أعلن المجلس الأعلى للدفاع في لبنان، صباح اليوم (الأربعاء)، إثر اجتماع طارئ عقده برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، بيروت «مدينة منكوبة»، وذلك على إثر التفجير الضخم الذي وقع فيها.
ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية عن عون قوله خلال الاجتماع: «كارثة كبرى حلّت بلبنان»، مشدداً على «ضرورة التحقيق في ما حدث وتحديد المسؤوليات، لا سيما أن تقارير أمنية كانت أشارت إلى وجود مواد قابلة للاشتعال والانفجار في العنبر المذكور».
وأعلن مجلس الدفاع الأعلى حالة طوارئ لمدة أسبوعين في العاصمة وسلم مهام الأمن إلى السلطات العسكرية.
وأفاد بيان للمجلس، بأن الرئيس ميشال عون قرر «تحرير الاعتماد الاستثنائي المنصوص عنه في المادة 85 من الدستور وفي موازنة العام 2020، والذي يبلغ 100 مليار ليرة لبنانية ويخصص لظروف استثنائية وطارئة».
كما أوصى المجلس قبل اجتماع للحكومة اليوم، بتكليف لجنة للتحقيق في الانفجار على أن تعرض نتائجها خلال خمسة أيام و«تتخذ أقصى درجات العقوبات على المسؤولين».
وكان الرئيس اللبناني قد دعا إلى اجتماع طارئ، للمجلس الأعلى للدفاع في قصر بعبدا، مساء الثلاثاء، إثر الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت.
وأعلن رئيس الحكومة حسان دياب (الأربعاء) يوماً للحداد الوطني على «ضحايا الانفجار»، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وسقط قتلى ومئات الجرحى في الانفجار الضخم الذي هزّ مرفأ بيروت، اليوم الثلاثاء، وفق الإعلام الرسمي والصليب الأحمر اللبناني، وتسبب بأضرار كبيرة في كافة أنحاء العاصمة من دون أن تتضح أسبابه حتى الآن.
وتحدثت الوكالة الوطنية للإعلام عن «سقوط عدد من الشهداء والجرحى» جراء الانفجار، بينما لا تزال فِرَق الإسعاف تقصد مكان وقوعه.
وأفاد رئيس الصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة بوجود «مئات الجرحى» وقال: «هناك أيضاً ضحايا».
وقال أحد الأطباء في مستشفى «أوتيل ديو» إن عدد الجرحى لديهم وصل إلى 500، مناشداً عدم إحضار المزيد إلى المستشفى.
ووقع التفجير عند الساعة السادسة مساء بتوقيت بيروت، وهز العاصمة بالكامل وطالت أضراره كافة أحيائها حيث تساقط الزجاج في عدد كبير من المباني والمحال والسيارات.
كما أفاد أشخاص في جزيرة قبرص المواجهة للبنان بسماع صوت الانفجار أيضاً.
وفي مكان التفجير، قال جندي لوكالة الصحافة الفرنسية: «هناك مأساة في الداخل، هناك كثير من الجثث على الأرض وسيارات الإسعاف لا تزال تعمل على نقل الجرحى».
وبعد ساعتين على وقوع الانفجار، كانت سيارات الإسعاف لا تزال تهرع إلى مكان التفجير لإخراج الجرحى.
وعملت طوافة للجيش على تعبئة المياه من البحر لإطفاء الحريق الذي لا يزال مندلعاً في المكان. كما شوهدت باخرة تحترق عند المرفأ.
وقالت امرأة في وسط العاصمة لصحافي في وكالة الصحافة الفرنسية: «شعرت بما يشبه هزة أرضية، ثم دوى الانفجار... شعرت أنه أقوى من انفجار العام 2005 الذي قتل (رئيس الحكومة السابق) رفيق الحريري».