمية، فإن العقيدة الروسية ليست واضحة في هذا الصدد. لا تزال نسخة 2020 من العقيدة النووية الروسية تستحضر «تصعيداً لخفض التصعيد» غامضاً، بما في ذلك استخدام الوسائل غير النووية.

وحسب قناة «رايبار» المقربة من الجيش الروسي على «تلغرام»، فإنه كان من الضروري إجراء تحديث لهذه العقيدة؛ لأن «التحذيرات الروسية الأخيرة لم تُؤخذ على محمل الجد».

ومن خلال محاولته إعادة ترسيخ الغموض في الردع، فإن فلاديمير بوتين سيسعى بالتالي إلى تثبيط الجهود الغربية لدعم أوكرانيا. وفي ظل حملة عسكرية مكلفة للغاية على الأرض، يرغب رئيس «الكرملين» في الاستفادة من الفترة الاستراتيجية الفاصلة بين نهاية إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ووصول الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، الذي يتوقع منه بوتين مبادرات سلام محتملة لإنهاء الحرب.

يسعى بوتين، وفق الباحثة في مؤسسة «كارنيغي»، تاتيانا ستانوفايا، لوضع الغرب أمام خيارين جذريين: «إذا كنت تريد حرباً نووية، فستحصل عليها»، أو «دعونا ننهي هذه الحرب بشروط روسيا».